ذكر مصدر من الشرطة الفرنسية بأن شرطية فرنسية وموظف بلدية أصيبا في إطلاق نار في جنوب باريس عندما فتح رجل النار عليهما بسلاح رشاش صباح الخميس ولاذ بالفرار كما ذكر وزير الداخلية برنار كازنوف. وصرحت مصادر مقربة من الملف أنه لا يوجد رابط مؤكد بين الحادثة والاعتداء على ‘شارلي إيبدو’.
وأفاد مصدر من الشرطة الفرنسية بأن شرطية وموظفا بلديا أصيبا بجروح وهما في حال حرجة عندما فتح رجل النار عليهما بسلاح رشاش صباح الخميس في جنوب باريس.
وأطلق الرجل النار بسلاحه الرشاش على عناصر من شرطة البلدية من الخلف بجنوب باريس. وأشارت مصادر قريبة من الملف إلى ‘عدم وجود رابط مؤكد’ مع الاعتداء الدامي على صحيفة ‘شارلي إيبدو’ الأربعاء.
وقال وزير الداخلية برنار كازنوف إن المسلح الذي أطلق النار على عناصر من شرطة البلدية صباح الخميس في جنوب باريس لا يزال فارا.
وصرح الوزير الذي توجه إلى ‘مونروج’ في الضاحية الباريسية حيث وقع إطلاق النار إن ‘مدعي الجمهورية سيطلق الإجراءات من أجل تحديد هوية المشتبه به فورا وتوقيفه’.
وكانت مصادر من الشرطة أعلنت في وقت سابق توقيف رجل في الـ52 بعيد الهجوم.
وكثفت الشرطة الفرنسية عمليات البحث عن المسلحين الذين قتلوا 12 شخصا – بينهم ثمانية صحفيين وشرطيان – في هجوم على مقر مجلة شارلي إبدو الساخرة في العاصمة باريس.
وكانت الشرطة قد عثرت على السيارة التي هرب فيها المسلحون.
ونقلت وكالة اسوشييتيد برس للانباء عن مسؤولين في الشرطة الفرنسية قولهم في وقت لاحق إن الشرطة تعرفت على هويات الذين نفذوا الهجوم، وهم الشقيقان سعيد وشريف كواشي (وهما في الثلاثينات) وحميد مراد 18 عاما.
فيما قالت وكالة فرانس برس للانباء ان شرطة مكافحة الارهاب تقوم بغارة في مدينة رايمز شمال شرقي فرنسا لتعقب المهاجمين.
ونقلت الوكالة عن احد افراد الوحدة التي تنفذ الغارة قوله إن المهاجمين اما ان يتمكنوا من الفرار او ‘ستكون هناك مواجهة’ حاثا الصحفيين على ‘توخي الحذر.’
واصدرت الشرطة امرا موجها الى افرادها في منطقة باريس ذكرت فيه اسماء المشتبه بهم، وذكر مصدر في الشرطة انها تعرفت على هوية احد المهاجمين من بطاقته الشخصية التي تركها في السيارة التي هربوا بها من مسرح الجريمة.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر في الشرطة قوله إن احد المهاجمين، وهو حميد مراد، قد سلم نفسه للشرطة بعد ان شاهد اسمه وهو يتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقد تم اعتقاله.
وقالت الشرطة في وقت لاحق إن مذكرات اعتقال صدرت بحق شريف وسعيد كواشي.
وقالت الشرطة إن الشقيقين كواشي من سكنة العاصمة باريس، فيما ينحدر مراد من مدينة رايمز.
وقالت الشرطة إن احد الشقيقين سبق له ان حوكم بتهم تتعلق بالارهاب.
وكان شريف كواشي قد اتهم بالضلوع في مخطط ارهابي عام 2005 بعد اعتقل وهو يحاول السفر الى العراق للانضمام الى تنظيم اسلامي مسلح. وحكم عليه بالسجن 18 شهراعام 2008 حسب الاعلام الفرنسي.
وشارك عشرات الآلاف في احتجاجات شهدتها عدد من المدن الفرنسية، تنديدا بالهجوم الأكثر دموية في فرنسا منذ عقود.
ووصف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الهجوم بأنه ‘حادث قتل جبان’. وأعلن الخميس يوم حداد وطني.
واعتبره هولاند هجوما على حرية التعبير في بلاده، مطالبا الشعب الفرنسي بالتكاتف سويا لمواجهة ذلك.
وقال الرئيس في كلمة تلفزيونية: ‘أفضل سلاح لنا هو وحدتنا’.
وعززت الشرطة إجراءاتها الأمنية في كافة أنحاء فرنسا. كما رفعت حالة التأهب القصوى في العاصمة باريس.
وقال المدعي العام في باريس، فرانسوا مولنز، إن 11 شخصا أصيبوا في الهجوم، مضيفا أن أربعة منهم في حالة خطيرة.
وذكر شهود عيان أنهم سمعوا دوي ما يصل إلى 50 طلقة أطلقها المهاجمون داخل مقر شارلي إبدو وفي الشوارع المحيطة.
وتقول الشرطة إن المسلحين رددوا عبارة ‘الله أكبر…انتقمنا للنبي’ قبل أن يلوذوا بالفرار.
وكان رئيس تحرير المجلة، ستيفان شاربونيير، البالغ من العمر 47 عاما، قد تلقى تهديدات بالقتل في الماضي، وكان، قبل قتله، يعيش تحت حماية الشرطة.
وذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أسماء رسامي الكاريكاتير الثلاثة الذين قتلوا في الهجوم، وهم كابو، وتينو، وولينسكي.
وكانت المجلة الفرنسية الأسبوعية قد أثارت جدلا في الماضي بتناولها الساخر للأخبار والشؤون الإخبارية.
وتعرضت لإلقاء قنابل حارقة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2011، بعد يوم من نشرها كاريكاتيرا للنبي محمد.
وكانت أحدث تغريدة على حساب ‘شارلي إبدو’ على تويتر كاريكاتيرا لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي.
وقد وقع هجوم الأربعاء خلال فترة الاجتماع الصحفي اليومي للمجلة.
وقد ندد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بهجوم الأربعاء، ووصفه بأنه ‘إطلاق نار مروع’، وعرض توفير أي مساعدة تحتاجها فرنسا، ‘للعمل على جلب هؤلاء الإرهابيين إلى العدالة’.
من جانبه، قال البابا فرنسيس إنه لا مبرر مطلقا ‘للهجوم المروع الذي فجع باريس.’
اما بان كي مون الامين العام للامم المتحدة فقال إن ‘الغرض من هذه الجريمة الفظيعة وغير المبررة والغادرة هو اثارة الفرقة،’ مضيفا ‘يجب ان لا نقع في هذا الشرك.’
كما ادانت الحكومة الايرانية الهجوم، ولكنها كررت في الوقت نفسه انتقادها لقرار المجلة في عام 2006 نشر كاريكاتير للنبي محمد.
وقالت مرضية افضل الناطقة باسم وزارة الخارجية في طهران ‘إن استغلال حرية التعبير للانتقاص من الاديان السماوية ورموزها ومبادئها امر غير مقبول.’
كما ادانت الهجوم الحكومات التركية والقطرية والروسية والكندية والصينية وغيرها.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، في تغريدة ‘إن القتل الذي حدث في باريس يثير الغثيان. نحن نقف مع الشعب الفرنسي في قتاله ضد الإرهاب، والدفاع عن حرية الصحافة’.
كما ندد بالهجوم كل من جامعة الدول العربية، والجامع الأزهر في مصر.
صحف
واعلنت عدة صحف اوروبية من جانبها عن عزمها اعادة نشر الرسوم الكاريكاتيرية التي يعتبرها المسلمون مسيئة والتي كانت قد نشرتها مجلة تشارلي إبدو.
فقد اعلنت صحيفة بيرلينغسكه الدنماركية عن انها ستنشر هذه الرسوم في عددها الصادر الخميس.
وقالت ليسبيث كنودسن رئيس تحرير الصحيفة الدنماركية إن قرار صحيفتها ليس احتجاجا بقدر ما هو ‘توثيق لماهية المجلة التي استهدفت بهذا الهجوم الفظيع.’
من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة كورير ديلا سيران اوسع الصحف الايطالية انتشارا، إن صحيفته ستعيد نشر الرسوم ايضا.