قال باحثون أمس الاثنين إن ما يصل إلى 70% من عمليات استئصال الرحم في الولايات المتحدة وعمليات استبدال مفصل الركبة في إسبانيا وأكثر من نصف المضادات الحيوية الموصوفة للعلاج في الصين تمثل إفراطا غير مناسب في استخدام الرعاية الصحية.
وخلص خبراء نفذوا سلسلة من الدراسات في أنحاء العالم إلى أن إساءة استخدام الدواء والرعاية الصحية بصورة روتينية -إما في حالات غير ضرورية أو بعدم الحصول عليهما- يتسبب في ضرر يمكن تجنبه ومعاناة وإهدار لموارد قيمة.
والدراسات التي أجراها 27 خبيرا دوليا بتكليف من دورية “ذا لانسيت” خلصت أيضا إلى أن معدلات إجراء عمليات الولادة القيصرية ارتفعت بشكل حاد بين نساء لا يحتجن إليها.
وأقر الخبراء في بيان عن نتائج توصلوا إليها بـ “مأساة مشتركة بين الدول الغنية والفقيرة وهي استخدام تكنولوجيا مرتفعة التكلفة، وفي بعض الأحيان غير فعالة بينما يتم إهمال أساليب علاج منخفضة التكلفة”.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن 6.2 ملايين عملية ولادة قيصرية غير ضرورية يتم إجراؤها كل عام نصفها في البرازيل والصين.
وقال أحد كبار الباحثين في تلك الدراسات ورئيس معهد لون الأميركي في بوسطن إن العوامل التي تحرك الفشل العالمي في تحقيق المستويات الصحيحة للرعاية الصحية تشمل “الطمع وتضارب المصالح والافتقار للمعلومات”. وأضاف فيكاس سايني “وهي عوامل تتضافر لخلق نظام اقتصادي ضحل لتقديم الرعاية الصحية”.
وحللت سلسلة الدراسات نطاق وأسباب وتبعات قلة الاعتماد وزيادة الاعتماد على الرعاية الصحية حول العالم. وخلصت إلى أن الحالتين يمكن أن تقعا في ذات الدولة أو المؤسسة أو المنشأة الطبية، ويمكنها أن تؤثر على ذات المريض في نفس الوقت.
وقال الباحثون إن عدم تلقي الرعاية الصحية رغم الاحتياج يترك المرضى “معرضين لأمراض ومعاناة يمكن تجنبها” بينما يتسبب الإفراط في تلقي الرعاية الصحية غير الضرورية إلى أضرار يمكن تجنبها من الفحوص أو التحاليل أو العلاجات، كما يؤدي في نفس الوقت إلى إهدار موارد كان من الأجدى توجيهها إلى خدمات مطلوبة أكثر.