الرئيسية / كتاب وآراء / محمد المقاطع مشككًا في مصداقية “فيتش”: أتمنى ألا يطغى البعد التجاري على عملها.

محمد المقاطع مشككًا في مصداقية “فيتش”: أتمنى ألا يطغى البعد التجاري على عملها.

الديوانية
تمويل «الكويتية».. وتصنيف الكويت الائتماني 
الاسم: أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع
بعد مضي ما بين 23-20 عاماً على آخر تعاقدات شراء طائرات للخطوط الجوية الكويتية، وبعد أن تجاوز عمر طائراتها 20-18 عاماً، وصلت أولى طائرات تجديد أسطولها من طراز A320، وهي بفضل جهود مجلس إدارتها الجديد برئاسة السيدة رشا الرومي، وهو لا شك إنجاز يستحق الإشادة والثناء، في الوقت الذي تتعثر فيه العديد من المشاريع الحيوية الأخرى.
بل إن «الكويتية» نفسها مرت خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية بدوامة من التعثر بما في ذلك الفشل في تجديد أسطولها، وهي النتيجة الطبيعية لحالة الصراع وتعارض المصالح والتهويش السياسي التي يعاني منها البلد الأمرّين، ما ألحق أضراراً بالغة في الوطن، فكل شيء معطل، بل إن الخوف، برأينا، لدى الحكومة في ظل هذه الأجواء كان هو نقطة الضعف التي صارت مجالاً للضغوط والابتزاز السياسي الذي ذهبت بسببه أغلب مشاريع البلد أدراج الرياح، وبقدر التفاؤل الذي تجدد بتسلم «الكويتية» أولى طائراتها الجديدة، فالتخوف أن تُجهض خطوات تجديد أسطول «الكويتية» نتيجة تبعثر جهود تمويل الأسطول وسط تخل حكومي مبكر عن تحمل مبالغ التجديد وطرح فكرة التمويل غير الواضحة كما تردد، مما يعني تعثر «الكويتية» في عدم قدرتها على السداد، ومن ثم إجهاض تجديد الأسطول، واتمنى أن أكون مخطئاً.
***
استوقفني تأكيد وكالة فيتش العالمية أن تصنيف الكويت الائتماني عند AA مع نظرة مستقبلية مستقرة، مشيرة الى وضع البلاد المرن أمام انخفاض أسعار النفط، وان الميزانية تحتاج إلى برميل نفط بـ48 دولاراً فقط. وهو تأكيد يخالف أساس بناء الموازنة العامة المعتمد من الحكومة لسعر أعلى لقيمة البرميل، ولا أملك إلا أن أشكك بمهنية هذه الوكالة التي ربما تلعب الاعتبارات السياسية مرتكزا لتصنيفاتها مما يفقدها المصداقية، أو أن نشكك بدقة بيانات الحكومة.
لكن الأمر الأكثر تشكيكاً بمصداقية ومهنية وكالة فيتش هو جملتها الأخرى والتي تقول فيها «إن مجلس الأمة الحالي سيحافظ على علاقته البناءة جداً مع الحكومة»، وهو وصف انطباعي لم يؤسس على ركائز علمية وتوثيقات مهنية، بقدر ما هو نقولات مرسلة، لواقع سياسي غير مستقر ولا تحكمه ملامح واضحة، ما يشكك بمصداقية الوكالة وتقاريرها وتصنيفاتها التي أتمنى ألا يكون الفساد قد تمكن من الوصول إليها، أو طغيان البعد التجاري على أسلوب عملها وكتابة تقاريرها.
اللهم اني بلغت.
أ. د. محمد المقاطع

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*