يسطو لصوص السبرانية بأعداد قياسية على الحسابات المصرفية اليابانية، وتقول الشرطة إن اللوم يقع على مجموعات إجرامية صينية. وتمكن المجرمون من سرقة 1.85 مليار ين (16 مليون دولار) من حسابات في مؤسسات إقراض بما في ذلك مجموعة ميتسوبيشي المالية Mitsubishi UFJ Financial Group ومجموعة سوميتومو ميتسوي المالية Sumitomo Mitsui Financial Group، وذلك خلال النصف الأول من سنة 2014، وتخطوا بذلك سجل سنة كاملة بلغ 1.41 مليار ين في العام الأسبق 2013، بحسب وكالة الشرطة الوطنية اليابانية.
ومن بين 133 عملية اعتقال ارتبطت بالسرقات في ذلك الوقت شكل المواطنون الصينيون المجموعة الأكبر، اذ بلغ عددهم 83 شخصا أي 62 في المئة، أي ما يعادل ضعف عدد اليابانيين المعتقلين لهذا السبب.
جرائم سبرانية
ويقول مدير التحقيقات في الجرائم السبرانية في وكالة الشرطة أريخيكا ايغوشي «نرى صلة صينية عميقة جداً في هذه الحالات، اذ يتم نقل ثروات اليابانيين الى الصين».
وتشتمل عمليات الاحتيال هذه عدة خطوات، إذ تقول الشرطة إن العصابات الصينية تدخل الى حسابات البنوك اليابانية عن طريق خداع العملاء لفتح برمجيات خبيثة أو قيامهم بالكشف عن كلمة المرور. وتقوم العصابات بسرقة الأموال عبر تحويلها الى حسابات اخرى في اليابان ومن ثم تكلف أشخاصاً يعيشون هناك بسحب المبالغ النقدية عن طريق أجهزة السحب الآلي. ويقوم اولئك الأشخاص بتسليم الأموال الى زملاء لهم في اليابان ليشتروا بها بضائع يتم شحنها الى الصين، حيث تباع وتسلم قيمة المبيعات الى قادة العصابات.
وتقوم أكبر بنوك اليابان، ميتسوبيشي يو.اف.جي وسوميتومو ميتسوي ومجموعة ميزوهو المالية، بتحذير العملاء إزاء الزيادة في السرقات اون لاين، كما تقوم بتعويض الضحايا بشكل فردي، بحسب متحدثين باسم البنوك الثلاثة. وتعتبر اليابان هدفاً سهلاً بسبب ثرواتها وقربها من الصين، إضافة الى نقص الخبرة في التعامل مع قرصنة الحواسيب، بحسب هيروشي كويد وهو بروفسور في معهد كيوشو للتقنية الذي يقول «لا يتسم الشعب والشركات في اليابان بتقدم كبير عندما يتعلق الأمر بأمن الحاسوب»، وهو يقدم المشورة الى الشرطة حول الإجراءات المضادة للجرائم السبرانية ويضيف «أصول اليابان الضخمة تضمن تحقيق أرباح كبيرة».
عمل إضافي
في اليابان تضم المجموعة التي تم اعتقالها العديد من الموظفين الذين يقومون بسحب أموال نقدية من حسابات رؤسائهم، ويقول ايغوشي
«إنهم يشركون في العادة شريحة من طلاب ومتدربين من الصين الذين يقبلون العمل من دون أن يدركوا أنهم يرتكبون جريمة ويظنون أن ذلك مجرد عمل إضافي».
وبحسب شرطة كيوتو تم اعتقال دي وان، وهي امرأة صينية في الثانية والعشرين من العمر وتدرس في جامعة يابانية، بعد قيامها بسحب حوالي 12 مليون ين سرقت من حسابات يابانية مصرفية اون لاين.
ويقول كوجي شيباتا من دائرة شرطة كيوتو لمكافحة الجرائم السبرانية، إن المرأة كانت تعمل وفقاً لتعليمات تلقتها باللغة الصينية عبر رسالة نصية وسحبت المبالغ النقدية من أجهزة السحب الآلي في متاجر في المدينة خلال شهرين اعتباراً من شهر مارس الماضي.
واتهمت المرأة بإرسال المبالغ النقدية الى مواطنين صينيين آخرين يقيمون في اليابان، من اجل شراء بضائع فاخرة ربما تم شحنها الى الصين حيث تباع بأسعار أعلى، وفقاً لشيباتا الذي يضيف «الأموال التي يسرقونها في اليابان توفر لهم عوائد متعددة في الصين». وقد اتهمت دي بالسرقة وتحويل أموال غير شرعية وستقدم للمحاكمة في كيوتو. ويقول محامي المتهمة إنها لم تكن تعرف أنها ترتكب جريمة أو أنها تعمل لمصلحة عصابات، وأنها كانت تظن أنها تقوم بعمل إضافي مشروع.
فيروسات الحاسوب
العملاء الذين يقومون بزيارة موقع الشبكة العنكبوتية لبنك طوكيو، ميتسوبيشي يو.اف. جي يشاهدون إشارة تحذير باللونين الأحمر والأصفر مع نص يحثهم على عدم إدخال كلمة المرور استجابة لرسائل بالبريد الإلكتروني يفترض أنها صادرة من الشركة، كما ينبه الموقع أيضاً المستخدمين من فيروسات الحاسوب، ويوفر برامج حماية.
ويقول رئيس جمعية المصرفيين اليابانيين نوبيويوكي هيرانو «إنها كما لعبة القط والفار، وهم يبتكرون دائماً خدعاً تبدو متقدمة خطوة على دفاعاتنا».
*(بزنس ويك)