بعد غياب 7 أعوام يعود المنتخب المصري إلى الظهور مجدداً في بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في نسختها الـ31 التي ستنطلق بالغابون بعد غد السبت، ويحدوه الأمل في استعادة البريق الذي فقده خلال السنوات الأخيرة.
وعقب حصوله على 3 ألقاب متتالية أعوام 2006 و2008 و2010 تحت قيادة مدربه الأسبق حسن شحاتة، عجز منتخب مصر عن التأهل إلى النهائيات في النسخ الثلاث التالية في ظل توقف النشاط الكروي في البلاد لفترة ليست بالقصيرة، عقب كارثة إستاد بورسعيد التي راح ضحيتها 72 مشجعاً في الأول من فبراير عام 2012، والتي أعقبها إلغاء مسابقة الدوري المصري موسم 2012 – 2013 بسبب ثورة 30 يونيو 2013.
ويتطلع منتخب مصر لإعادة البسمة مجدداً إلى وجوه جماهيره، إذ يقوده مجموعة من اللاعبين الواعدين حملت على عاتقها مهمة إعادة الفريق إلى وضعه الطبيعي على منصة التتويج بعد اعتزال نجوم الفريق السابقين الذين أعادوا المنتخب المصري إلى عصره الذهبي مثل محمد أبو تريكة وأحمد حسن ووائل جمعة ومحمد بركات وعمرو زكي ومحمد شوقي ومحمد زيدان.
ويعتمد مدرب المنتخب المصري، الأرجنتيني هيكتور كوبر، خلال البطولة على عدد من اللاعبين الشباب المحترفين بالخارج مثل محمد صلاح نجم فريق روما الإيطالي ورمضان صبحي جناح ستوك سيتي الإنجليزي ومحمود حسن (تريزيغيه) لاعب موسكرون البلجيكي ومحمود عبدالمنعم (كهربا) المحترف في اتحاد جدة السعودي ومحمد النني لاعب وسط آرسنال الإنجليزي، وأحمد حسن (كوكا) مهاجم سبورتنغ براغا البرتغالي وعمرو وردة صانع ألعاب بانيتوليكوس اليوناني وعمر جابر ظهير أيمن بازل السويسري وكريم حافظ ظهير أيسر لانس الفرنسي.
كما يعول كوبر أيضاً على عدد من اللاعبين الذين تألقوا في الدوري المحلي مثل عبدالله السعيد صانع ألعاب الأهلي وزملائه في نفس الفريق أحمد حجازي وسعد الدين سمير ومروان محسن والحارس شريف إكرامي، بالإضافة إلى طارق حامد وإبراهيم صلاح وأحمد دويدار وعلي جبر لاعبي الزمالك وحارس مرمى الفريق الأبيض أحمد الشناوي.
ولا تضم قائمة المنتخب المصري في البطولة سوى 4 لاعبين فقط سبق لهم المشاركة في المسابقة القارية وهم عصام الحضري (قائد الفريق) حارس مرمى فريق وادي دجلة المصري، وأحمد فتحي ظهير أيمن الأهلي وأحمد المحمدي لاعب وسط فريق هال سيتي الانجليزي، ومحمد عبدالشافي ظهير أيسر أهلي جدة السعودي.
وتشعر الجماهير المصرية بقدر كبير من التفاؤل إزاء قدرة منتخبها على المضي قدماً في البطولة لاسيما بعد النتائج اللافتة التي حققها الفريق أخيراً.
وحجز منتخب مصر بطاقة التأهل للنهائيات عقب تصدره المجموعة السابعة بالتصفيات المؤهلة للمسابقة القارية، التي ضمت منتخبي نيجيريا وتنزانيا فقط عقب انسحاب تشاد، بفارق 5 نقاط كاملة أمام أقرب ملاحقيه المنتخب النيجيري، الذي توج باللقب في 3 مناسبات، إذ حقق 3 انتصارات وتعادلاً وحيداً، دون أن يتلقى أي خسارة.
ويسير الفريق بخطى ثابتة نحو التأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه بعد غياب دام 28 عاماً، إذ يتربع حالياً على صدارة المجموعة الخامسة في التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال روسيا عام 2018، التي تضم أيضاً منتخبات غانا وأوغندا والكونغو، برصيد 6 نقاط، محققاً العلامة الكاملة حتى الآن، إذ تغلب 2-1 على مضيفه منتخب الكونغو، و 2-0 على ضيفه الغاني.
ويبتعد المنتخب المصري بفارق نقطتين أمام نظيره الأوغندي، صاحب المركز الثاني، كما يتفوق بفارق 5 نقاط على منتخب غانا، الذي يقبع في المركز الثالث.
ويمتلك المنتخب المصري (الفراعنة) تاريخاً حافلاً من الإنجازات خلال مسيرته الطويلة في البطولة، إذ يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب برصيد 7 ألقاب، كما يحمل أيضاً الرقم القياسي في عدد مرات المشاركة برصيد 23 مشاركة.
وحقق الفريق رقماً قياسياً آخر في النهائيات بعدما حافظ على سجله خالياً من الهزائم في 19 مباراة متتالية، منذ خسارته 1-2 أمام منتخب الجزائر في نسخة البطولة عام 2004 بتونس، كما يحمل رقماً قياسياً يتمثل في الفوز بـ9 مباريات متتالية بدأت بالفوز على منتخب أنغولا 2-1 في دور الثمانية عام 2008.
وكان المنتخب المصري ضمن المشاركين في النسخة الأولى للمسابقة، التي أقيمت عام 1957، بجانب منتخبي إثيوبيا والسودان (مستضيف البطولة)، حيث توج بلقبه الأول في البطولة التي احتفظ بها أيضاً في النسخة الثانية التي أقيمت على ملاعبه عام 1959.
وانتظر منتخب مصر 27 عاماً حتى استعاد اللقب الغائب عنه عندما استضاف نسخة البطولة عام 1986 عقب تغلبه بركلات الترجيح على منتخب الكاميرون، تحت قيادة المدرب الويلزي مايكل سميث.
وتوارى المنتخب المصري عن الأضواء فترة ليست بالقصيرة، إذ اكتفى بعدة مشاركات باهتة في النسخ التالية للمسابقة، قبل أن يفاجئ الجميع بحصوله على اللقب عام 1998 ببوركينافاسو تحت قيادة المدرب الراحل محمود الجوهري، عقب فوزه 2-0 على منتخب جنوب أفريقيا في نهائي المسابقة.
وأبهرت مصر جميع محبي كرة القدم بعدما حصلت على 3 ألقاب متتالية في البطولة، حيث كانت البداية مع نسخة المسابقة عام 2006 التي قامت بتنظيمها، إذ تغلبت على كوت ديفوار في المباراة النهائية بركلات الترجيح، وقدم المنتخب المصري أقوى عروضه على الإطلاق طوال مسيرته الطويلة في البطولة حينما توج باللقب عام 2008 بغانا عقب فوزه على منتخب الكاميرون في النهائي بهدف نظيف حمل توقيع محمد أبو تريكة.
وواصل الفريق الإبداع عندما انتزع لقبه الثالث على التوالي عام 2010 بأنغولا بفوزه على غانا بهدف أحرزه هداف البطولة آنذاك محمد ناجي جدو في المباراة النهائية.
ولم تكن قرعة الدور الأول رحيمة بالمنتخب المصري، إذ أوقعته مع اثنين من منافسيه في تصفيات المونديال وهما المنتخبان الغاني والأوغندي، بجانب منتخب مالي في المجموعة الرابعة.
ويستهل منتخب مصر مسيرته في البطولة بمواجهة نظيره المالي في 17 يناير الجاري بمدينة بورت جونتي التي تستضيف مباريات المجموعة، حيث ستكون الفرصة مواتية أمام الفريق للثأر من خسارته 0-1 أمام مالي في دور الثمانية بنسخة البطولة عام 1994 بتونس.
ويلتقي المنتخب المصري مع أوغندا في الجولة الثانية في 21 من الشهر الجاري، في المواجهة الرابعة بين المنتخبين في البطولة، إذ يأمل المنتخب المصري في مواصلة تفوقه على نظيره الأوغندي بعدما تغلب عليه في اللقاءات الثلاثة الماضية التي كان آخرها عام 1976.
ويختتم منتخب مصر مبارياته في مرحلة المجموعات بمواجهة من العيار الثقيل أمام المنتخب الغاني في 25 يناير في إعادة للقائهما الأخير الذي جرى بتصفيات المونديال في نوفمبر الماضي على ملعب برج العرب بمدينة الإسكندرية.
د ب أ