قالت صحيفة فايننشال تايمز أن تدمير سوريا – الذي بدأ قبل ست سنوات – يكشف محدودية علامات التراجع، على الرغم من استعادة النظام المدعوم من إيران وروسيا لمدينة حلب.
ويرى الكاتب ديفد غاردنر أن المحادثات عن مرحلة انتقالية للخروج من الحرب لا تحرز أي تقدم، لأن الرئيس الروسي – الذي كانت قواته الجوية حاسمة في إنقاذ الأسد قرر أن هذا هو الوقت المناسب ليخبر أوروبا بتمويل إعادة بناء سوريا.
وقال غاردنر إن ثقة موسكو وطهران في استتباب الأمر لمصلحة نظام الأسد، لا ينبغي أن تخفي حقيقة أنهما يواجهان معضلة حقيقية ومكلفة في سوريا.
أولا، المدى الذي يتحكم فيه النظام-ولا يتعدى 35 %من الأراضي السورية- هو موضع نقاش، وقد أدى نقص القوة العاملة لنظام الأقلية إلى أن جعلها تعتمد على روسيا وإيران والقوات شبه العسكرية مثل حزب الله. وقد اضطرت دمشق إلى تكليف مجموعة من أمراء الحرب والميليشيات والجيوش الخاصة والمبتزين بالسيطرة المحلية، وجميعهم استثمروا في اقتصاد الحرب مما أفقر جموع السوريين.
ثانيا، إلى أي مدى روسيا وإيران على استعداد لمساعدة الأسد في الخروج من دويلته وإعادة احتلال ما تبقى من سوريا، وهو لا يملك الأعداد الكافية وستضطر روسيا وإيران للقتال لاستعادة كل سوريا، وهذا سيكون مكلفا في الأرواح والأموال. لهذا فإن الأسد أبعد ما يكون عن النصر في الصراع.