الرئيسية / أقسام أخرى / منوعات / ما الذي تعرفه عن أغنى أغنياء العالم عبر التاريخ؟

ما الذي تعرفه عن أغنى أغنياء العالم عبر التاريخ؟

نشرت مجلة تايم الأمريكية الأسبوعية، قائمة لأغنى أغنياء العالم عبر تاريخ البشرية؛ طبقًا لحجم ثرواتهم الهائلة، مستندة في ذلك على لقاءات مع اقتصاديين وأكاديميين ومؤرخين بارزين؛ للتغلب على صعوبة المقارنة بين ثروات الشخصيات العشرة الذين عاشوا في فترات زمنية متباعدة، واتبعوا أنظمة اقتصاديةً مختلفةً.

في هذا التقرير نأخذك في جولة سريعة؛ للتعرف على هؤلاء الأثرياء، وحياتهم ومآثرهم، وأهم ما عُرفوا به ومدى حجم ثرواتهم.

1 – ملك مالي “مانسا موسى” (1280 – 1337 م)

حاجي كانجا مانسا موسى، أعظم زعماء إمبراطورية مالي، وواحد من أشهر زعماء إفريقيا المسلمين في القرون الوسطى. كان عالمًا جليلاً بجانب حنكته السياسية المشهود له بها. وفي سنوات حكمه، عُرفت جامعة سانكوري كمركز للعلم في إفريقيا. لم يستطع أحد حصر، أو تقييم ثروته المهولة، حيث إنه قام بتوسيع حدود دولته، إبان سنوات حكمه؛ لتضم مناجم الذهب في غينيا، وجعل عاصمة مالي -آنذاك- محط القوافل التجارية عبر الصحراء في الشمال.

ويذكر المؤرخون في عام 1324، وخلال رحلة الملك إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، انخفض سعر الذهب في العالم، ودخل اقتصاد العالم بأسره في حالة تضخم سريع استمرت 20 سنة تالية؛ بسبب الذهب الذي حمله معه الملك على 100 بعير، وقام بتوزيعه أثناء الرحلة على الفقراء والمحتاجين.

وتجدر الإشارة إلى أن رسام خرائط إسباني قام بوضع صورة “مانسا موسى” على خريطة رسمها، وعلى رأسه تاج ذهبي، جالسًا على عرشه الملكي يحدق في كتلة ذهبية في يمناه، ويحمل في يسراه صولجانًا ذهبيًا.

ولا تزال سيرة هذا الملك حاضرة في مالي حتى يومنا هذا؛ فالناس هناك يذكرونه دائمًا بكل خير، وحب وتقدير، كما تطغى ذكراه وسنوات حكمه الميمونة على ألسنة رواة القصص الشعبية.

2- القيصر أغسطس (63 – 14 ق. م)

مؤسس نظام الحكم الإمبراطوري الروماني، وواحد من أعظم ساسة روما، وقادتها على مر العصور. استطاع “أغسطس” أن يحافظ على نفوذه خارج أراضي الإمبراطورية الرومانية، كما عقد السلام مع الإمبراطورية الأشكانية عن طريق الحل الدبلوماسي. وأقام إصلاحات في نظام الضرائب الروماني، وطوّر شبكة الطرق الرومانية. كما أنشأ خدمة البريد، وأنشأ الحرس البريتوني، وبنى جيشًا قويًا، وأسس شرطة وقوة إطفاء رسمية في روما، كما تمت إعادة بناء قسم واسع من المدينة في عهده، ووفقًا لإيان موريس أستاذ التاريخ في جامعة ستانفورد، فقد امتلك أغسطس قيصر ثروة تعادل خمس اقتصاد الإمبراطورية، والتي تُقدّر حاليًا بـ 4.6 تريليون دولار.

3- الإمبراطور الصيني “تشاو شو” المعروف بـ “تشينغ سونغ” (1048 – 1085م )

الإمبراطور السادس من أسرة سونغ الصينية، وحكم في الفترة من 1067 حتى 1085. عُرف عهده بالازدهار، والسلمية، وتوافر المواد الخام والأساسية. كما نُفِّذ في عهده الكثير من الإصلاحات الاقتصادية، والاجتماعية التي تهدف إلى تحسين حياة الفلاحين، وخفض مستوى البطالة عن طريق منح الحكومة لهم قروضًا مخفضة الفائدة، وتخفيض نظام الضرائب. كما ازدهر في عهده الإبداع الأدبي، والفكري، والثقافي.

وكان الإمبراطور “تشينغ” يتحكم في مقدرات إمبراطوريته، التي كانت تنتج -آنذاك- 30% من الناتج الإجمالي العالمي.

4- إمبراطور الهند “جلال الدين أكبر” والمعروف بـ “أكبر الأول” (1542- 1605م)

ثالث ملوك المغول، وواحد من أعظم الأباطر الذين حكموا الهند. كان حاكمًا قوي الشخصية ذا شعبية كبيرة، وراعيًا عظيمًا للمعمار، والفن والأدب، وكان بلاطه غنيًا بالثقافة. استطاع أن يوسّع من رقعة إمبراطورية المغول تدريجيًا؛ لتشمل شبه القارة الهندية. كما استطاع توحيد دولة المغول تحت رايته بعدما عامل الهنود كمواطني دولة، بدلاً عن كونهم سُكّان أراضي مفتوحة.

أقنعت شهرته إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا بإرسال سفيرها السير توماس رو إلى المنطقة. وما زالت العديد من بنايات “أكبر” موجودة حتى اليوم في الهند، وتشتمل هذه البنايات على القلعة الحمراء في أَكرا، ومدينة فتحبور سيكري، التي يحيط بها سور طوله عشرة كيلو مترات.

وبالرغم من أنه كان أميًا لايعرف القراءة والكتابة، إلا أنه جمع آلافًا من المخطوطات، التي وصل عددها إلى 24000 مخطوط في الآداب والعلوم. كما تُرجم في عهده مؤلفات من الفارسية، والعربية والسنسكريتية. عاش في عصره مشاهير المؤرخين، كمحمد قاسم فِرشته صاحب التاريخ المعروف باسمه، وعبد القادر بداوني مؤلف “منتخب التواريخ”.

كما أحاط نفسه بالكتاب والعلماء والموسيقيين والرسامين والمترجمين. وكان منفتحًا يستمتع بالمناظرات الدينية، ومنشغلاً بالمسائل الفلسفية والدينية، وبالرغم من أنه نشأ مسلمًا على دين أسلافه، إلا أنه كان يرى في الإسلام أنه “دين يستحق الاحترام، لكنه أصبح دين عتيق لا يصلح لهذا الزمان المزدهر، وكذلك الهندوسية، ويجب أن يعمل علي دين جديد يناسب عصره”، وفي النهاية كوّن مذهبًا جديدًا أسماه “الدين الإلهي”، وكان يمثل له وحدة كل المعتقدات الدينية، أو خليطًا من المسيحية والإسلام واليهودية، والزادشتية والهندوسية.

وخلال فترة حكمه تضاعفت ثراوة ومساحة دولة المغول ثلاثة أضعاف عما كانت عليه قبل أن يصل للحكم، حيث أنتجت إمبراطوريته ما يزيد على 25% من الناتج الإجمالي العالمي.

5-  الزعيم السوفيتي “جوزيف ستالين” (1878 – 1953م)

المؤسس الحقيقي للاتحاد السوفيتي، والذي يصعب فصل ثروته عن ثروة الاتحاد السوفيتي. فستالين؛ هو الرجل الذي استطاع أن يحوّل الاتحاد السوفيتي من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي، مما تسبب في انتصار الاتحاد السوفيتي على دول المحور في الحرب العالمية الثانية، والانتقال إلى مصاف القوى العظمى.

كما استطاع رفع نسبة نمو الإنتاج الصناعي في الفترة من 1934 حتى 1939 بنحو 70%؛ الأمر الذي أمّن إنشاء مصانع ومناجم، ومحطات توليد جديدة، بالإضافة إلى توسيع المنشآت القائمة. فضلاً عن توسيع إنتاج المعادن غير الحديدية، وزياده استخراج الغاز الطبيعي بنسبه 80%، وكذلك الغاز المرافق لاستخراج النفط، وتوسيع وإنشاء مصانع الكيماويات المعتمدة على الغاز. وكذلك زياده إنتاج آلات للصناعات الكيماوية، بأكثر من ثلاثة أضعاف إنتاج الخطة السابقة، حيث كان الاتحاد السوفيتي في عهده ينتج حوالي 9.6% من إجمالي الناتج العالمي، وهو ما يُقدّر بحسب تقديرات عام 2014 حوالي 7.5 تريليون دولار.

6- أندرو كارنجي (1835 – 1919م)

أشهر عصامي ناجح بدأ من تحت الصفر بأميال، واستطاع أن يصل إلى أعلى درجة في سلم النجاح، حتى أصبح أغنى رجل في العالم، وواحدًا من أغنى أغنياء العالم عبر تاريخ البشرية.

بدأ حياته بالعمل في مصنع للأجواخ، ثم انتقل إلى العمل في شركة السكك الحديدية، ثم انتقل من صناعة لأخرى، حيث استثمر في بناء الجسور وفي صناعة البترول، والفولاذ، وضاعف من نشاط شركاته حتى أسس إمبراطورية لصناعة الحديد والصلب، ثم ما لبث أن انسحب من مجال الصناعة نهائيًا، وكرّس نفسه ووقته للأعمال الخيرية والمحافل الثقافية، وأنشأ مؤسسة كارنجي الخيرية الثقافية، وركّز على منح الأشخاص الذين يقومون بأعمال بطولية مكافآت ضخمة، واشتهر بنزعته الإنسانية المسالمة، حيث كان ينادي بتوزيع فائض الثروات على المحتاجين، أو وقْفها من أجل أعمال الخير.

قُدّرت ثروته حوالي 372 مليار دولار بسعر صرف الدولار الأمريكي عام 2014.

7- جون روكفلر (1839 – 1937م)

مَلِك البترول. الرجل الذي لعب دور البطولة في تأسيس صناعة النفط في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك عن طريق تأسيسه لشركة”ستاندرد أويل” عام 1870 بولاية أوهايو الأمريكية. حيث  تمكن بحلول عام 1879 من السيطرة على نحو 90% من صناعة تكرير النفط في الولايات المتحدة، وهو بلا منازع أهم رجل أعمال في تاريخ صناعة النفط منذ انطلاق هذه الصناعة عام 1859 حتى اليوم.

وتبلغ ثروته بسعر صرف الدولار الحالي 341 مليار دولار.

8- الكونت آلان روفوس (1040 م – 1093م)

“آلان روفوس” أو “آلان الأحمر” ابن شقيق وليام الفاتح،  وواحد من أشهر فرسان “بريطانيا العظمى”، امتلك بعد غزو النورماندي قلعة ميدلهام، وما جاورها من أراضي، كما بنى وامتلك قلعة ريتشموند.

بلغت ثروته عند وفاته حوالي 11 ألف جنيه إسترليني؛ وهي حسب “فيليب بيرسفورد” و”بيل روبينستن”، مؤلفا كتاب “أغنى الأغنياء”، تعادل 7% من الناتج المحلي الاجمالي لإنجلترا في ذلك الوقت. أي حوالي يعادل 194 مليار دولار وفقًا لحسابات عام 2014.

9- بيل جيتس (1955 – الآن)

رجل الأعمال العصامي والمبرمج الأمريكي، ومؤسس شركة مايكروسوفت، ويملك أكبر نصيب فردي من أسهمها المقدر بحوالي 9% من الأسهم المطروحة. ويُعد بيل جيتس الأكثر ثراءً على مستوى العالم حاليًا، وفقًا لقائمة مجلة فوربس الأمريكية لعام 2015، حيث تُعد ثروته بحوالي 79.3 مليار دولار.

ويؤمن الملياردير العصامي بأنه إذا كنت ذكيًا، وتعلم كيف تستخدم ذكاءك فبإمكانك أن تحقق المستحيل.

10- جانكيز خان ( 1227 – 1162م )

مؤسس “الإمبراطورية المغولية” التي اعتبرت أضخم إمبراطورية في التاريخ التي امتدت يومًا ما من الصين حتى أوروبا. كان رجلاً سفاكًا للدماء، وكان كذلك قائدًا عسكريًا شديد البأس، وكانت له القدرة على تجميع الناس حوله، وبدأ في التوسع تدريجيًّا في المناطق المحيطة به، وسرعان ما اتسعت مملكته حتى بلغت حدودها من كوريا شرقًا إلى “الدولة الخوارزمية” الإسلامية غربًا، ومن سهول “سيبريا” شمالاً إلى بحر “الصين” جنوبًا.

يقول العلماء إن جنكيز “خان” وبالرغم من قوته الكبيرة، لم يدخر أبدًا ثروته. فعلى النقيض، كان الكرم والجود المنهج الأمثل لبسط سيطرته. حيث يذكر “موريس روسابي” -واحد من أبرز أساتذة التاريخ- أن مشاركة “خان” للغنائم مع جنوده وقادته مثّلت عاملًا رئيسًا لنجاحه.

وبحسب “جاك ويثرفورد”، مؤلف كتاب “جنكيز خان وصناعة العالم الحديث”، فإن جنود الإمبراطورية المغولية كان يحظر عليهم امتلاك أية غنائم للحرب. فبعد غزو منطقة معينة، كان يتم تسجيل الغنائم من قِبل الكتبة الرسميين، وفيما بعد يجري تقسيم هذه الغنائم على أفراد الجيش، وعائلاتهم. وكان جنكيز خان يحصل على نصيبه من الغنائم مثلهم.

يقول ويثرفورد: “لم يبن قصرًا لنفسه أو لعائلته، ولا معبدًا، ولا مقبرة، ولا حتى منزلًا. ولد في قماش من الصوف الألماني، ومات في قماش من الصوف الألماني”.

عند وفاته، تم تكفينه في قماش من الصوف، كأي شخص عادي، وتم دفنه فيما بعد.

ووضعه الاقتصاديون في قائمة الأكثر ثراءً على مدار التاريخ، بسبب حدود دولة المغول التي سيطر عليها، وكانت تحت قبضته.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*