أكد باحثان تركيان اليوم الخميس اهمية الزيارة التي سيقوم بها سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الى تركيا مطلع الاسبوع المقبل ودورها في تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية والتعاون المثمر بين البلدين في مختلف المجالات.
واشاد الباحثان في تصريحات لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بعمق ومتانة العلاقات التي تربط تركيا والكويت معربين عن الامل في ان تسهم زيارة سمو الامير خلال الفترة من 20 الى 22 الشهر الجاري في دفع تلك العلاقات الى آفاق أرحب تخدم مصلحة البلدين والشعبين.
وقال نائب مدير التحرير في قناة (تي جي آر تي) التركية ابراهيم بازان ان علاقات أنقرة مع الكويت تعد من أكثر العلاقات الدولية ثباتا واستقرارا وتشهد على الدوام خطا تصاعديا وتقدما ملحوظا.
واعرب عن اعتقاده بأن زيارة سمو الامير الى تركيا ستسهم في دفع عجلة التنمية وفتح فرص استثمارية واعدة في كلا البلدين في ضوء الاوضاع الاقتصادية “المتردية” التي تعيشها المنطقة.
وذكر ان الزيارة تعد فرصة لتكثيف التنسيق والتشاور بين البلدين ازاء التحديات السياسية والامنية والاقتصادية المشتركة.
واشاد في هذا الصدد بالدبلوماسية الهادئة التي تتبعها دولة الكويت ومواقفها السياسية المحايدة الى جانب دورها الانساني الكبير بقيادة سمو الامير الذي يستحق الثناء والاحترام ولاسيما فيما يتعلق بالملف السوري.
وقال ان الكويت قدمت عبر جمعياتها ومؤسساتها الخيرية دعما معنويا وماديا للاجئين السوريين في تركيا لمساعدتهم على تجاوز الازمة الانسانية التي يمرون بها بسبب الصراع المرير في بلدهم.
واضاف انه تقديرا لجهود دولة الكويت تم منح سمو الامير في احتفالية عالمية غير مسبوقة في الامم المتحدة لقب (قائد العمل الانساني) وتسمية الكويت (مركزا للعمل الانساني).
وذكر ان هناك تنسيقا بين الكويت وتركيا في الجانب الانساني موضحا ان الدور الذي أداه البلدان في هذا الجانب يسجل في صفحات التاريخ.
وتوقع بازان ان تتصدر مباحثات سمو أمير البلاد والرئيس التركي رجب طيب اردوغان ملفات التعاون الاقتصادي المشترك وفرص الاستثمار انطلاقا من الحرص المشترك على ترسيخ علاقة الشراكة الاستراتيجية.
واشار الى ان نسبة تملك الكويتيين للعقارات في تركيا شهدت ارتفاعا لافتا وتجاوزت حجم استثمارات رجال الأعمال الكويتيين في تركيا والتي تقدر قيمتها وفق الارقام الرسمية بنحو ملياري دولار.
وقال بازان ان ” تركيا قامت في العقد الأخير بجهود حثيثة لتطوير علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي واثمر ذلك عن تجاوز حجم التبادل التجاري بين الطرفين حاجز ال 17 مليار دولار”.
واضاف انه بالرغم من الازمة الاقتصادية العالمية وتصاعد مؤثرات الهجمات الارهابية التي أدت الى اختلال ميزان الاقتصاد التركي فان الحكومة حققت نجاحا كبيرا في ادارة هذه الأزمة من خلال الاهتمام بقطاع السياحة.
واعرب عن اعتقاده بأن تعزيز التعاون القائم بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي لحل الازمات بالمنطقة سيسهم الى حد كبير في تخفيف حدة المشكلات التي تشهدها دول المنطقة.
وقال ان ” الكويت تعد من الدول التي يمكن لتركيا الاعتماد عليها في معالجة الكثير من القضايا السياسية والامنية”.
واوضح ان ” تركيا تعاني حاليا من الارهاب القادم عبر الحدود وهي الآن بحاجة الى صديق يقف الى جانبها بعد ان خذلها الكثير من الحلفاء”.
ولفت الى أهمية الزيارة التي قام بها الرئيس اردوغان الى البحرين والسعودية وقطر في فبراير الماضي استكمالا للتقارب الكبير الحاصل بين الطرفين في الأعوام الأخيرة والخطوة الجادة لفتح أفق تعاون أوسع بين الطرفين.
وأشار الى وجود توافق وانسجام كبيرين في الرؤى بين تركيا ودول مجلس التعاون ازاء مختلف قضايا المنطقة مؤكدا ان التعاون الخليجي التركي سيكون له دور في حل الأزمات أو التخفيف من حدتها.
واثنى على مواقف دول الخليج الداعمة لتركيا في مواجهة “الارهاب” والمحفزة للاقتصاد التركي الذي اهتز بعد محاولة الانقلاب الفاشل التي وقعت في يوليو الماضي.
من جانبه قال الباحث في معهد اسطنبول للفكر بكر اتاجان ان بلاده تولي أهمية خاصة لعلاقاتها مع دول مجلس التعاون لاسيما بعد الزيارة الاخيرة للرئيس التركي الى المنامة والرياض والدوحة.
وأكد اتاجان اهمية زيارة سمو امير البلاد الى تركيا مؤكدا انها ستعمل على بلورة مواقف واضحة حيال العديد من القضايا المهمة وفي مقدمتها الاوضاع في سوريا والعراق واليمن.
وتوقع اتاجان أن تشهد العلاقات الخليجية التركية في المرحلة المقبلة مزيدا من التطور والتقدم سواء من ناحية مستقبل العلاقات الثنائية او معالجة التحديات المشتركة في المنطقة.
وقال ان هناك حرصا كويتيا تركيا على تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية وكذلك الثقافية والاجتماعية والسياحية. وكشف ان بلاده ستقدم في الأيام القليلة المقبلة تسهيلات خاصة لمواطني دول مجلس التعاون ولاسيما المستثمرون منهم تمكنهم من الحصول على اقامات دائمة ومميزات خاصة وذلك تقديرا لاسهاماتهم في دعم الاقتصاد التركي.
(كونا)