الرئيسية / عربي وعالمي / الحرب العالمية الثالثة.. كفاءة الصين التكنولوجية مقابل خبرة أمريكا الحربية

الحرب العالمية الثالثة.. كفاءة الصين التكنولوجية مقابل خبرة أمريكا الحربية

إذا أردت أن تحقق شيئًا ما، لابد وأن تبدأ فيه فورًا، وتهتم بممارسته والتمرن عليه مرارًا وتكرارًا؛ حيث يكمن التحدي الحقيقي بالنسبة للصين في إمكانية دخولها في دوامة الحرب، ولكن طالما لم تخوضها بالفعل، فلن تكتسب الخبرة الكافية مهما فعلت. ويا له من طريقٍ طويل للغاية حتى تصل إلى مبتغاها؛ فـ”بكين” لم تخوض أي حرب كبيرة منذ حرب فيتنام، عام 1979، والتي استمرت لمدة شهر كامل.

وبينما قد لا يبدو مقدار الخبرة القليلة في صراع دخلت فيه الصين منذ 35 عامًا بالأمر الكافي ليترجم إلى نجاح في حربها ضد أمريكا، فالمعرفة القليلة بدون خبرة في مجال المعارك قد تمثل بعض التحديات بالنسبة للصين. وعلى الرغم من أن خبرة أمريكا في خوض المعارك والحروب، التي دامت 25 عامًا، لم تكن بتجربة ناجحة، إلا أن مرور هذه العقود الأخيرة من التاريخ وفرت لها فرصة جيدة لاختبار أنظمة وأساليب حربية جديدة، وإصلاح ما يُفسد عندما يتعلق الأمر بالمعارك، ومن ثم تصحيح سيناريوهاتها المستقبلية والاستفادة منها.

فمثلًا، لم تكن أمريكا في حاجة إلى استخدام طائرات F-22s في سوريا، ولكن وفّرت مثل هذه الفرصة لها طريقًا للتعلم من ساحة المعركة والحصول على خبرة ذات أهمية بالغة، فمن المرجح أنها كانت السبب الأساسي من مشاركة أمريكا في معركة سوريا؛ لتصبح بذلك أحد المزايا المهمة في معركتها ضد الصين.

دعونا لا نتلاعب بالألفاظ؛ فالحرب بين أمريكا والصين لن يجني منها العالم سوى ظهور جهنم على الأرض، فمن المحتمل أن تكون السبب في إشعال شرارة “حرب عالمية ثالثة”. ومن المحتمل أن يموت بسببها ملايين -بل مليارات- من الناس إذا ما استخدم سلاح نووي في هذا الصراع، ومن الممكن أن يواجه الاقتصاد العالمي كارثة تئول إلى إنهياره وهو ما حدث بالفعل عندما بدأت أقوى البلاد في العالم محاربة بعضها البعض. انسوا ما يحدث في العالم بسبب داعش وأوكرانيا وسوريا أو أي ما كان يحدث الآن، فالعلاقة الأمريكية – الصينية، مهما كانت جدية أم لا، تُعد أكبر تحدٍ في زمننا الحالي.

بفضل 25 عامًا من الاستثمارات واسعة النطاق، نجحت الصين في الوصول إلى مركز ثاني أقوى مؤسسة عسكرية على وجه الأرض. ويبدو أن الصين تعمل على تطوير معداتها الحربية لتكون على أهبة الاستعداد إذا ما أجبرت في يوم ما على مواجهة أمريكا؛ فشعار بكين هذه الأيام “كن مستعدًا!”.

تختبر هذه المقالة التحديات المحتملة أمام الصين في معركتها ضد أمريكا. فعلى الرغم من امتلاك بكين للمعدات التي تمكنها من خوض المعركة مع واشنطن، إلا أن التحديات التي ستواجها الصين جراء هذه الحرب مهولة. فالصين ستخوض حربًا مع أول وأعتى قوة عسكرية على وجه الأرض.

السر الكبير: ما مدى براعة الجيش الصيني؟

نتيجة بحث الصور عن الجيش الصيني

بالفعل تضخ الصين الكثير من الأسلحة التكنولوجية المتطورة مثلما ينتج اللحم؛ حيث تمتلك الصين حوامل الصواريخ القاتلة التي يخشاها العالم، وها هي تعمل على طراز حاملات طائرات جديدة، وجيل خامس من المقاتلين، وأنواع متعددة من صواريخ كروز، وغواصات الديزل النووية، والطائرات الآلية دون طيار وغيرها من الأسلحة المتطورة؛ فكل شئ يبدو جيدًا للغاية، أو على الأقل نظريًا.

ولكن السؤال الأهم هنا هو ما تستطيع بكين تحقيقه إذا ما دخلت في حربٍ مع أمريكا، وهل تستطيع استخدام كل هذه المعدات؟ الإجابة هنا تبدو سهلة وبسيطة؛ نعم، فالصين تعمل على تطوير كل معداتها العسكرية والتكنولوجية لخلق مجال قوة فعّالة. ولكن هل يمكنها استخدام كل تلك المعدات أثناء أحداث الحرب المحمومة؟ وما هي مدى مهارة جنودها؟ فمن الممكن أن يكون لديك أفضل قوة عسكرية في العالم دون أن تستطيع استغلالها جيدًا.

تختلف العديد من الآراء فيما يخص هذه المسألة. فعلى الرغم أن العالم شهد في الآونة الأخيرة على محاولات صينية مهولة تستهدف ترويج مجهوداتها المبذولة لكونها لاعبًا عسكريًا مهمًا يستحق الاحترام، ينسى العالم أن الصين لا تمتلك جيشًا محترفًا عكس أمريكا واليابان وكوريا الجنوبية وتيوان، فما هي إلا جيش يهتم بالسياسة وينخرط فيها بجانب مهامه الأساسية. هل يعتبر الجيش الصيني أهلًا لاتخاذ قرارات سريعة إذا ما بدأت لعبة إلقاء الصواريخ على أمريكا؟

ما مدى قدرة بكين في الحرب بكل وسائلها؟

نتيجة بحث الصور عن المقاتلات الصينية الحديثة

لا يوجد وسيلة أفضل في وقتنا هذا من مزج جميع وسائل الحرب معًا؛ إذ يُعد تبادل المعلومات إلى جانب شن الحرب بمجالات مختلفة؛ ضربات جوية وبحرية وإلكترونية وعلى الأرض، هي أفضل الطرق لتحقيق أفضل النتائج. وهو أمر تسعى أمريكا للوصول إليه مثل العديد من القوى الأخرى.

وبالتالي، تتجه الصين إلى تحقيق نفس الأهداف، إلا أنها لديها العديد في المشاكل في الربط ما بين ما تحققة وما تستطيع تنفيذه، ومواجهتها للعديد من المشاكل أثناء تدريب جنودها على الرغم من المجهودات المبذولة منذ سنوات عديدة لتكون تدريبات واقعية وذات قيمة بالنسبة فيما يخص توقع القادم ومواجهته وتحسين قدراتها العسكرية على أرض الواقع.

هل من الممكن أن يبدعوا؟

عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا العسكرية، فالبقاء على المقدمة هي أهم ما يكون. وهو ما تقوم به أمريكا من إبداعها لتكنولوجية دفاع جديدة طوال الوقت، فإلى متى تستطيع الصين مواكبة لعبة التكنولوجيا على المدى البعيد في صراعها مع أمريكا.

يعرف العالم تاريخ الصين الحافل من اقتباس الكثير من تصاميم نظم الحرب العالمية، ولكن لا يمكن أن يحقق أحد الكثير بمحاكاته للغير، فمحاكاتها لنسخة رديئة من المصدر لن تسعفها في أرض المعركة ولن تستطيع أن تحاكي كل شيء أيضًا، فهناك العديد من الأمور التي يصعب محاكتها بدقة. وليس ذلك فقط، فالصين تعمل على الحفاظ على مستوى معين من المعدات تحت ظروف سيئة للغاية. فلن نستطيع الحكم على الصين الآن.

هل تتحكم أمريكا في الدفة؟

في بعض المواقف، يكون أفضل أسلوب لحل المشكلة هو النظر إليها من عدة زوايا؛ ليس عن طريق الأساليب المعتادة والتقليدية، ولكن من خلال حركة مضادة له.

ما ذكرناه في المقال لا يُعبر فقط عن بعض التحديات البسيطة التي تواجهها الصين على المدى القريب أو البعيد أثناء صراعها مع أمريكا، إلا أنها تعبر بوضوح عن معضلة أخرى، ألا وهي خلق قوة عسكرية يمكنها مواجهة أمريكا. ولكن لا يعني كل ذلك بالضرورة عدم قدرة الصين على تحقيقها، فمن الممكن أن تتسبب بكين في ضرر بالغ لأمريكا وحلفائها. ما نريد قوله، إن “أمريكا سبقتها بخطوات سريعة للغاية”.
ناشيونال انترست

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*