يستذكر الكويتيون اليوم الأحد لحظات تاريخية مرت بها الكويت قبل 11 عاما حين وقف صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تحت قبة البرلمان ليؤدي اليمين الدستورية أميرا لدولة الكويت إيذانا ببدء مسيرة جديدة من العمل والعطاء واستكمالا لما بدأه أسلافه من حكام الكويت.
ففي 29 يناير 2006 تولى سمو الشيخ صباح الأحمد مسند الإمارة وسط تأييد شعبي ورسمي كبير حيث تمت مبايعته بالإجماع من قبل أعضاء السلطتين التنفيذية والتشريعية أميرا للبلاد.
ومنذ ذلك اليوم التاريخي بدأت أسطر جديدة تكتب في تاريخ الكويت وفي مسيرة سموه في قيادة هذا الوطن العزيز حيث استمر في تكريس رؤيته الثاقبة في الاهتمام بالاقتصاد لأنه عصب التنمية والتطور في أي مجتمع.
وعلى مدى 11 عاما من تولي سمو الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم شهدت البلاد نهضة تنموية شاملة مرتكزة على مجموعة من المشاريع الضخمة من أبرزها مدينة (صباح الأحمد البحرية) التي تعد أول مدينة ينفذها القطاع الخاص كاملا ما يدل على تشجيع سموه على إعطاء القطاع الخاص دورا أكبر في المساهمة في تنمية الكويت وتنشيط عجلة الاقتصاد.
ونفذت الحكومة الكويتية تحت قيادة سموه ووفقا لتوجيهاته السامية العديد من المشاريع العملاقة التي ترتبط بمختلف القطاعات الخدمية في البلاد مثل مشروع مستشفى جابر وميناء مبارك وجسر جابر الذي يربط بين الصبية ومدينة الكويت.
وتم أيضا تطوير العديد من الطرق الرئيسية وإنشاء شبكة من الجسور ومشروع مصفاة الزور ومبنى المطار الجديد واستاد جابر الرياضي إضافة إلى تنفيذ المدن الإسكانية الجديدة ومن أبرزها مدينة المطلاع السكنية العملاقة.
ولم يغفل صاحب السمو عن إدراك أهمية بناء المجتمع الكويتي من الداخل والحفاظ على وحدته وتماسكه في ظل الأخطار والتقلبات التي تعصف بالمنطقة من حين لآخر فكان التفجير الإرهابي الذي تعرض له مسجد الإمام الصادق في 26 يونيو 2015 أكبر دليل على تلاحم القيادة والشعب في الكويت في مشهد مهيب وقف له العالم إكبارا وتقديرا.
فبعد فترة قصيرة من وقوع حادث التفجير الإرهابي الذي أودى بحياة 26 شهيدا وعشرات الجرحى سارع صاحب السمو أمير البلاد الى الحضور شخصيا الى موقع الحادث غير عابئ بالأخطار التي قد تحيط به أو تهدد سلامته ليطلق جملته الإنسانية الشهيرة (هذولا عيالي).
وعقب مراسم العزاء التي تقدمها أمير البلاد وحضرتها جموع الشعب الكويتي قاطبة قال سموه في كلمة له: “إن هذه الأزمة أبرزت بجلاء حقيقة الشعب الكويتي وأصالة معدنه وتكاتفه في السراء والضراء أسرة كويتية واحدة تسودها المحبة والألفة ويجمعها حب الوطن والولاء له والالتفاف حول قيادته في مواجهة العنف والفكر التكفيري المتطرف”.
وعلى الصعيد الخارجي فقد تبوأت الكويت نتيجة لسياسات صاحب السمو ورؤيته الحكيمة القائمة على تولي زمام المبادرات في العمل الخيري الإنساني مركزا مرموقا بين دول العالم خلال السنوات العشر الماضية استحقت تكريم الأمم المتحدة لسمو أمير البلاد بتسمية سموه (قائدا للعمل الإنساني) ودولة الكويت (مركزا للعمل الإنساني) خصوصا بعد أن استضافت الكويت المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية لثلاث دورات متتالية على أرضها معلنة تبرعها السخي بمئات الملايين لإغاثة اللاجئين السوريين في دول الجوار لسوريا.
ولم تنس الكويت القضية الفلسطينية التي اعتبرتها قضيتها العربية الأولى منذ بدايتها وحتى اليوم فاستمر الدعم الكويتي للفلسطينيين وازدادت وتيرته في عهد صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد.
ففي يناير 2009 أعلنت الكويت تبرعها ب 34 مليون دولار لمصلحة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تبعها في مارس من العام نفسه تقديم الكويت مبلغ 200 مليون دولار للسلطة الفلسطينية تدفع على مدى 5 سنوات ضمن برنامج إعادة إعمار غزة وفي نوفمبر 2012 وقعت دولة الكويت اتفاقية مع البنك الدولي تساهم بموجبها بمبلغ 50 مليون دولار لدعم البرنامج الفلسطيني للاصلاح والتنمية الذي يشرف عليه البنك.
واستضافت الكويت في عهد صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية العربية الأولى في يناير 2009 التي شهدت أول مبادرة تنموية عربية طرحها سمو أمير البلاد متمثلة في إنشاء صندوق لدعم وتمويل المشاريع التنموية الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية برأسمال قدره مليارا دولار تساهم الكويت فيه بحصة تبلغ 500 مليون دولار.
كما استضافت البلاد في ديسمبر 2013 قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورتها ال34 ومنتدى حوار التعاون الآسيوي الأول في أكتوبر 2012 الذي أعلن صاحب السمو خلاله تبرع دولة الكويت بمبلغ 300 مليون دولار لمصلحة برنامج تمويل مشاريع إنمائية في الدول الآسيوية غير العربية.
وفي نوفمبر 2013 استضافت دولة الكويت القمة العربية الإفريقية الثالثة التي حضرها رؤساء وممثلو نحو 60 دولة حيث أعلن سموه في كلمته السامية بافتتاح القمة عن توجيه المسؤولين في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية بتقديم قروض ميسرة للدول الافريقية بمبلغ مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وحرص سمو الأمير خلال عام 2016 على مواصلة نشاطه السياسي ولقاءاته بقادة العالم وحضور المؤتمرات والفعاليات العالمية أبرزها حضوره وترؤسه وفد دولة الكويت في المؤتمر الدولي الرابع للمانحين لمساعدة الشعب السوري الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن في شهر فبراير الماضي.
وحضر سموه اختتام مناورات (رعد الشمال) التي شهدتها مدينة حفر الباطن في المملكة العربية السعودية الشقيقة خلال شهر مارس الماضي كذلك مشاركته في القمة الخليجية المغربية التي احتضنتها الرياض في أبريل والقمة العربية في موريتانيا التي عقدت في شهر يوليو والقمة الخليجية التي استضافتها مملكة البحرين في ديسمبر الماضي.
ولم يغب الوضع الإنساني العالمي عن اهتمام سموه فقد حرص على المشاركة في القمة الإنسانية العالمية التي استضافتها مدينة إسطنبول التركية خلال شهر مايو 2016 وأكد فيها أن القمة مؤشر واضح على تفاعل المنظمة الدولية والعالم بأسره مع التحديات الخطيرة التي يواجهها المجتمع الدولي.
وفي أواخر العام الماضي كانت دولة الكويت وأميرها على موعد مع الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسط ترحيب عارم رسميا وشعبيا في تأكيد جديد على قوة العلاقات العميقة بين البلدين والشعبين الشقيقين وعلى حرص أمير البلاد وملك السعودية على التواصل الدائم بينهما لتعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الصعد.
ورغم كل ما سبق ذكره آنفا من إنجازات تفخر بها الكويت والكويتيون فإنها تبقى حروف قليلة في صفحات كتاب صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي كانت الكويت ولا تزال وسوف تبقى يسكن في قلبه عشقها فأخلص لها وكرس حياته لخدمتها والوفاء لها حتى قال في أول خطاب له بعد توليه الحكم “إن الكويت هي التاج الذي على رؤوسنا وهي الهوى المتغلغل في أعماق أفئدتنا”.
سمو أمير البلاد يشمل برعايته وحضوره مراسم رفع العلم بقصر بيان.. اليوم
يتفضل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه فيشمل برعايته وحضوره مراسم رفع العلم بقصر بيان وذلك في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم الاحد 2 من جمادى الاولى 1438 هجرية الموافق 29 يناير 2017 ميلادية بحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح حفظه الله وكبار المسؤولين بالدولة.