إحدى وعشرون عاما مرت على (مهرجان القرين الثقافي) الذي تأسس ايمانا من الكويت بأهمية تفعيل وتطوير العمل الثقافي والفني في المجتمع بما يعكس الوجه الحضاري للبلاد وعزمها على اثراء الحياة الفكرية محليا وخليجيا وعربيا.
وينظم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سنويا هذه التظاهرة الفكرية والثقافية والفنية الاكبر في الكويت التي تعطي مؤشرا على وعي المجتمع وتمثل مقياسا لدرجة الحراك الثقافي والاجتماعي في البلاد.
وعبر دوراته المتلاحقة تحول المهرجان الى لقاء سنوي متجدد تتخلله أنشطة متنوعة الاطياف من الابداعات الثقافية والفنية على المستويات المحلية والعربية والدولية في محاولة من المجلس الوطني للثقافة لدعم وتشجيع ونشر الثقافة بمختلف فنونها واشكالها.
وانطلقت الدورة الأولى لمهرجان القرين الثقافي الذي سمي بأحد أسماء الكويت القديمة في 23 نوفمبر عام 1994 ليصبح المهرجان الثقافي السنوي الرئيسي والأهم في الكويت والخطوة الرائدة على طريق تفعيل وتطوير العمل الثقافي والفني بما يؤكد انتماء الكويت العربي وسعيها الدؤوب الى اعلاء الكلمة الحرة ويعكس وجهها الحضاري وعزمها على إثراء الحياة الفكرية والثقافية في محيطها الخليجي والعربي.
وتستمر أنشطة المهرجان قرابة ثلاثة أسابيع شاملة نشاطات فكرية وثقافية وموسيقية ومسرحية وشعرية إلى جانب أنشطة تشكيلية عربية وعالمية بما يخلق فرصة متجددة للقاء سنوي بين جمهور الثقافة والفن الموجود على أرض الكويت ونخبة من المفكرين والمبدعين العرب لمتابعة أحدث الأفكار والرؤى والابداعات الثقافية والفنية على مختلف الأصعدة.
ويهدف المهرجان إلى التأكيد على أن رعاية الكويت للثقافة والمثقفين تجاوزت المثقف الكويتي لتشمل المثقف العربي أينما وجد ويجسد ذلك دعوة المثقفين العرب من أدباء وتشكيليين ومفكرين فضلا عن الفرق المسرحية والموسيقية الى المشاركة في دورات المهرجان المتتالية التي أصبح بعضها محطات رئيسية تقام سنويا مثل (معرض القرين التشكيلي الشامل) و(الندوة الرئيسية) و(المنارات الثقافية).
وقررت اللجنة المنظمة للمهرجان في دورته الرابعة أن تستضيف كل دورة شخصية ثقافية أو فكرية بارزة ومؤثرة لتكون (شخصية المهرجان) يتم تكريمها والاحتفاء بها رسميا وشعبيا بما يتناسب ومكانة هذه الشخصية ودورها في الحياة الثقافية العربية.
وكرم المهرجان في دوراته السابقة كلا من الروائي حنا مينة والفنان وديع الصافي والاديب الطاهر وطار ومحي الدين عميمور واسماعيل سراج اضافة الى الدكتور غازي القصيبي والشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي والسيدة سوزان مبارك وجمعة الماجد والدكتور ثروت أنور عكاشة والشاعر أحمد السقاف.
من ثم استحدث المهرجان عام 2011 نشاطا جديدا يعتبر بديلا ل(شخصية المهرجان) من خلال اختيار إحدى الدول الشقيقة لتكون ضيف شرف المهرجان ويتم على مدى عدة أيام تقديم عدد من الانشطة الثقافية و الفنية المتعلقة بها أو الامسيات التي تشارك بها شخصيات او فرق من الدولة ذاتها في محاولة لتعريف الجمهور بثقافتها وتراثها ومنها فلسطين والامارات ومصر.
وتعود تسمية مهرجان القرين الثقافي الى محطات تاريخية فالقرين في الأصل أحد أسماء الكويت القديمة التي عرفت به منذ أواخر القرن ال18 حينما بدأ اسم الكويت القديم كاظمة يفقد أهميته كميناء عرفت به هذه المنطقة عبر القرون الماضية.
وجاء اسم القرين في خريطة كيلن أحد الرحالة الغربيين التي طبعت في امستردام عام 1753 وظل هذا الاسم متداولا حتى نهاية ال19 إذ بدأ يختفي هو الآخر تدريجيا ليحل محله اسم الكويت.
وينطلق مهرجان القرين الثقافي غدا برعاية سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء تحت شعار (الكويت مركزا انسانيا عالميا) ويستمر 20 يوما متضمنا أنشطة وفعاليات ثقافية متنوعة وفنية وابداعية وندوات ومحاضرات وامسيات شعرية وتكريم مبدعين وباحثين إلى جانب العروض المسرحية.
الرئيسية / أقسام أخرى / فن وثقافة / مهرجان القرين الثقافي.. 21 عاما من العمل الثقافي والحراك الفكري المتجدد