بعد أعمال الشغب التي وقعت السبت الماضي في حي منفوحة الشعبي بالرياض، والتي تخللتها مواجهات مع الشرطة، تقوم السلطات السعودية حاليا بنقل الآلاف من العمال الأفارقة واسرهم الى دور ايواء اثر اعمال الشغب التي ادت الى مقتل شخصين خلال مواجهات هي الاولى من نوعها.
وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس ان الالاف من الرجال والنساء والاطفال يحملون حاجياتهم الشخصية متجمعين في الشارع الرئيسي في حي منفوحة، جنوب الرياض، بانتظار حافلات وضعتها السلطات في تصرفهم لنقلهم الى مكان ايواء مخصص لهم.
كما يستقل اخرون سيارات اجرة للانتقال الى دور الايواء في احدى مناطق الرياض من اجل تسريع اجراءات سفرهم بعد اعمال شغب تخللتها مواجهات انتهت مساء السبت.
وفرضت قوات الشرطة طوقا خارجيا حول الحي في حين انتشرت قوات من ‘المهام الخاصة’ واخرى من الحرس الوطني داخل الشوارع حيث تقوم بتسيير دوريات، وفقا لشهود عيان.
وصرح مسؤول في شرطة الرياض فجر الاحد ان شخصين قتلا، احدهما سعودي، خلال اعمال شغب في حي منفوحة الذي يؤوي عددا كبيرا من العمالة القادمة من القرن الافريقي، وخصوصا اثيوبيا.
واكد ان ‘شخصين احدهما سعودي قتلا واصيب 68 بجروح بينهم 28 سعوديا غادر اربعون منهم المستشفى’. لكنه لم يحدد هوية القتيل الثاني، واشار الى ‘اعتقال 561 من المحرضين على الشغب ومجهولي الهوية’.
واضاف ان اعمال الشغب اندلعت لدى قيام ‘عدد من مجهولي الهوية بالتحصن في شوارع ضيقة بمنفوحة ورمي المواطنين والمقيمين بالحجارة وتهديدهم بالسلاح الأبيض مما نتج عنه إصابة عدد منهم وتضرر عدد كبير من المحلات التجارية والسيارات’.
واكد ان قوات الامن تمكنت من ‘السيطرة على الوضع وعزل مثيري الشغب عن المواطنين والمقيمين’.
واكد شهود عيان لفرانس برس ان سعوديين ومقيمين في الحي وقفوا الى جانب قوات الامن خلال اعمال الشغب السبت وهاجموا العمال غير النظاميين بواسطة العصي متهمين اياهم باقامة ‘اوكار للرذيلة’.
كما اعلن من جهة اخرى اعداد مقر ايواء لاعطاء الفرصة لمن اراد من المخالفين في حي منفوحة تسليم نفسه او عائلته طواعية نظرا لما حدث مساء السبت .
واوضح ان الغرض من ذلك تسريع إنهاء إجراءات سفرهم.
والحادث هو الاول من نوعه منذ بدء السلطات المعنية حملات دهم وتفتيش عن العمالة الاجنبية المخالفة بعد انقضاء مهلة سبعة اشهر لتصحيح اوضاعها.
وبدات السعودية قبل اسبوع طرد العمال الاجانب المخالفين لنظام الاقامة والعمل بعد انقضاء مهلة سبعة اشهر منحتها لهم لتسوية اوضاعهم او مغادرة المملكة.
وفي هذا السياق، غادر اكثر من 900 الف عامل اجنبي مخالف لنظام الاقامة والعمل المملكة منذ مطلع العام الحالي.
وتامل السلطات بخفض اعداد العمالة الاجنبية المخالفة في بلد يبلغ عدد الوافدين فيه اكثر من تسعة ملايين شخص.
يذكر ان الملك عبد الله بن عبد العزيز امر بمنح مهلة زمنية لتصحيح اوضاع المخالفين وشدد على تطبيق النظام بحق ‘جميع المخالفين، والمتسترين’ بعد انتهاء فترة التصحيح. وتصل عقوبات المخالفين الى السجن سنتين، والغرامة 100 الف ريال (27 الف دولار).
وكانت السلطات الاثيوبية اعلنت في اديس ابابا امس انها قررت اعادة مواطنيها المقيمين بشكل غير قانوني في السعودية الى بلادهم.
ويغادر عدد كبير من الاثيوبيين، معظمهم من النساء، سنويا بلادهم احد افقر بلدان افريقيا، للتوجه للعمل في الخارج خصوصا بلدان الشرق الاوسط. وهاجر منهم العام الماضي 200 الف، بحسب وزارة الشؤون الاجتماعية.
ولم توضح وزارة الخارجية عدد العمال المهاجرين الاثيوبيين في السعودية ولا متى ستتم اعادة المخالفين منهم مكتفيا بتاكيد ان ذلك سيتم ‘باسرع ما يمكن’.