جديد الحقيقة
الرئيسية / كتاب وآراء / آن الأوان لتنظيم العمل التطوعي!

آن الأوان لتنظيم العمل التطوعي!

أين مؤسسات الدولة المعنية طوال السنوات الماضية في متابعة ورصد وتقييم هذه الفرق والمجاميع التطوعية؟!

في غمرة الأحداث الإقليمية والدولية والقضايا التي تناقش عندنا في الكويت، هناك محطة مشرفة تتمثل في عمل الفرق التطوعية والمجاميع الشبابية، وما تقوم به من نشاطات متنوعة، وإبداعات ووسائل مبتكرة في أداء دورهم الحيوي، حيث تتطلع الأنظار إلى شبابنا الذين لا يتركون مبادرة إلا ويقومون بها من أجل خدمة المجتمع والتحرك كلما اقتضت الحاجة.

في الغالب، لا يمر يوم إلا ونسمع من يتذمر من تصرفات الشباب لهذا السبب أو ذاك، ومن مظاهر الانحراف أو العنف. لكن، في المقابل، فالصورة المشرقة هي التي نجدها في المبادرات والمشاريع الوطنية، والتي تشكل إضاءة فريدة للمشهد المحلي العام.

هؤلاء هم المتطوعون لأعمال مجتمعية، فهم يبذلون قصارى جهدهم للعمل من دون تكليف من جهة حكومية، يحركهم إيمانهم الواضح بأن لكل إنسان في هذا الوطن دوراً، عليه أن يؤديه بحب وإخلاص من دون انتظار المقابل.

فوزيرة الشؤون السيدة هند الصبيح صرّحت قبل شهر بأن الوزارة انتهت من وضع قانون خاص بالعمل التطوعي، وينتظر موافقة مجلس الوزراء و«الفتوى والتشريع».

وفي تصريح آخر، قالت الوزيرة إن الفرق والمجموعات التطوعية حسب إحصائيات غير رسمية ارتفع عددها وتجاوز 200 فريق، وان غالبيتها العظمى من الشباب.

ويجدر بنا التساؤل: أين مؤسسات الدولة المعنية طوال السنوات الماضية في متابعة ورصد وتقييم هذه الفرق والمجاميع التطوعية التي من المؤكد أن عددها اليوم فاق الــ 200 بكثير؟ وهل تعرف لماذا اتجهت للعمل خارج مظلة الجهات الحكومية وجمعيات النفع العام، وفضلت العمل باستقلالية؟.. وماذا عملت الحكومة عندما عرفت حقيقة هذه الأعداد المتزايدة منذ سنوات؟!

صحيح هناك صور ناصعة للكثير من الفرق والمجاميع، والتي قدمت نموذجاً رائعاً للعمل المدني والإنساني والتوعوي. ولكن في المقابل، هناك أخطاء وممارسات تشوب العديد منها، ولا يمكننا السكوت عنها أو تجاهلها.

فمن المهم أن تقوم الدولة بتقييم كل الفرق والمجاميع والحملات والروابط من دون حسابات شخصية أو سياسية. فقد آن الأوان لتنظيم الميدان التطوعي في الكويت، وتنقيته، ووضع الأطر الصحيحة، وترجمة فلسفة واضحة لثقافة التطوع التي نريد تكريسها وغرسها، من دون المساس بمقومات العمل التطوعي وهامش الإبداع والحرية المسؤولة، ومن دون أن نبخس جهود وحقوق الكوادر الكفؤة فيها.

فوزية أبل

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*