الرئيسية / أقسام أخرى / فن وثقافة / أسمهان توفيق:أين أيام المسرح الجميل، في زمن أول؟»، ومستغربةً «أن تقديم العروض المسرحية اقتصر حالياً على مناسبات الأعياد والمهرجانات فقط»!

أسمهان توفيق:أين أيام المسرح الجميل، في زمن أول؟»، ومستغربةً «أن تقديم العروض المسرحية اقتصر حالياً على مناسبات الأعياد والمهرجانات فقط»!

«أشعر بالأسف لوضع المسرح حالياً»!

هذا ما صرحت به الفنانة القديرة أسمهان توفيق، متسائلةً في حسرة: «أين أيام المسرح الجميل، في زمن أول؟»، ومستغربةً «أن تقديم العروض المسرحية اقتصر حالياً على مناسبات الأعياد والمهرجانات فقط»!

أسمهان توفيق استعادت، في حديث ، ازدهار المسرح في الماضي، «حينما كانت هناك مواسم مسرحية وفرق متعددة تتبارى بعروضها، وكان هناك زخم من العطاء الإبداعي على خشبة المسرح».

توفيق، التي تراوح في إبداعها بين التمثيل والكتابة، وتعتز بتجربتها مع عادل إمام في مسلسل «فرقة ناجي عطالله»، أردفت «أن كثرة الشركات المنتجة ربما تفيد في تشغيل الممثلين وزيادة حركة العمل، ولكن المردود على الفن ذاته سيكون سلبياً في نهاية المطاف».

وأوضحت: «لو توافر لدينا الكاتب الجيد، والمنتج الواعي، والمخرج المتميز، والممثلون الموهوبون والفنيون المثقفون، لأصبح لدينا إنتاج فني أفضل بكثير، يمكننا أن نباهي به الآخرين».

توفيق، التي تنشغل حالياً بالبحث عن «مكان آمن للحب»، في حين تستعد للانهماك في «أغنية للحب»، أشادت بالفنان خالد أمين، منوهةً بأنه «شاب مثقف، ويعي ما يقول حين يتحدث عن الفن»، ومضت تقول «إن هناك خامات فنية جميلة ظهرت في الجيل الفني الحالي، أرى فيهم المستقبل المأمول للوسط الفني».

سألت الفنانة القديرة عن رؤيتها للمسرح والدراما بين الحاضر والماضي، وتمنياتها للمستقبل، وحكاية المسلسلين اللذين تعكف على تأليفهما، وهما «صوت السهارى» و«الحالمون»… وفي الآتي نص الحوار:

● في البداية، هل تحدثيننا عن جديدك؟

– مازالت الأمور معلقة، والعجلة ليست سريعة هذا الموسم، ومن ضمن أعمالي المقبلة مسلسل «مكان آمن للحب» مع المنتج عامر صبّاح، إلى جانب عملين مع رزاق الموسوي، أحدهما سيكون تركيا – خليجيا بعنوان «أغنية للحب»، والآخر إلى الآن لم ينصب الاختيار عليه، ولكن المقبل أفضل من خلال أعمال سيجدها المشاهد جديدة بنصّها وفكرتها. وبالإضافة إلى هذا هناك عمل سيكون مع الفنان عبدالعزيز المسلم، وهو «صوت السهارى»، من تأليفي، وقد أشارك فيه كممثلة، وهو يحكي قصة أهل الفن، وهناك نص لايزال قيد الكتابة، وهو «الحالمون»، أنتظر أن يكتمل إن شاء الله، وسيرى النور في القريب العاجل.

● صوت السهارى، هل هو رؤية تلفزيونية، أم سيكون مسلسلاً إذاعياً؟

– عمل تلفزيوني من ثلاثين حلقة، وطاقم العمل شبه مكتمل مع المخرج حسين أبل، وننتظر فقط دوران العجلة، وكما قلت لك إيقاع هذا العام بطيء جدا، والإيقاع البطيء في العمل الفني يعتبر مؤشراً سلبياً يلقي بظله على عملية الإنتاج الفني.

● حدثينا عن مشاركتك في مسلسل فرقة ناجي عطالله؟

– كانت مصادفة جميلة ورائعة، وبدايتها أتت أثناء تصوير عمل هنا، وفوجئت باتصال من إدارة إنتاج مسلسل ناجي عطالله وطلبوا منّي المشاركة في العمل مع عادل إمام، وبعد انتهائي من تصويري هنا ذهبت وشاركت في العمل، وكان الطاقم جميلاً جدا، وكان هناك انضباط والتزام.

● هل تعتبرين مشاركتك نقلة في مسيرتك الفنية؟

– لا أعتبرها نقلة، ولكنه وجود جميل أن تكون في عمل مع عادل إمام، ومَشاهدي في العمل أعتبرها نوعاً من الثراء لمسيرتي الفنية.

● كيف وجدتِ التعامل مع عادل إمام؟

– في السبعينات كنت طالبةً في الأكاديمية، وكان زوجي في ذاك الوقت الأستاذ عادل صادق مكتشف الفنانين، وعادل صديق منذ زمن بعيد، ولكن كلاً منا ذهب في طريق عمله ونشاطاته، ولو تتخيل حينما تلتقي صديقاً لك معه ذكريات، فكان هذا اللقاء من أجمل الأحداث التي حصلت معي في المسلسل، ووجدت رامي الذي تزوج وأصبح لديه أولاد، ومحمد لم يتزوج بعد، والحقيقة أنني كنت سعيدة جداً.

● هل يمكن أن نجدك في عمل مقبل يجمعكما؟

– المقبل أفضل، والوقوف أمام قامة فنية مثل عادل إمام شيء جميل ورائع.

● أين أسمهان من المسرح؟

– أصبحت المسرحيات لا تُعرض إلا في المناسبات، الأعياد والمهرجانات فقط. أنا أستغرب تلك الأمور، ففي السابق لم نكن نتطرق إلى مواسم معينة لتقديم عروضنا المسرحية، كان هناك موسم مسرحي، والفرق التي كانت موجودة في ذاك الوقت كانت تتبارى في عروضها، ولم تكن هناك شركات وفرق خاصة، بل كان هناك زخْم من العطاء.

● هل لاتزالين تجدين في الأعمال المسرحية حالياً المتعة التي كنتِ تجدينها في مسرح الماضي، أم ترين أنها أصبحت تجارة وتكسبات مادية فقط؟

– حتى لا أظلم أحداً، أنا لم أحضر العروض التي تُقَدم الآن حتى أقيّمها، ولكني سأتحدث عما شاهدتُه من خلال الشاشة التي عرضت مسرحيات ظهرت في الآونة الأخيرة، كان أغلبها ذا طابع تجاري، والهدف منه المكسب المادي، وعلى رغم ذلك سيكون رأيي ناقصاً إلى حد ما، لربما كان هناك عرض أو عرضان جيدان، ولكن ما شاهدته ما هو إلا نوع من التكسب والتجارة.

● هل تفكرين في الإنتاج؟

– أحياناً أفكر في الإنتاج لسوء ما أراه من العملية الإنتاجية، لأن الإنتاج يُدرس وهناك قواعد يجب أن يأخذ بها من يُقْدم على الإنتاج، فحينما أجد هناك خللاً في الإنتاج، أفكر في أن أنتج، كي أبيّن لمن يتصدون للعملية الإنتاجية كيف يكون الإنتاج، وكل شيء جائز مستقبلاً.

● هل زيادة الزخْم في شركات الإنتاج تعود بفائدة على الفن؟

– بالعكس، إذ ربما يعود بالفائدة على تشغيل الممثلين، ويزيد من حركة العملية الإنتاجية، ولكن ماذا يكون المردود في آخر المطاف؟ ليس سوى أعمال هزيلة!

مهم جداً أن نركّز على الإنتاج كقيمة، ليس فقط لإنتاج أعمال كثيرة ربما لا تعود بفائدة، فبإمكاني أن أنتج عملاً واحداً فقط أضع فيه كل الإمكانات حتى يرسخ في ذهن المشاهد، ويحمل قيمة ورسالة، أفضل من أن أقدم هواء أو هراء، يجب أن نقدم فناً يحمل هدفاً ورسالة، ونباهي به الآخرين.

وبالمناسبة في أوروبا الإنتاج مختلف تماماً، حيث تترك الأعمال تأثيراً لدى المشاهد من حيث تقديم حلقات يشاهدون من خلالها آراء الجمهور والردود الإيجابية تترك بصمة إلى تقديم حلقات أخرى أفضل، وأتمنى أن أجد إنتاجاً بالكيفية وليس بالعدد.

● هل هناك شخصية تنتظرين بشوق تقديمها؟

– في السابق حين بدأنا كانت لدينا أحلام، أما الآن في ظل الموجود، وفي ظل النصوص التي تُعرض علينا، فنحاول أن نختار الأفضل، وعلى رغم ذلك تبقى أحلامنا في الكتابة، ومن يدري لعلّها تظهر في يوم ما.

● هل الجيل الحالي يمكن أن يحمل رسالة إيجابية لمن سيأتي مستقبلاً؟

– لو رجعنا إلى زمان فستجد أنه كان من النادر أن تصادف شكلاً من السلبيات في الحركة الفنية، أما الآن فالسائد الأعظم هم أولئك الذين يحملون سطحية في التفكير، ويجلبون كل معلوماتهم من شبكة الإنترنت. وبالمناسبة أنا حاولت أقلّد الشباب في البحث عن معلومة، وجدت سطوراً قصيرة جداً، المعلومات غير كاملة، ولذلك مازلت وأنا أكتب عمل «الحالمون»، ترافقني باحثة من الطلبة الذين تخرجوا على يدي في الأكاديمية الدولية (تخصص «السيناريو»)، هي التي تُجري البحوث والدراسات، وهي الباحثة الاجتماعية رشا الضامن، أتصل بها وأطلب منها البحث عن عدة موضوعات، وهي تجلب لي البحوث مكتوبة وكاملة، لذلك هناك شباب لديهم البحث والكتاب مهم، ولديهم تخطيط لهدف أسمى، وغدٍ أفضل، سواء من خلال الإنتاج أو الإخراج أو التأليف أو التمثيل في سماء الفن.

● ما تقييمك للفنانين الذين ظهروا في الوقت الحالي؟

– هناك شباب مميزون قدموا الفن في حس فنّي جميل، ورسالة رائعة (فنان بداخله فنان)، نرى فيهم حبا ظاهراً للفن وتطلعاً إلى المستقبل، فالواحد منهم يأتي منتشياً بالفن وفرحاً بأنه يحمل رسالة ينقلها بالشكل الصحيح، ولا أود أن أذكر أحداً وأنسى أحداً، لكن هناك مجموعة جميلة من الشباب استمتعت كثيراً بما يقدمونه.

● ومن النجوم الذين تجدينهم الأكفأ في الساحة الفنية؟

– كثيرون، لا أود أن أنسى أحداً منهم، هناك خالد أمين شاب مثقف، وحين يتحدث عن الفن هو يدرك المفردات التي يتحدث عنها، وبالمناسبة خالد يذكرني بجيلنا، فهو فاهم ويعي بالضبط ما هو دوره كفنّان، وهناك محمد العلوي، وأحمد إيراج وأسماء أخرى جميلة وجدتها في مسرح الشباب تقدم الفن بمصداقية وتوهج.

● ما الذي نحتاج إليه لتطوير الفن بشكل إيجابي يعود بأعمال مميزة؟

– نحتاج إلى نص جيد، منتج واعٍ لرسالة الإنتاج، ممثلين موهوبين ومدركين لدورهم في العملية الفنية، وليس مجرد الاستعراض، إلى جانب مخرج مثقف وفاهم لأدوات العمل وأسراره، لإخراج صورة جميلة للمشاهد، ومجموعة من الفنّيين الماهرين، حتى حامل الكاميرا يجب أن يكون واعياً وفاهماً.

● ماذا تقصدين بوعي صاحب الكاميرا؟

– سأضرب لك مثالاً على ما أقصد، حينما حضرت أحد الأعمال في لوس أنجليس بصحبة ابنتي وجدت أن الذين يحملون الكاميرا هم من طلبة المعاهد، حتى يدركوا قيمة الجهاز الذي يحمله، وأنه ليس أمرا رخيصاً وسهلاً، ويجب المحافظة عليه، بينما في عالمنا هنا – مع الأسف – يختلط الحابل بالنابل، ما يؤثر سلباً في مستوى العمل الفني.

هذه العناصر، الكاتب الجيد، المنتج الواعي، المخرج المثقف، الممثل المبدع، الفنيون المهرة، لو توافرت تلك الأمور لأصبح لدينا إنتاج غير عادي نفتخر به أمام الآخرين كما قلت.

● مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت حلقة التواصل بين الفنان والجمهور… فهل تتفاعلين معها؟

– لست من هواة التواصل الاجتماعي، أحياناً يتم طرح موضوع للنقاش وتفاعل الآراء، لكن أحيانا تجد بعض هذه المواقع لا تحتوي على قيمة، بل تجد شتائم وفضائح لا داعي لها، وأموراً مخلّة بالأدب، وكل ذلك يجعل هذه المواقع بدلاً من أن تكون للتواصل الاجتماعي تتحول إلى «تواصل لاأخلاقي»…، وفقدنا التواصل من خلال مواقع التواصل.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*