استدعت تركيا، اليوم، سفير ألمانيا لديها، لتعبر عن احتجاجها الحازم غداة تظاهرة للأكراد في فرانكفورت، رفعت خلالها أعلاماً لحزب العمال الكردستاني، كما أعلن القصر الرئاسي الذي اعتبر الحادثة “فضيحة”.
وكان نحو ثلاثين ألف شخص مؤيدين للأكراد تظاهروا السبت في فرانكفورت غربي ألمانيا، مطالبين بـ”الديمقراطية في تركيا”، و”الحرية لكردستان”، بحسب الشرطة.
ورفع المتظاهرون شعارات ترمز إلى حزب العمال الكردستاني المتمرد الذي يقاتل تركيا منذ 1984، وصوراً لزعيمه التاريخي عبد الله أوجلان الذي يمضي عقوبة بالسجن.
وعبرت تركيا عن غضبها بعد التظاهرة التي دعت إلى إحلال “الديمقراطية” في هذا البلد، ورفض التعديلات الدستورية التي ستطرح في استفتاء لتوسيع صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال إبراهيم كالين، الناطق باسم الرئيس التركي لشبكة “سي إن إن ترك”، “أمس أعطت ألمانيا اسمها لفضيحة جديدة”، معبراً عن استيائه لظهور شعار “المجموعة الانفصالية الإرهابية”، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني، خلال التظاهرة.
وأضاف أن “سفير ألمانيا دعي (في الواقع استدعي) إلى وزارة الخارجية التي دانت ذلك بأكبر قدر ممكن من الحزم”.
وأكد الناطق أن رأس السنة الكردية (النوروز) الذي يصادف الثلاثاء استخدم “ذريعة” لتظاهرة كردية.
وتشهد العلاقات بين برلين وأنقرة توتراً منذ أن منعت ألمانيا وزراء لتركيا من المشاركة في تجمعات مؤيدة لأردوغان قبل استفتاء 16 /أبريل.
وكان الناطق باسم الرئاسة التركية قال في بيان إن تركيا “تدين بأشد العبارات” السماح بهذه التظاهرة. وأضاف “من غير المقبول رؤية رموز وشعارات حزب العمال الكردستاني، بينما يمنع وزراء وبرلمانيون أتراك من الاجتماع بمواطنيهم”.
وتابع كالين في البيان أن “فضيحة” تظاهرة فرانكفورت كشفت أن بعض دول الاتحاد الأوروبي تعمل بجد من أجل الترويج لرفض الإصلاحات المطروحة في الاستفتاء. وقال “نذكر مجدداً الدول الأوروبية بأن القرار في 16 /أبريل عائد إلى (الشعب التركي) وليس لأوروبا”.
وجرت التظاهرة في فرانكفورت بهدوء. وقالت متحدثة باسم الشرطة في فرانكفورت إن المشاركين فيها رفعوا أعلاماً ولافتات لحزب العمال الكردستاني المحظور إضافة إلى صور لأوجلان.
وأوضحت الشرطة أنها لم تتدخل لمصادرة هذه الإعلام لتجنب استفزاز الحشد. لكنها أضافت أنها التقطت صوراً قد تؤدي لاحقاً إلى القيام بملاحقات.
وكان أردوغان اتهم، الإثنين، المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بـ”دعم الإرهابيين”، في تصعيد جديد للعلاقات المتوترة أصلاً بين أنقرة وبرلين. ورد الناطق باسم ميركل بوصف هذه الاتهامات “بالسخيفة”.
وتضم ألمانيا أكبر جالية تركية في العالم، يشكل الأكراد جزءاً كبيراً منها.