هناك ، على هذه النقطة الزرقاء الباهتة التي تسمّى بكوكب الأرض ، انتظر عزيزي القارىء ، سوف أجعل احداثيات الخريطة دقيقة جداً ، نعم هنا ، في هذه البقعة الصحراوية القاحلة المسمّاة بالجزيرة العربية ، يظن سكّانها الذين يحملون جين “XY” أنّهم أعلى قدراً و منزلةً من جنسهم الآخر!
اكتشفنا هذا الكوكب عام ١٩٧٧ بإرسال موجات إذاعية التي سميتموها ب”WOW” والذي اكتشفها عالِمكم الفلكي “جيري ايهمان” لنتفقد هذا الكوكب الأزرق ، ولكن ما أصابنا بالدّهشة في كوكبكم هذا، عندما رأينا جزيرتكم العربية تحتقر المرأة ، فيصفونها بأنها ناقصة عقل و دين!
أيّها العرب ، أعيروني أسماعكم قليلاً ، إنكم لا زلتم في هذا العصر الحديث تعاملون المرأه كأنه كائن لا إرادة له و لا عقل ، ومن جهة أخرى في غرب هذا الكوكب نرى المرأة تقود الأمم ونراها في أعلى مراتب العلم و المعرفة.
أريدك أن تعلم عزيزي العربي أن لا فرق بينك و بين جنسك الآخر سوى بفسيولوجيتكم الجسديّة ، فبعد أخذ عيّنات منكم وجدنا أن لديكم نفس القدرة العقلية و عدد الأعصاب و الإرادة .
فبعد تسلّطكم على المرأه بعذر القوامة لا زلتم تصرّون أنها سبب التحرّش المستشري عندكم، حسناً لنأخذ هذه المرأه ونذهب بها إلى كوكبنا عبر مركبتنا الفضائية ، فهل سيتحرش بها أحد ؟
الجواب هو لا ، لانه ظاهرة التحرّش نابع من عقلك المليء بالشهوانية الجنسّيه ، فمتى ما عاملت المرأة كإنسان وليست كأداة للتسلية ستختفي ظاهرة التحرّش ، فالحل هو بتثقيف عقلك وليس بتغليف المرأه بفرض لباس السّواد عليها، فالعلة بعقلك وليس بها.
إن المرأة كائن مستقل له حق العيش و الاختيار مثلك تماماً ، فهي ليست تابعة لأحد ولا جارية مملوكة لتستأنس بها ، فليس لك الحق أن تفرض عليها اعتقاداتك أو آرائك ، فهي لم تمنعك من حق عيشك و حرّية فكرك لتحرمها أنت من حقّها.
عزيزي المستفحِل ، قبل ان تقيّد المرأة و تغلفها و تضع حواجز منع الإختلاط اعتقاداً منك أنها ستعالج قضية التحرّش ، قُم و عالج عقلك المملوء بقباحة رؤيتك للمرأه ، فإنها ليست حلوى لتغلّف و لا فاكهة مكشوفة لتؤكل، فلا نرجو ان نراكم كالطفيليات في الجسد الذي يتغذى بسلطويته على الآخر بعذر الذكورية.
معذرةً إن كانت قواعد اللغة العربية رديئة لدي ، فإنّي قد تعلمتها قبل أشهر ، فنحن مجموعة من الكائنات التي ستكتشفونها قريباً ، نرجو أن تكونوا قد استفدتم بتعليقنا على قضية من قضايا أغرب بقعة أرض شهدناها في هذا الكوكب ، ولكم أجمل التحايا ، فتفكّروا لعلّكم تعقلون.