يؤدي منتخب الكويت الوطني لكرة القدم مساء اليوم تدريبه الاول في مدينة ملبورن بعد عودته امس من غولد كوست التي انتقل اليها قبل 4 ايام من كانبيرا للقاء مضيفه الامارات في المباراة الودية التي تم الغاؤها قبل بدايتها بثوانٍ بعد الاختلاف بين مدربي المنتخبين على عملية التصوير.
وانتقد الكثيرون التسرع في رد الفعل الذي حرم «الازرق» من مباراة ودية كان يعول عليها الكثير، لاسيما وان كل المنتخبات التي سوف تخوض غمار منافسات بطولة كأس اسيا التي ستجرى مبارياتها في 5 مدن استرالية في الفترة من 9 الى 31 يناير الجاري، لعبت اكثر من مباراة ودية منذ قدومها الى الاراضي الاسترالية بغض النظر عن التكلفة المالية لعملية الانتقال ذهاباً واياباً من كانبيرا الى غولد كوست وما عاناه اللاعبون من ارهاق التنقل وعدم الاستقرار.
وتكثف ادارة منتخب الكويت جهودها خلال الساعات المقبلة من اجل اقامة مباراة ودية مع احد الاندية الاسترالية، لكي يقيس من خلالها مدربه التونسي نبيل معلول المدى الذي قطعه مع لاعبيه في الاعداد والتدريب والتجهيز البدني والتكتيكي والذهني والنفسي خلال الفترة الوجيزة التي تولى فيها المسؤولية خلفا للبرازيلي جورفان فييرا.
علاوة على الاطمئنان على جهوزية فريقه بعد اكتمال صفوفه بانضمام اللاعبين الذين كان يخضعون للعلاج الطبي بالتوزاي مع التأهيل البدني من اجل ترتيب أوراقه والاستقرار على التشكيل قبل خوض أولى مبارياته الرسمية في البطولة الآسيوية أمام منتخب استراليا في الافتتاح.
وفي حالة الاخفاق في ايجاد مباراة ودية لـ«الازرق» خلال اليومين المقبلين يكون المنتخب الخليجي والعربي الوحيد العربي الذي لم يلعب اي مباراة ودية خلال معسكره الخارجي، ولم يرَ مدربه الجديد التونسي معلول فريقه بشكل جدي وعملي الا في مباراة واحدة امام العراق في معسكره في عجمان قبل السفر الى استراليا والتي انتهت بتعادل الفريقين، وهو اللقاء الذي غاب عنه عدد من ابرز عناصره بسبب الاصابات.
وكان المنتخب العماني الذي يلعب في مجموعة الازرق «الاولى» مع صاحب الضيافة استراليا وكوريا الجنوبية لعب منذ وصوله الى معسكره في مدينة كانبيرا مباراتين وديتين،الاولى تعادل فيها مع نظيره القطري 2/2 وخسر في الثانية امام الصين 4/1 باستاد كامبل تاون.
وقال المدرب الفرنسي فيليب تروسييه الذي قاد اليابان إلى دور الـ16 في كأس العالم 2002 والفوز بلقب كأس آسيا 2000 في لبنان،، إن هنالك أربعة أو خمسة منتخبات تمتلك فرصة حقيقية في المنافسة على لقب كأس آسيا، ولكنني أجد صعوبة في إيجاد فريق غير أستراليا يمكن أن يفوز بلقب البطولة.
و عمل تروسييه كمدرب في قطر وفرنسا والمغرب والصين، و درب جنوب أفريقيا في كأس العالم 1998.
واضاف «بالتأكيد العديد من الفرق يمكن أن تفوز بكأس آسيا، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وإيران، حيث إن فرصة هذه المنتخبات كبيرة، ولكن أستراليا تمتلك كل شيء في صالحها، حيث إن منتخب اليابان يعتبر التحدي الرئيسي لهم».
ونوه تروسيه بان لا يمكن اغفال بعض المنتخبات من منطقة الخليج التي من الممكن ان تحقق مفاجآت تقلب بها كل الاوضاع، ولكن من الصعب قراءة المنتخبات الان قبل ان تدور عجلة المنافسات.
وبين تروسيه بأن المنتخب الفائز سيكون فريقاً يمتاز بالقوة والنضوج والمهارات الفنية العالية، وأعتقد أن منتخب اليابان يعتبر ثاني المرشحين لأنه يمتلك فريقاً جيداً، كما أن فرصة كوريا الجنوبية وإيران جيدة، لكن منتخب إيران يعتمد على الدفاع أكثر في حين تركز كوريا الجنوبية على الهجمات المرتدة وربما يفتقدون للحماس. وبالتالي فإن اليابان وأستراليا تعتبران في الوضع الذهني المناسب لعبور المشوار.
وذكر ان مستوى منتخب أستراليا جيد، فهم يشاركون بانتظام في كأس العالم وهم يمتلكون مزيجاً رائعاً من اللاعبين المحترفين في أوروبا، ولا يقتصر هذا الأمر على اللاعبين المحترفين، بل يشمل أيضا لاعبين لهم تراث كبير، كما لديهم لاعبون يمتلكون خلفية رائعة في اللعب بكرواتيا والبوسنة وإيطاليا، وهذا الأمر يساعد من خلال تواجد خليط ثقافي في التشكيلة، وثانيا فإن منتخب أستراليا يمتلك إرادة قوية لأنه لم يسبق له الفوز بلقب كأس آسيا، وقد جاء من أوقيانوسيا ويريد بشكل كبير الفوز بهذه البطولة، وهذا التصميم سيكون عنصراً رئيسياً في دفعهم نحو المنافسة.
واستطرد قائلا: بالتأكيد يشكل لعب منتخب أستراليا على أرضه أفضلية كبيرة، لأنهم سيحظون بدعم الجماهير، وسيكونون مرتاحين على أرضهم، وإحصائيا فإن اللعب على الأرض يعتبر عاملاً أساسياً، ورغم أنه مرت سنوات طويلة منذ فاز الفريق المضيف بلقب البطولة على أرضه، ولكن في ذات الوقت مر وقت طويل منذ أقيمت البطولة على أرض فريق يمتلك طموحات حقيقة في الفوز باللقب.
واوضح تروسيه ان بسبب كل هذه العوامل التي ذكرها فإنه يعتقد أن وضع منتخب أستراليا يتشابه مع المانيا، فهنالك تشابهات كبيرة بينهما. كلا الفريقين قويين ويمتلكان قدرات كبيرة كما أن أندية البلدين تحقق نتائج جيدة على المستوى القاري وكلاهما يمتلكان خليطاً ثقافياً.