في تطور مفاجئ، وصف الإعلام الرسمي المغربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقائد الانقلاب، في وقت أكد على شرعية الرئيس المعزول محمد مرسي.
واعتبر مسؤولون مغاربة أن هذا التطور الإعلامي يأتي ردا على “ممارسات إعلامية مصرية أساءت للرباط” خلال الفترة الماضية.
وبثت القناة الأولى المغربية الرسمية تقريرا في نشرة مساء أمس الخميس عن ما سمتها “الآثار السياسية للانقلاب العسكري في مصر”.
وقال مقدم النشرة “عاشت مصر منذ الانقلاب العسكري الذي نفّذه المشير عبد الفتاح السيسي عام 2013 على وقع الفوضى والانفلات الأمني، حيث اعتمد هذا الانقلاب على عدد من القوى والمؤسسات لفرضه على أرض الواقع وتثبيت أركانه”.
أما القناة الثانية فبثت تقريرًا عن الوضع الاقتصادي في مصر بعد وصول السيسي إلى الحكم، مشيرة إلى أنه أصبح على رأس السلطة عبر انقلاب.
قبضة حديدية
وجاء في التقرير أن “الوضع الاقتصادي تدهور أكثر بعد مجيء السيسي للحكم إثر انتخابات كانت محسومة مسبقا مكنته من بسط القبضة الحديدية على مصر”.
بدوره، قال دبلوماسي مغربي رفيع المستوى لوكالة الأناضول اليوم الجمعة إن التقريرين يمثلان ردا مغربيا على ممارسات إعلامية مصرية متراكمة أساءت للرباط “وآن لها أن تنتهي”.
ولم يؤكد الدبلوماسي أو ينف ما إذا كانت للجزائر علاقة بالتوتر الحالي بين المغرب ومصر، لكنه أشار إلى مساع جزائرية لإقامة علاقات قوية مع القاهرة على حساب الرباط.
وأرجع مسؤول بالقناة المغربية الأولى انتقاد الإعلام المغربي للأوضاع الداخلية في مصر إلى “تحامل بعض القنوات المصرية على المغرب وملكه في العديد من المناسبات، “وهو الأمر الذي وصل حد التجريح”.
أما مدير التواصل للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بالمغرب كريم السباعي فقال إن “وصف السيسي بقائد الانقلاب لم يكن خارجا عما يتم تداوله بالإعلام الدولي”.
بدوره، اعتبر الخبير المغربي في المجال الإعلامي يحيى اليحياوي أن ما صدر عن القناتين ينم عن “تلقي إشارات من جهة أو تلك”، مضيفا أنه من السابق لأوانه “القول بأن هناك انعطافة أو توجها جديدا في السياسة الخارجية للمغرب”.
في السياق ذاته، احتفى الموقع الإلكتروني لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة بانتقاد القناتين للأوضاع الداخلية في مصر، معتبرا ذلك “انقلابا إعلاميا” على نظام السيسي.
يذكر أن المذيعة المصرية أماني الخياط انتقدت في مطلع يوليو الماضي دور المغرب في القضية الفلسطينية، وقالت على إحدى القنوات الخاصة إن “الدعارة أهم دعائم اقتصاد المملكة” مما أثار حالة من الغضب في المغرب.