بعيد فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على قرار يدين هجوم «خان شيخون» الكيميائي الذي أسفر عن سقوط مئات الضحايا، أطلق الجيش الأميركي بأمر من الرئيس دونالد ترامب فجر أمس 59 صاروخا عابرا من طراز «توماهوك» استهدفت مطار الشعيرات العسكري للنظام السوري، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
بينما قالت الرئاسة السورية في بيان إن الهجوم الأميركي زاد من تصميم سورية على دحر جماعات المعارضة المسلحة، ووصفته بانه «ما هو إلا تصرف أرعن غير مسؤول ولا ينم إلا عن قصر نظر وضيق أفق وعمى سياسي وعسكري عن الواقع وانجرار ساذج وراء حملة وهمية دعائية كاذبة».
ولم يتأخر الرد الروسي كثيرا على الضربة الأميركية التي اعتبرتها انتهاكا للقانون الدولي وأضرت بشدة بالعلاقات بين واشنطن وموسكو، حيث إنها حركت – بحسب فوكس نيوز – الفرقاطة الحربية (أدميرال جريجوفيتش) إلى البحر الأبيض المتوسط إلى نفس المكان الذي تتموضع فيه السفينتان الأميركيتان اللتان قامتا بالقصف.
وقال مسؤول أميركي ان المطار مرتبط ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوري و«متصل مباشرة» بالأحداث «الرهيبة» التي حصلت صباح الثلاثاء في خان شيخون في محافظة إدلب.
بينما اعلن الجيش السوري في بيان ان الولايات المتحدة أقدمت «على ارتكاب عدوان سافر استهدف احدى قواعدنا الجوية في المنطقة الوسطى بعدد من الصواريخ»، ما أدى الى «ارتقاء ستة شهداء وسقوط عدد من الجرحى واحداث أضرار مادية كبيرة»، فيما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته عن مقتل سبعة عسكريين في الضربة الأميركية.
وقال المتحدث العسكري ان «هذا العدوان الأميركي المدان» يقوض «عملية مكافحة الإرهاب التي يقوم بها الجيش العربي السوري»، و«يجعل الولايات المتحدة الأميركية شريكا لداعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية».
هجوم أرعن
وفي نفس السياق، قالت الرئاسة السورية إن الهجوم الصاروخي الأميركي على قاعدة للجيش في حمص زاد من تصميم سورية على دحر جماعات المعارضة المسلحة، وتعهدت بتصعيد وتيرة العمليات ضدها.
وقال بيان للرئاسة: «هذا العدوان زاد من تصميم سورية على ضرب هؤلاء العملاء الإرهابيين وعلى استمرار سحقهم ورفع وتيرة العمل على ذلك أينما وجدوا».
ووصف البيان الهجوم الأميركي بأنه «ما هو إلا تصرف أرعن غير مسؤول ولا ينم إلا عن قصر نظر وضيق أفق وعمى سياسي وعسكري عن الواقع وانجرار ساذج وراء حملة وهمية دعائية كاذبة».
وقال مسؤولون أميركيون ان القصف ألحق «أضرارا كبيرة» بالمطار و«دمر طائرات» وبنية تحتية فيه، ما من شأنه ان «يقلل من قدرة الحكومة السورية على شن ضربات».
واستهدفت صواريخ التوماهوك بشكل أساسي «حظائر الطيران»، ومخازن الوقود والذخائر وقواعد دفاع جوي، ورادارات.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن من جهته ان «المطار دمر بشكل شبه كامل».
وأعلن التلفزيون الروسي ان تسع طائرات تابعة لسلاح الجو السوري دمرت في الضربة الأميركية، وذلك خلال عرضه صورا للقاعدة المستهدفة.
وتظهر الصور طائرتين على الأقل لا تزالان سالمتين في المرآب المصنوع من الاسمنت المسلح بينما غطت الأرض قطع من الصفائح المعدنية وحطام غير محدد.
مصلحة للأمن القومي الأميركي
ووجه ترامب خطابا الى الأمة نقلته شاشات التلفزة مباشرة من منزله في فلوريدا قال فيه إنه أمر بالضربة العسكرية، التي استهدفت قاعدة جوية في سورية كانت قد استخدمت في هجوم كيماوي على إدلب، لأن من مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستخدام الأسلحة الكيماوية الدموية.
وأضاف ترامب، أنه «لا يمكن الشك بأن سورية استخدمت أسلحة كيماوية محظورة وانتهاكات التزاماتها بموجب ميثاق الأسلحة الكيماوية وتجاهلت دعوات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».
وتابع قائلا: إن «المحاولات السابقة على مدار أعوام من أجل تغيير سلوك الرئيس السوري بشار الأسد فشلت جميعا وبصورة مأساوية، ونتيجة لذلك يتواصل تفاقم أزمة اللاجئين وتستمر المنطقة في حالة عدم الاستقرار، مما يهدد الولايات المتحدة وحلفاءها».
ودعا الرئيس الأميركي كل الدول المتحضرة من أجل الانضمام إلى مسعى إنهاء ما وصفها «المجزرة وإراقة الدماء» في سورية وكذلك إنهاء كافة أشكال الإرهاب وأنواعه.
وقال ترامب «نطلب حكمة الله ونحن نواجه تحدي عالمنا المضطرب للغاية.
وندعو من أجل حياة الجرحى وأرواح من ماتوا، ونأمل في أنه طالما تقف أميركا للدفاع عن العدالة أن يسود السلام والانسجام في نهاية المطاف».
وأشار إلى أن الهجوم الكيماوي على إدلب كان «موتا بطيئا ووحشيا للكثيرين حتى الأطفال الرضع قتلوا بقسوة في هذا الهجوم البربري. لا يجب أن يعاني أي طفل من رعب كهذا» (حسب تعبيره).
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية ان الضربة العسكرية تنحصر في الرد على «الهجوم الكيميائي» في خان شيخون.
وقال متحدث باسم الپنتاغون الكابتن جيف ديفيس لصحافيين ان الهدف هو «ردع النظام عن القيام بذلك (الهجوم الكيميائي) مجددا، ونأمل في ان ينجح في ذلك».
وألمح إلى ان العملية العسكرية ليست جزءا من عملية اكبر.
وقال «انها رد يتناسب» مع هجوم خان شيخون.
وأضاف «سيعود للنظام ان يقرر ما إذا كانت ستكون هناك ضربات أخرى، لان ذلك سيتقرر بناء على تصرفاته».
وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ان الضربة الصاروخية التي نفذتها واشنطن دليل على استعداد الرئيس الاميركي للتحرك عندما تقوم دول «بتجاوز الخط»، معتبرا ان موسكو فشلت في تحمل مسؤولياتها في سورية.
وأعلنت وزارة الدفاع الاميركية (الپنتاغون) ان الولايات المتحدة أبلغت روسيا مسبقا بالضربة.
رد موسكو
الا ان موسكو ردت بعنف على الضربة الأميركية، وذكرت «فوكس نيوز» أنها حركت فرقاطة حربية المتوسط نفس المكان الذي تتموضع فيه السفينتان الأميركيتان اللتان قامتا بضرب مطار الشعيرات.
كما أن روسيا أعلنت تعليق الاتفاق مع واشنطن الرامي إلى منع وقوع حوادث جوية بين طائرات البلدين في الأجواء السورية بعد الضربة الصاروخية الأميركية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا أن بلادها طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي للنظر في الوضع، منددة بـ «نهج متهور» تتبناه واشنطن حيال النزاع في سورية.
وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الضربة الأميركية على قاعدة جوية للنظام السوري «عدوان على دولة ذات سيادة»، محذرا من أنها تلحق «ضررا هائلا» بالعلاقات بين واشنطن وموسكو.
ودانت إيران بدورها «بشدة» الضربة الأميركية على قاعدة عسكرية للنظام السوري.
في المقابل، رحب الائتلاف السوري المعارض وفصائل مقاتلة بالضربة الأميركية، ودعا المعارضون الى استمرار الضربات ضد نظام الأسد.
الكويت تعرب عن تأييدها للضربة الأميركية
كونا: قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية ان الكويت التي تؤكد رفضها القاطع واستنكارها الشديد لاستخدام كافة أسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة الكيماوية لما تمثله من انتهاك صارخ لقرارات الشرعية الدولية التي تجرمها لتعرب في الوقت نفسه عن تأييدها للعمليات العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة الأميركية والتي استهدفت القواعد التي انطلق منها الهجوم بأسلحة كيماوية ضد الأبرياء في مدينة خان شيخون بمحافظة ادلب وراح ضحيته مئات الضحايا والمصابين ولا سيما النساء والأطفال.
وأوضح المصدر في تصريح صحافي امس ان هذه الخطوة تأتي نتيجة عجز المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن عن وضع حد لمأساة الشعب السوري الشقيق.
واختتم المصدر تصريحه بالتأكيد على ضرورة إلزام كافة الأطراف وحملهم على التجاوب مع المساعي الدولية للوصول الى الحل السياسي المنشود الذي يعيد لسورية أمنها واستقرارها ويحقن دماء شعبها الشقيق.
الإمارات وصفت الهجوم الصاروخي الأميركي بالقرار «الشجاع والحكيم»
السعودية تُعلن تأييدها الكامل لقصف الأهداف العسكرية بسورية
- البحرين: هذه الخطوة كانت ضرورية لحقن دماء الشعب السوري
عواصم ـ وكالات: اعلنت دول خليجية امس تأييدها للضربة الاميركية ضد قاعدة عسكرية في سورية، ردا على «الهجوم الكيميائي» في خان شيخون الذي تسبب في مقتل واصابة المئات، مشيدة بـ «القرار الشجاع» للرئيس الاميركي دونالد ترامب.
ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية «تأييد المملكة العربية السعودية الكامل للعمليات العسكرية الأميركية على أهداف عسكرية في سورية، والتي جاءت ردا على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين الأبرياء، وأودت بحياة العشرات منهم بينهم أطفال ونساء، والتي تأتي استمرارا للجرائم البشعة التي يرتكبها هذا النظام منذ سنوات ضد الشعب السوري الشقيق».
وحمّل المصدر «النظام السوري مسؤولية تعرض سورية لهذه العمليات العسكرية»، وأشاد بالقرار «الشجاع للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يمثل ردا على جرائم هذا النظام تجاه شعبه في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إيقافه عند حده».
في السياق نفسه، أعربت الامارات عن «تأييدها الكامل» للهجوم الصاروخي الأميركي على قاعدة الشعيرات الجوية التابعة للنظام السوري، وحمل أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، «نظام بشار الأسد مسؤولية ما آل إليه الوضع السوري»، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، ووصف قرار الهجوم الصاروخي، بأنه «شجاع وحكيم».
وأشار قرقاش إلى أن «القرار يؤكد حكمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ويبرز ويعزز مكانة الولايات المتحدة بعد تقاعس مجلس الأمن الدولي عن أداء دوره في حماية السلم والأمن الدوليين».
وأضاف: «كما يجسد (قرار الهجوم) تصميم الرئيس الأميركي على الرد الحاسم على جرائم هذا النظام تجاه شعبه وإيقافه عند حده».
واعتبرت الإمارات الضربة الأميركية «ردا على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين الابرياء والتي أودت بحياة العشرات منهم، بينهم أطفال ونساء، في استمرار للجرائم البشعة التي يرتكبها نظام بشار، في انتهاك فاضح للمواثيق الدولية والإنسانية».
وفي وقت سابق، رحبت البحرين بالعمليات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة، وقالت وزارة الخارجية في بيان نشرته وكالة الأنباء البحرينية إن «هذه الخطوة كانت ضرورية لحقن دماء الشعب السوري ومنع انتشار أو استخدام أية اسلحة محظورة ضد المدنيين الأبرياء».
واشادت الوزارة بمضامين كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تعكس العزم والرغبة في القضاء على الإرهاب بكل أشكاله، مثنية على الجهود الكبيرة التي تقوم بها الولايات المتحدة في هذا المجال.
وأكدت وقوف مملكة البحرين إلى جانب الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب أينما وجد وبكل حزم، مضيفة أن «الموقف الأميركي الواضح يشكل دعما لجهود إنهاء الأزمة السورية».
وشددت من جانب آخر على ضرورة التزام جميع الأطراف بإعلاء مصلحة الشعب السوري والعمل بكل جدية وشفافية لإنهاء معاناته وأن تتضافر الجهود من أجل ضمان وقف إطلاق النار والتهيئة لمفاوضات تفضي لحل سياسي شامل بما يحفظ لسورية سيادتها ووحدة أراضيها وسلامة شعبها.
وأعربت قطر، بدورها، عن تأييدها للعمليات العسكرية الأميركية «على أهداف عسكرية يستخدمها النظام السوري في شن هجماته على المدنيين الأبرياء».
ودعت وزارة الخارجية في بيان «المجتمع الدولي إلى ضرورة الاضطلاع بمسؤولياته لوقف جرائم النظام واستخدامه الأسلحة المحرمة دوليا، وتقديم مرتكبي هذه الجرائم للعدالة الدولية (…) وتشكيل حكومة انتقالية تضمن الحفاظ على وحدة سورية ومؤسساتها».
بعد الضربة الأميركية.. موسكو تعزز دفاعات سورية الجوية
موسكو – أ.ف.پ: أعلن الجيش الروسي امس أنه «سيعزز» الدفاعات الجوية السورية بعد الضربة الصاروخية الأميركية على قاعدة عسكرية لنظام دمشق، وفق ما قال المتحدث العسكري.
وقال إيغور كوناشنكوف للصحافة: «من أجل حماية البنى التحتية السورية الأكثر حساسية، سيتم اتخاذ سلسلة من التدابير بأسرع ما يمكن لتعزيز وتحسين فاعلية منظومة الدفاع الجوي للقوات المسلحة السورية».
وأكد من جهة أخرى أن 23 صاروخا أميركيا فقط أصاب قاعدة الشعيرات، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (پنتاغون) إطلاق 59 صاروخا.
وقال كوناشنكوف ان هذه الضربة تم التحضير لها «قبل وقت طويل من الأحداث».
وتابع: «الإدارة الأميركية تبدلت، لكن طريقتها في شن الحرب لم تتغير منذ عمليات القصف في يوغوسلافيا والعراق وليبيا».
في تحول مفاجئ.. ترامب يلجأ للمستشارين العسكريين
واشنطن – رويترز: قال مسؤولون إنه بعد ساعات من الهجوم بالغاز السام الذي أسفر عن مقتل العشرات في سورية يوم الثلاثاء قدم مستشارو المخابرات للرئيس الأميركي دونالد ترامب أدلة على أن الرئيس السوري بشار الأسد مسؤول عن الهجوم.
وذكر مسؤولون كبار شاركوا في سلسلة اجتماعات مغلقة استمرت على مدى يومين ان ترامب -الذي سبق وأن قال إن الأولوية القصوى للولايات المتحدة في سورية هي محاربة تنظيم داعش- أمر على الفور بوضع قائمة بالخيارات لمعاقبة الأسد.
وقال مسؤولون شاركوا في المداولات، إنه في مواجهة أول أزمة تتعلق بالسياسة الخارجية اعتمد ترامب على خبراء عسكريين مخضرمين بدلا من السياسيين الذين هيمنوا على المشهد السياسي في الأسابيع الأولى لرئاسته وأبدى استعدادا للتحرك سريعا.
وأمر ترامب مساء أمس الاول بإطلاق عشرات من الصواريخ الموجهة (كروز) على قاعدة الشعيرات الجوية شمالي دمشق التي تقول وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون) إنها استخدمت لتخزين أسلحة كيماوية استخدمت في الهجوم على خان شيخون.
وذكر مسؤولون بارزون في الإدارة الأميركية أنهم اجتمعوا مع ترامب مساء الثلاثاء وقدموا خيارات تضمنت عقوبات وضغوطا ديبلوماسية وخطة عسكرية لضرب سورية وضعت قبل توليه منصبه.
وقال مسؤول «كانت لديه أسئلة كثيرة وقال إنه يريد أن يفكر في الأمر لكن كانت لديه أيضا بعض النقاط التي يريد إيضاحها.
كان يريد تنقيح الخيارات».
وفي صباح الأربعاء قال مستشارو ترامب العسكريون إنهم يعلمون أي قاعدة جوية سورية استخدمت لتنفيذ الهجوم الكيماوي وإنهم تتبعوا الطائرة التي نفذت الهجوم وهي من الطراز سوخوي-22. وأبلغهم ترامب بأن يركزوا على الخطط العسكرية.
وقال مسؤول آخر «كان الأمر مجرد مسألة نفض الغبار عنها وتعديلها لتناسب الهدف الحالي والتوقيت».
بعد ظهر ذلك اليوم ظهر ترامب في حديقة الورود بالبيت الأبيض وقال إن الهجوم الذي «لا يمكن وصفه» على أناس «حتى الأطفال الصغار» غير موقفه من الأسد.
وعندما سئل وقتها إن كان يضع سياسة جديدة بشأن سورية أجاب ترامب «سوف ترون».
وبحلول مساء الخميس اجتمعت هيئة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع (الپنتاغون) لوضع اللمسات النهائية على خطة الضربات العسكرية في حين توجه ترامب إلى منتجعه مار الاجو في فلوريدا للاجتماع مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وخلال اجتماع آخر هناك وقع ترامب على الأمر بشن الهجمات الصاروخية قبل أن يتوجه لتناول العشاء مع الرئيس الصيني.
وأطلقت السفينتان الحربيتان بورتر وروس 59 صاروخا من شرق البحر المتوسط على القاعدة الجوية في حوالي الساعة 0040 بتوقيت غرينتش امس بينما كان الرئيسان ينتهيان من تناول العشاء.
وقال مسؤولون إنه على مدى ثلاثة أيام من الاجتماعات كان أهم المستشارين العسكريين لترامب هم مستشار الأمن القومي إتش.أر. مكماستر ووزير الدفاع جيم ماتيس ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد.
وذكر مسؤول أن وزير الخارجية الأميركي تيلرسون أبلغ حلفاء أمس الاول بأن ضربة ضد سوريا توشك أن تحدث دون أن يخوض في تفاصيل.
أردوغان يعتبر الضربة الأميركية «غير كافية» ويطالب بإجراءات أخرى
أنقرة – أ.ف.پ: رحب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالضربة الأميركية على مطار الشعيرات لكنه اعتبر انها «غير كافية» وطالب بإجراءات أخرى.
وصرح اردوغان خلال تجمع في انطاكية (جنوب) القريبة من الحدود مع سورية «اريد ان اقول انني ارحب بهذه الخطوة الإيجابية»، وأضاف «لكن هل هي كافية؟ لا اعتقد انها كذلك… الوقت حان لاتخاذ خطوات جدية من اجل حماية الشعب السوري المضطهد».
وكرر أردوغان دعوة المجتمع الدولي الى إقامة منطقة حظر جوي فوق سورية لضمان امن المنطقة.
وقال امام الآلاف من أنصاره في المدينة «نكرر مجددا التأكيد على أهمية إنشاء منطقة خالية من الترهيب».
واضاف «أريد ان اقول شيئا بوضوح: مادام يقتل أطفال في هذا العالم، لا يحق لأحد ان يشعر بأمان وسلامة».
وكان اردوغان قبل الضربة الأميركية في سورية صرح في مقابلة مع قناة «كانال 7» التركية قائلا: «لقد قال ترامب انه من المستحيل غض النظر عن الأفعال المقيتة لنظام الأسد.
أشكرك لكن لا تكتف بالأقوال (لابد) من افعال».
وقال ابراهيم كالين الناطق باسم اردوغان تعليقا على الضربة انها «رد ايجابي على جرائم الحرب التي يرتكبها نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد».
فصائل سورية معارضة: ضرب واشنطن «مطاراً واحداً لا يكفي»
«ناتو»: النظام السوري يتحمل مسؤولية الضربات الأميركية
عواصم – وكالات: قال حلف شمال الأطلسي (ناتو) امس ان النظام السوري يتحمل مسؤولية شن الولايات المتحدة غارات على سورية فيما أعلنت المفوضية الأوروبية أنها كانت على دراية بشأن الضربات الأميركية هناك.
وأكد الأمين العام لحلف (ناتو) ينس شتولتنبرغ في بيان أن الولايات المتحدة شنت هجوما على قاعدة «الشعيرات» بمحافظة حمص في أعقاب اعتداءات النظام السوري بالأسلحة الكيماوية على بلدة (خان شيخون) ما أسفر عن سقوط عشرات المدنيين بينهم أطفال.
وجدد شتولتنبرغ إدانة حلف (ناتو) الاستخدام المستمر للنظام السوري لتلك الأسلحة العدوانية لما تشكله من خرق واضح للمعايير والاتفاقيات الدولية إضافة إلى أنها تهدد الأمن والسلام الدوليين مشددا على أن استخدام الأسلحة الكيماوية «أمر غير مقبول» ولن يمر من دون محاسبة المسؤولين عنه.
وأشار إلى أن الحلف يدعم جميع الجهود الدولية المبذولة للوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة السورية وإرساء السلام بالمنطقة.
وفي سياق متصل ذكر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن الولايات المتحدة أحاطت الاتحاد الأوروبي، علما بأن الضربات الصاروخية ستكون محدودة وتهدف إلى ردع النظام السوري عن الأعمال الوحشية التي يرتكبها من خلال الأسلحة المميتة بحق المدنيين.
وأضاف أن هنالك فرقا واضحا ما بين الضربات الجوية المحدودة الأميركية التي تستهدف مواقع عسكرية سورية واستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، مشددا في الوقت ذاته على مضاعفة الجهود الرامية إلى وقف دوامة العنف في سورية والعمل من أجل تحقيق عملية سلام دائم.
وأكد المسؤول الأوروبي «أنه لا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بفضل عملية الانتقال السياسي في سورية».
إلى ذلك، اعلن محمد علوش، القيادي في فصيل «جيش الاسلام» النافذ قرب دمشق، ان القصف الأميركي على مطار الشعيرات العسكري في وسط سورية ليس كافيا.
وقال علوش، وهو ايضا عضو وفد المعارضة الى مفاوضات جنيف، في تغريدة على تويتر «ضرب مطار واحد لا يكفي، فهناك 26 مطارا تستهدف المدنيين».
وأكد عضو المكتب السياسي في «جيش الاسلام» محمد بيرقدار «نحن نرحب بأي رد على اجرام النظام لردعه». وأضاف «النظام لم يترك مجالا لحقن الدماء ونرحب بالحد من قوته وقدراته على الاجرام في حق المدنيين».
ورأى في الضربة الأميركية «خطوة جريئة وصحيحة باتجاه حقن دماء السوريين وهي ورقة ضغط مهمة في مسار أي حل في سورية».
واكد فصيلان معارضان آخران ترحيبهما بالضربة الأميركية، مشددين على ضرورة استمرارها.
وقال العقيد احمد عثمان، قائد فصيل «السلطان مراد» الذي قاتل تنظيم داعش الى جانب القوات التركية في شمال سورية، «نحن في السلطان مراد كبقية فصائل الجيش الحر نرحب بأي عمل ينهي النظام الذي يرتكب أبشع الجرائم في التاريخ الحديث».
القصف الأميركي.. في سطور
واشنطن – أ.ف.پ: أطلقت الولايات المتحدة من بارجتيها «يو اس اس بورتر» و«يو اس اس روس» المتواجدتين في مياه شرق المتوسط عند الساعة 12.40 بتوقيت غرينتش (3.40 بالتوقيت المحلي) 59 صاروخا موجها من طراز توماهوك استهدفت مطار الشعيرات العسكري في محافظة حمص في وسط سورية.
واعلن الپنتاغون ان وكالات الاستخبارات الأميركية توصلت الى ان الطائرات التي شنت «الهجوم الكيميائي» في خان شيخون اقلعت من هذه القاعدة العسكرية.
وقال مسؤول في البيت الأبيض ان المطار «مرتبط ببرنامج» الاسلحة الكيميائية السوري.
وأفاد متحدث باسم الپنتاغون جيف دايفيس بأن قاعدة الشعيرات معروفة بانها شكلت مركزا لتخزين الأسلحة الكيميائية السورية قبل العام 2013، العام الذي انضمت فيه سورية الى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
الا ان محافظ حمص طلال البرازي اكد ان «هذه القاعدة الجوية هي قوة الدعم الجوية الأساسية للقوات العسكرية السورية التي تقوم بملاحقة داعش في شرق حمص وخصوصا في محيط مدينة تدمر وحقول الغاز والنفط».
وأفادت تقارير أولية عن القصف بأنه ألحق «اضرارا كبيرة» في المطار و«دمر طائرات» وبنية تحتية فيه، ما من شأنه ان «يقلل من قدرة الحكومة السورية على شن ضربات»، بحسب مسؤولين اميركيين.
واستهدفت صواريخ التوماهوك بشكل أساسي «حظائر الطيران»، ومخازن الوقود والذخائر وقواعد دفاع جوي، ورادارات.
ولم يتم استهداف المدرج، بحسب ديفيس، بعكس ما كان صرح به مسؤول اميركي في وقت سابق.
واكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن من جهته ان «المطار دمر بشكل شبه كامل بما فيه من طائرات وقواعد دفاع جوي»، مشيرا الى ان «مدرج المطار وحظائر الطائرات ومخزن الوقود ومبنى الدفاع الجوي جميعها دمرت بشكل كامل».
وأكد مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي الجنرال اتس ار ماكماستر ان واشنطن تفادت قصف أي مكان «نعتقد ان فيه مخزون من غاز السارين».
وأضاف «لم نشأ ان نلحق خطرا بالمدنيين او بأي احد».
واكد ديفيس ان «المخططين العسكريين الأميركيين اتخذوا احتياطات للحد من خطر وجود طواقم روسية او سورية في القاعدة الجوية».
مقتل عميد و3 جنود
الأناضول: ذكرت وسائل إعلام روسية امس أن ضابطا برتبة عميد و3 جنود قتلوا في الهجوم الصاروخي الأميركي على مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري بريف حمص. وقالت وكالة سبوتنيك، على موقعها الإلكتروني، «إن الضربة الأميركية لمطار الشعيرات العسكري بحمص أسفرت عن مقتل ضابط برتبة عميد و3 جنود»، نقلا عن مصدر ميداني (لم تسمه).
تحليل إخباري
الضربات الأميركية لن تغير قواعد اللعبة في صراع سورية المعقد
عواصم – رويترز: مثلت الضربات الأميركية على سورية التي جاءت للرد على هجوم بأسلحة كيماوية تصعيدا حادا في الحرب الأهلية السورية لكن العالم العربي لا يعتبرها مغيرة لقواعد اللعبة في صراع مستمر منذ ست سنوات أثار الانقسام في المنطقة.
وأطلقت بارجتان حربيتان أميركيتان صواريخ كروز على قاعدة جوية تسيطر عليها قوات الرئيس بشار الأسد في وقت مبكر امس ردا على الهجوم بالغاز السام الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 70 شخصا في منطقة تسيطر عليها المعارضة.
وقال مسؤولون أميركيون إن الهجمات ضربة واحدة تستهدف ردع شن هجمات بأسلحة كيماوية في المستقبل ولا تأتي في إطار توسيع للدور الأميركي في الحرب.
وصدرت ردود فعل متباينة من إيران والسعودية، فقد أشادت السعودية «بالقرار الشجاع» للرئيس دونالد ترامب كما عبرت الإمارات العربية المتحدة، العضو في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم داعش في سورية، عن دعمها للضربات.أما إيران فنددت «بالضربات الأحادية».
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي قوله: «مثل هذه الإجراءات ستقوي شوكة الإرهابيين في سورية.. وستؤدي إلى تعقيد الوضع في سورية والمنطقة».
وتمثل الضربة أقوى تحرك أميركي مباشر في سورية حتى الآن لكن محللين سياسيين عربا أبدوا تشككا في أنها ستحدث تغيرا كبيرا في اتجاه الصراع في سورية أو في الجهود الرامية لإيجاد حل سياسي له.
بيد أنها توضح في الوقت نفسه المدى الذي يمكن لترامب الذهاب إليه واضعا على الأرجح جمهوره المحلي في الاعتبار حتى إذا هدد ذلك بمخالفته لمواقف سابقة له وبمواجهة مع روسيا، الحليف العسكري الرئيسي الآخر للأسد.
كان ترامب عبر مرارا عن رغبته في تحسين العلاقات مع موسكو بما في ذلك التعاون مع روسيا في قتال تنظيم داعش ويركز سياسته بشأن سورية حتى الآن بشكل كامل على هذا الجهد.
لكنه انتقد أيضا سلفه باراك أوباما لوضعه «خطا أحمر»، مهددا باستخدام القوة ضد الأسد إذا استخدم الأسلحة الكيماوية، ثم تراجعه عن إصدار أمر بشن ضربات جوية في 2013 عندما وافق الأسد على التخلي عن ترسانته من الأسلحة الكيماوية.
وندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالضربات الصاروخية ووصفها بأنها تحرك غير قانوني من شأنه أن يضر بالعلاقات الأميركية- الروسية.
وقال عبدالعزيز الصقر، وهو أكاديمي سعودي ورئيس مركز الخليج للأبحاث: «هذا النوع من الضربات لن يسقط النظام السوري.
لكنها تظهر توجها جديدا من الإدارة الأميركية في المنطقة وهو أنها ستأخذ بزمام المبادرة بمفردها إذا لزم الأمر».
وعلى مدار الشهور القليلة الماضية تراجع كثير من الدول الغربية عن مطالبات قديمة بوجوب ترك الأسد للسلطة إذ قبلت بأن المعارضة لم يعد لديها القوة الكافية للإطاحة به. لكن بعد الهجوم الكيماوي نادى العديد من الدول بضرورة رحيله.
وتركيا من بين الدول التي تؤيد الضربات بشدة وتطالب بالإطاحة بالأسد. وحدث تقارب في الشهور الأخيرة بين تركيا وروسيا وترعى أنقرة محادثات سلام سورية في كازاخستان بالاشتراك مع موسكو.
وشكك مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في أن تقوض الهجمات هذا النوع من الجهود.
وقال: «لا أعتبر هذا تغيرا في سياسة الولايات المتحدة تجاه سورية ولكنها ضربة محدودة ربما استهدف بها ترامب تعزيز موقفه داخل الولايات المتحدة».
ويجد العراق نفسه في موقف صعب يتعين عليه فيه موازنة مصالحه بين حليفيه الرئيسيين الولايات المتحدة وإيران. والتزم مسؤولوه الصمت بشأن الضربات حتى الآن.
وقال المحلل الذي يعمل انطلاقا من بغداد فاضل أبو رغيف: «الجانب العراقي لن يهرع إلى رد فعل من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية».
وفي شوارع العاصمة العراقية اعتبر البعض تحرك ترامب مجرد علامة أخرى على أن الولايات المتحدة تريد الهيمنة على الشرق الأوسط.
وقال صاحب متجر اكتفى بتعريف نفسه باسمه الأول قاسم «هو (ترامب) يريد عزل إيران وبناء قواعد عسكرية أميركية في العراق».
تحليل إخباري
هل بدّل الرئيس الأميركي موقفه من النظام السوري استناداً إلى حدسه؟
واشنطن – أ.ف.پ: خلال بضعة ايام كانت صورة الأطفال الذين قتلوا في هجوم كيماوي في سورية كفيلة بنسف مبدأ دونالد ترامب عدم التدخل عسكريا ضد النظام السوري. ويبدو ان الرئيس الأميركي الخامس والأربعين يقرر استنادا الى حدسه.
بدا المرشح ترامب في صورة البراغماتي وصرح في سبتمبر 2016 «لا أحب (الرئيس السوري بشار) الأسد لكنه يقتل تنظيم داعش».
والأربعاء، غداة القصف بالغازات السامة الذي تعرضت له بلدة خان شيخون ونسب الى الطيران السوري، بدا الرئيس الاميركي متأثرا.
وقال في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض «اعتقد انني شخص مرن جدا» في مقاربة المشاكل. وأضاف «انا فخور بهذه المرونة. صدقوني، ان هجوم الأمس على أطفال اثر علي بشكل كبير، كان له تأثير كبير. كان فظيعا، فظيعا».
وتابع «من الممكن جدا ايضا (…) ان اكون قد بدأت أغير موقفي حيال سورية والأسد».
وصعد خطابه الخميس بقوله «حتى اطفال جميلون قتلوا بشكل وحشي في هذا الهجوم الهمجي للغاية. يجب الا يعاني أي من اطفال الرب مثل هذا الرعب أبدا. الليلة أمرت بتنفيذ ضربة عسكرية محددة الهدف في سورية على المطار الذي شن منه الهجوم الكيميائي». قرار يشكل قطيعة مع الاستراتيجية الأميركية التي اعتمدت اخيرا لأنها المرة الأولى تهاجم واشنطن نظام الرئيس السوري.
طوال اشهر وصف رجل الأعمال منافسته في المعركة الانتخابية هيلاري كلينتون بانها تريد الحرب مهما كان الثمن مصرا على شعاره «اميركا اولا».
في رأيه ان العدو يبقى تنظيم داعش وما دام الأسد يقاتل المسلحين فهذا لا يتعارض والمصالح الأميركية. وصرح قبل عام لصحيفة نيويورك تايمز بأنه ليس من واجب الولايات المتحدة في عهده ان تدافع عن حقوق الإنسان بشكل منهجي، مضيفا «هذا يتوقف على البلد».
وهكذا، يعلق ترامب منذ وقت طويل أهمية كبرى على الحدس. وكان يعتبر ان كلينتون «حدسها سيئ» في كل الأمور.
تباهى على الدوام بانه يتمتع بحدس استثنائي. وخلال حملته أكد انه يعرف تنظيم داعش أكثر من الجنرالات الأميركيين.
وقال لمجلة تايم قبل بضعة اسابيع «انا شخص يعتمد كثيرا على الحدس وهو غالبا على صواب. الجميع قالوا انني سأخسر الانتخابات لكنني كنت اقول انني سأربح. انا غالبا على حق».
ويبدو ان عاملا آخر ساهم في تسريع قرار توجيه الضربة: الرغبة في اثبات قوته بعدما اخذ على سلفه باراك اوباما احدى اكبر السيئات في نظره، الضعف
حين تراجع اوباما عن ضرب سورية في العام 2013 بعد هجوم كيميائي خلف 1400 قتيل، اسف ترامب لتداعيات تردد الرئيس الديموقراطي على الصدقية الأميركية معتبرا ان «الصين وروسيا وايران تسخر منا». لكنه امل في المقابل «ألا يقوم الرئيس اوباما بشيء غير عقلاني او خطير لحفظ ماء الوجه».
وبعدما اثبت اليوم انه يستطيع التحرك سريعا، تطرح تساؤلات بالجملة عن المبادئ السياسية وتجانس الاستراتيجية الأميركية ليس فقط في سورية بل ايضا في مواجهة التحديات الأخرى للسياسة الخارجية كما في ايران وكوريا الشمالية.
فهل تتدخل الولايات المتحدة عسكريا حتى لو كانت لا تتعرض لتهديد مباشر؟ هل لايزال التقارب مع روسيا واردا؟ وهل على الكونغرس الذي يمنحه الدستور سلطة «اعلان الحرب» ان يصوت على اذن باستخدام القوة؟
في الماضي، طالب ترامب بان تكون للكونغرس كلمته في العراق او سورية لكن قادة الجيوش يرفضون عموما تقييد سلطاتهم العسكرية.
وقال لاري ساباتو المحلل السياسي في جامعة فيرجينيا «يجب الا يفاجأ المرء بكون ترامب غير رأيه، لقد بدل موقفه حيال كل القضايا».
وعلى الساحة السياسية الداخلية، لن يكون الوضع اقل التباسا.
لقد رفض الرئيس الأميركي دائما ان يكشف أوراقه على الصعيد السياسي والجيوسياسي. وصحيح ان النواب الأميركيين لا يعترضون على ذلك لكنهم يطالبونه بإلحاح بتوضيح مبادئه الاستراتيجية.