ناشد رئيس الحكومة السورية المؤقتة المنبثقة من الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد طعمه هنا اليوم المجتمع الدولي إغاثة النازحين واللاجئين السوريين داخل البلاد وخارجها.
وقال طعمه في مؤتمر صحفي إن النازحين واللاجئين السوريين داخل البلاد وخارجها يتعرضون لظروف قاسية بسبب موجة البرد التي تضرب المنطقة.
وأوضح ‘الذين هربوا من جحيم الاستبداد يواجهون اليوم جحيم البرد بصدور عارية’ مشيرا الى ضرورة إسعاف العائلات التي بحاجة لمأوى وطعام.
وأضاف ان نحو 12 ألف عائلة بحاجة لإغاثات عاجلة فضلا عن الحاجة الماسة لنحو اربعة آلاف خيمة لتجهيز المواقع و18 ألف أرضيات خيام بالإضافة الى العديد من العوازل والبطانيات وكذلك المحروقات للمساعدة في التدفئة.
وذكر طعمه أن الثلوج التي تساقطت أعاقت عمليات الإسعاف حيث لا توجد بنية تحتية في مخيمي (الكرامة) و(أطمة) في داخل سوريا لافتا إلى أن الكثير من الجمعيات الخيرية توقفت عن الدعم نتيجة الصراع الدائر في البلاد.
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الخميس إنه لم يسجل سقوط أي قتيل في سوريا يوم الأربعاء ليصبح أول يوم بدون ضحايا منذ اندلاع الصراع قبل أكثر من ثلاث سنوات إذ أخمدت عاصفة شتوية شديدة تجتاح المنطقة نيران العنف.
وأضاف رامي عبد الرحمن مدير المرصد أن أجواء الطقس شديد البرودة جلبت مصاعب جديدة للاجئين والمدنيين لكن الطقس البارد حمى السوريين من القصف والقتال.
وتشير أرقام المرصد الذي يقع مقره في بريطانيا إلى أن 150 شخصا في المتوسط قتلوا في سوريا يوميا خلال شهر ديسمبر كانون الأول في صراع راح ضحيته نحو 207 آلاف شخص منذ أن اندلع عام 2011.
لكن المرصد الذي يتابع الصراع وينقل عن مصادر في مختلف أنحاء سوريا لم يسجل أي قتلى من أي طرف في الصراع الدائر يوم الأربعاء.
وأضاف أن مسلحا إسلاميا قتل في داريا قرب دمشق متأثرا بجروح أصيب بها في وقت سابق.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط هذا الأسبوع عواصف ثلجية ورياحا عاتية وأمطارا غزيرة مما زاد المخاوف بشأن اللاجئين الذين يواجهون الشتاء في ملاجئ واهية.
ومن جهة أخرى لم يتسن لمنظمة الصحة العالمية توصيل قافلة مساعدات طبية إلى مدنيين بحاجة ماسة لها في منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حلب السورية رغم وعد الحكومة الشهر الماضي بالسماح للمنظمة بالدخول.
وقال المتحدث باسم المنظمة طارق يسارفيتش في رسالة بالبريد الإلكتروني يوم الثلاثاء ‘عادة ما تحدث التأخيرات لأسباب إدارية و/أو أمنية لكن لا يمكن الكشف عن التفاصيل.’
وفي بيان هذا الأسبوع قالت المنظمة إن 240 ألف جرعة علاج طبي منها ومن الهلال الأحمر السوري وضعت في مخزن في الجزء الخاضع لسيطرة الحكومة في حلب ‘لتوزيعها في المناطق المستهدفة قريبا’.
وفي 22 ديسمبر كانون الأول قالت المنظمة إنها حصلت على وعد بالسماح لها بتوصيل المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب – التي كانت المنظمة تخطط لتوصيلها خلال ذلك الأسبوع – وكذلك منطقتي المعضمية في دمشق والغوطة الشرقية على مشارف العاصمة.
ويقول اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية المؤلف من أطباء سوريين إن أمراض الكوليرا والتيفود والجرب والسل تنتشر بين 360 ألف شخص في المنطقة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب بسبب نقص العلاج واللقاحات. وعزل الجيش السوري المنطقة من ثلاث جهات.
ومنعت كل الأطراف في الحرب الأهلية السورية المستعرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام مرور المساعدات الطبية عبر خطوط القتال الأمامية خشية أن تستخدم في مساعدة المقاتلين المصابين.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن الإمدادات التي قد تستخدم في العمليات الجراحية مثل المحاقن والضمادات سبق واستبعدت من قوافل عند نقاط تفتيش تديرها قوات أمنية.
وقال يسارفيتش إنه تم نقل اللقاحات والمحاقن إلى الغوطة الشرقية وهي أول ‘حزمة كاملة’ تصل لتلك المنطقة من المنظمة منذ أكثر من عامين. ولم تصدر المنظمة أي تحديث بشأن المعضمية.
وتقول الأمم المتحدة إن 212 ألف شخص على الأقل لا يزالون تحت حصار تفرضه قوات الحكومة والمقاتلون.
وقتل أكثر من 200 ألف شخص في الصراع السوري الذي بدأ في مارس آذار عام 2011 باحتجاجات شعبية ضد الرئيس بشار الأسد وتحول إلى حرب أهلية بعد حملة قمع من القوات الأمنية.