خارج التغطية
أين النفضة يا معالي الوزير؟!
ناصر المطيري
«انفضها وتوكل يا معالي الوزير» كان عنوان مقالتي الذي جاء تعليقا على أول تصريح لوزير لتربية وزير التعليم العالي د. بدر العيسى فور تسلم الحقيبة التربوية في اواخر شهر اكتوبر من العام الماضي عندما قال بالحرف الواحد وبالفم المليان: وزارة التربية تحتاج «نفضة».
استذكرت تلك المقالة عندما قرأت تصريح «معاليه» الأسبوع الماضي قائلا : إن وزارته ينخر فيها الفساد! يا للهول لقد كشف د. بدر العيسى السر العميق، وصدمنا هذا التصريح، معقول تتحدث عن فساد يا معالي الوزير؟ قول غيرها طال عمرك.
ولن أقول المزيد بل أكتفي أن اضع أمام الوزير ومن يهمه الأمر بعض ما جاء في مقالي السابق لعل الرسالة تكون واضحة.
«النفضة» يا معالي الوزير تحتاج منك «انتفاضة» إن كنت تعني ما تقول فعلا وهكذا نحسبك ونظن بك خيراً ان شاء الله، وعلى رأي المثل المصري «المية تكدب الغطاس» ونحن نقولها لك بالكويتي الفصيح «هذا الميدان يا حميدان».
الإشكالية النمطية المعتادة في الكويت يا معالي وزير التربية هي أن الطموحات والخطط تصطدم دائماً بخطوط الطول والعرض من الضغوط السياسية والاجتماعية فتبقى العزائم و الطموحات المتحمسة حبيسة الأدراج وتجد نفسك كمن سبقك من أسلافك قيد «الإقامة الجبرية» في مناطقالنفوذ الضاغطة فينكمش الطموح وتتلاشى الخطط فتتبخر التصريحات فلا نفضة ولا انتفاضة ولا يحزنون، لأنك سوف تدرك بعد حين أن الأولوية الحقيقية التي عليك أن تعض عليها بالنواجذ هي المحافظة على مقعدك الوزاري الوثير أطول فترة ممكنة !
ولو حصل يا معالي الوزير وكسرت القاعدة «وخرجت عن النص» وعزمت على تحقيق النفضة وهو ما نأمله فمن أين ستبدأ وكيف؟
هل ستبدأ بنفض الجهاز الإداري وما يحمله من تركة من المشكلات المتراكمة، أم تنظر إلى حال المناهج التعليمية والتربوية التي انحدرت بمستوى التعليم، وما البدائل لديك وكم من الوقت تحتاج لتحقيق نفضة المناهج؟ وهل لديكم رؤية منهجية معينة للتطوير الفعلي أم ستبقى الأجيال من أبنائنا الطلبة محطات تجارب لمناهج تطبق وتُلغى دون رؤية واضحة؟
ما هو أهم من المناهج وضع المعلمين وتفاوت المستويات والكفاءة الإنتاجية التي يدفع ضريبتها طلاب العلم، يا وزير التربية أنت في دولة تخرج معاهدها وكلياتها التربوية آلاف الخريجين سنويا ولاتزال وزارة التربية تجلب مئات المعلمين الوافدين وللأسف أصبح أغلب المعلمين الوافدين من ذوي الكفاءة المتوسطة والمتدنية على خلاف «معلمين زمان» حيث كانت اللجان التعليمية لا تجلب إلا أكفأ المعلمين في بلدانهم وفق اختيارات موضوعية نزيهة، أما في السنوات الأخيرة فالوضع تغير وانتكس..
لن أتحدث عن وباء الدروس الخصوصية وتجار الشنطة من المعلمين، لن نخوض بالظواهر السلوكية والمخدرات التي تغزو مدارس أبنائنا دون مواجهة فاعلة من الوزارة، وسننسى أوضاع الكثير من المباني المدرسية المتردية.
يكفيك يا معالي الوزير أن تشد الحيل قبل أن يفتر الحماس أن تحقق النفضة المرتقبة في مراحل التعليم العام لاننا لن نتطرق إلى حال التعليم العالي والجامعات التي ضاقت مقاعدها عن استيعاب كثير من الكويتيين ممن اضطروا إلى الالتحاق بـ «الدكاكين الجامعية» في بعض الدول.
قلوبنا معك يا دكتور بدر ونشاطرك الحماس لتحقيق «النفضة» المرتقبة، انفضها وتوكل يا معالي الوزير.