الرئيسية / عربي وعالمي / ما موقف العرب في حال نقل السفارة الأمريكية للقدس؟

ما موقف العرب في حال نقل السفارة الأمريكية للقدس؟

طرح نائب الرئيس المصري السابق، الدكتور محمد البرادعي، تساؤلاً عبر حسابه على موقع “تويتر”، قائلاً: “ماذا نحن فاعلون إذا نقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟”.

وأضاف البرادعي: “بعد أن هرولنا لتهنئة ترامب، هل نستطيع كعرب أن نعلن ماذا نحن”، ليستكمل: “هل لمرة واحدة نُظهر أننا لسنا جثة هامدة”.
ما رأي العرب؟.. الشجب والتنديد

اختلفت الإجابات من مستخدمي موقع “تويتر”؛ ردًا على سؤال البرادعي، وإن كان هناك رأي يحظى بالاغلبية وهو أن العرب سيشجبون ويستكرون كما هو معتاد منهم مع كل أزمة.

البعض اكتفي بالسخرية من موقف العرب، فيما قال عدد منهم سيبادر العرب بتهنئتهم مجددًا، أما المصريون فاقترحوا إغلاق محطة السادات.

إجراءات بعد التوسط

“اتخاذ مجموعة من الإجراءات، في حال نقل السفارة للقدس”، هكذا أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، دون أن يفصح ما هي تلك الإجراءات؛ فقد تباحث خلال لقائه مع الملك الأردني عبد الله الثاني، في زيارة للعاصمة الأردنية حول قضية نقل السفارة الأمريكية.

وقال عباس: “إن هذه الزيارة تأتي للتنسيق ما بين البلدين قبيل مغادرة الملك الأردني بلاده متوجهًا بزيارات رسمية لموسكو وواشنطن”.

وأضاف محمود عباس، وهو يدعو الإدارة الأمريكية للعدول عن هذه الفكرة: “اتفقا مع الملك عبد الله على اتخاذ مجموعة من الإجراءات الثنائية في حال تم نقل السفارة، والتي إن حدثت ستكون عواقبها وخيمة”.

وطالب عباس إدارة ترامب ” أن تشتبك معنا في مفاوضات جدية بيننا وبين الإسرائيليين للوصول إلى حل سياسي، وهذا هو أفضل شيء بالنسبة لنا وللإسرائيليين وللمنطقة كلها”.

ويحاول عباس قبل أن يتخد الإجراءات غير المعلنة، الضغط والتوسط؛ لإفشال تلك الخطوة قبل أن تتم.

والملك الأردني ليس المسؤول الأول الذي يضغط عليه عباس للتوسط من أجل إحباط محاولة ترامب نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل، إلى القدس بدلاً من تل أبيب، بل إنه يأتي بعد بابا الفاتيكان فرانسيس، وأيضًا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والبولندي اندجي دودا.

بيانات استنكار

هل سيكتفي العرب ببيانات استنكار، أم سيتخذ العرب عبر الجامعة العربية خطوات تصعيدية؟

هذا ما ستسفر عنه الأيام القادمة، فقد تم توجيه القطاعات المعنية بالأمانة العامة للجامعة بدراسة كيفية التعامل مع هذه الخطوة، إذا ما تحققت بالفعل، وتقديم توصيات يمكن التعامل معها من خلال آليات الجامعة العربية، آخذين في الاعتبار خطورتها ودلالاتها.

فقد حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، من خطورة توجه الإدارة الأمريكية الجديدة، لنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس.

جاء ذلك في بيان للجامعة العربية، وقال أبو الغيط، إن “نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يؤثر سلبيًا على مستقبل التسوية للقضية الفلسطينية، وأيضًا ما قد تستدعيه من تعزيز لخطاب الإرهاب والتطرف والعنف”.

تهديد المصالح الأمريكية

“وقفة عربية وإسلامية جادة تشعر الولايات المتحدة أن مصالحها مهددة ومعرضة للخطر بشكل كبير، في حال أقدمت على ذلك”، هذا هو رد الفعل المتوقع الذي صرح به وزير الأوقاف الأردني هايل داوود.

وقال داوود، إن إعلان الإدارة الأمريكية الجديدة نقل سفارتها إلى القدس يشكل ضربة قاصمة لدورها كوسيط نزيه في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واستهتارًا أمريكيًا بالقرارات الدولية التي تعتبر القدس أرضًا محتلة.

وحذّر من أنه إذا لم يحدث ذلك، فإن واشنطن ستمضي في نقل السفارة، وستحذو حذوها دول غربية أخرى.

وأضاف داوود: “إذا لم تجد القوى العالمية رد فعل قوي من العرب، فستحاكي الموقف الأمريكي، وهو ما يشكل ضربة قوية للموقفين العربي والإسلامي”، مشيرًا إلى أن قرار نقل السفارة للقدس كان قد صادق الكونغرس عليه منذ 20 عامًا.

ماذا تفعل مصر؟

وجه محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية والنائب بالبرلمان المصري، تساؤلاً هامًا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية، “ماذا سيكون رد فعل الحكومة المصرية والبرلمان المصري تجاه ذلك ؟، هل سنرى ردود فعل غاضبة أم سنراها خطوة وإن كانت لإرضاء إسرائيل؟”.

وأضاف: “هل لدينا سيناريو للتعامل مع هذا الموقف الذى ربما تمتد آثاره إلى البلاد العربية والإسلامية، في الوقت الذى تسعى فيه مصر لتحسين صورتها وبدء صفحة جديدة في علاقاتها مع الإدارة الأمريكية الجديدة، أم سنكتفي بموقف المتفرج السلبى، أو نتخذ قرارات غير مدروسة ومخيبة للآمال مثل موقف مصر مؤخرًا من قرار منع الاستيطان اليهودى بفلسطين؟”.

وتابع السادات: “قرار أمريكا بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس سيكون قرارًا سياسيًا لصالح إسرائيل، وحال الشروع فى تنفيذ القرار لا يجب أن يقتصر موقف مصر والعرب على بيانات الإدانة والشجب والاستنكار، لكن لابد من حراك دولي وموقف عربي واضح لخطورة الأمر وآثاره مستقبلاً على المنطقة العربية بالكامل”.

توقعات إسرائيل

عقدت الحكومة الإسرائيلية جلسة مشاورات أمنية، لدراسة السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن تشهدها المنطقة، في حال إعلان محتمل للرئيس الأمريكي الجديد، بنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة.

وحسب صحيفة “هآرتس” العبرية، فإنّ الاجتماع ترأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمشاركة كبار الوزراء، وأكد نتنياهو خلال الاجتماع أن إسرائيل لا تعرف إذا ما كان ترامب سيعلن نقل السفارة فعليًا، إلا أنه أوعز للجيش والشرطة والأجهزة الأمنية لأن يكونوا على جاهزية لأي سيناريو محتمل بعد هذه الخطوة المحتمل تنفيذها قريبًا.

ووفقًا للموقع فإن جهاز الـ”شاباك” وشعبة الاستخبارات والشرطة والاستخبارات العسكرية، قالوا إنه لا توجد لديهم أي معلومات عن وجود نوايا لتنفيذ عمليات أو مظاهرات في حال صدور الإعلان الأمريكي، وأن أحد السيناريوهات المطروحة هو ردود فعل فلسطينية جماهيرية سياسية من خلال المسيرات ورفع الأعلام الفلسطينية فقط.

وأشار الموقع إلى أن ضباطًا من الجيش والشرطة أعربوا عن اعتقادهم أن أحد السيناريوهات تتمثل في تصعيد محدود بالضفة الغربية والقدس.

مرحلة النقاش

يأتي هذا التصريح، في وقت أعلن البيت الأبيض أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مراحل النقاش الأولى حول نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، بعد أن وعد ترامب في تصريحات عدة خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة إلى القدس.

وقال ترامب فى حديث لصحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية: “لن أخلف بوعدي الذي قطعته لإسرائيل حول نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس”.

ومنذ تبني الكونغرس الأمريكي قرارًا في العام 1995 بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، دأب رؤساء الولايات المتحدة على توقيع قرارات كل 6 أشهر بتأجيل نقل السفارة “من أجل حماية المصالح القومية للولايات المتحدة”، حسبما تنص تلك القرارات.

ووقع الرئيس الأمريكي السابق في أكتوبر الماضي، قرارًا بتعليق نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس لمدة 6 أشهر.

وبحسب مبادئ القانون الدولي وقرار مجلس الأمن رقم 478، والذي ينص على أن قرار الضم الإسرائيلي للقدس والذي وافقت عليه 14 دولة، بأنه مخالف للقانون الدولي وبالتالي فإن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشرقية يتناقض مع مبادئ القانون الدولي، وينافي قرارات الأمم المتحدة؛ لأن القدس الشرقية هي أرض محتلة وتخضع لبنود معاهدة جنيف الرابعة، ويرفض الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على القدس الشرقية، وتعتبر القدس منطقة متنازع عليها وتعتبر ضمن الحلول النهائية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإذا راعى ترامب القانون فإنه لن ينقلها.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*