نقص الحديد… تعرّفوا إلى الأسباب

للتمتع بصحة جيدة، يحتاج الجسم إلى الحديد. لكن لماذا يُعتبر هذا العنصر مهماً ولماذا يفتقر إليه بعض الناس، وما نتيجة نقصه؟

الحديد ضروري للجسم:

يؤثر الحديد في وظائف عدة في الجسم ويؤدي دوراً بارزاً في تصنيع بروتين الهيموغلوبين الموجود في كريات الدم الحمراء التي تسمح بنقل الأوكسجين إلى مختلف الأعضاء. لكنه ضروري أيضاً بالنسبة إلى بروتين الميوغلوبين الموجود في العضل الذي يخزّن الأوكسجين والأنزيمات المرتبطة بالتنفس وبتركيبة الحمض النووي.

نقص الحديد دليل فقر الدم:

يعني فقر الدم تراجع معدل الهيموغلوبين في الدم بشكل غير طبيعي، ما يؤدي إلى اضطراب نقل الأوكسجين. حين يُستنزَف مخزون الحديد في الجسم، يتراجع مستوى تصنيع الهيموغلوبين. وعند الإصابة بفقر الدم المرتبط بنقص الحديد، يكون حجم كريات الدم الحمراء ضئيلاً ويُعتبر فقر الدم صغير الكريات. لكن يمكن التعرّض لفقر الدم من دون تراجع مستوى الحديد.

الشحوب المؤشر الوحيد على نقص الحديد:

يؤثر نقص الحديد في وضعنا الصحي العام وقد يتمثّل بالتعب أو تساقط الشعر. قد يصبح مسؤولاً أيضاً عن تراجع القدرات الجسدية وضعف المناعة ضد الالتهابات أو البرد. وعند الإصابة بفقر دم مرتبط بنقص الحديد، قد تبرز مشاكل مثل صعوبة البلع أو الميل إلى استهلاك مواد غير صالحة للأكل مثل التراب!

الفحص العادي يقيس مستوى الحديد في الدم:

قياس الحديد في الدم ليس مؤشراً كافياً. بل يمكن تشخيص نقص الحديد عبر قياس معدّل الفيريتين (بروتين يخزّن الحديد) والهيموغلوبين ونسبة تركّزهما في كريات الدم الحمراء. إذا كان مستوى الفيريتين أقل من 30 ميكروغرام/ليتر، يمكن التأكد من نقص الحديد. لكن حتى لو كان معدل الفيريتين طبيعياً أو مرتفعاً، لا يمكن استبعاد نقص الحديد.

تعاني النساء نقص الحديد غالباً:

تصاب امرأة من أصل أربعة بنقص الحديد في سن الإنجاب بسبب ضعف التوازن بين الغذاء وخسارة الدم خلال الدورة الشهرية. في هذه الفترة، تخسر المرأة نحو 50 ملل من الدم، ما يعني فقدان 25 ملغ من الحديد. فترتا الحمل والرضاعة حساستان أيضاً نظراً إلى زيادة حاجة الأم إلى الحديد خلالهما.

لا تصاب الفئات الأخرى بالنقص:

قد يصيب نقص الحديد الأطفال والمسنين وحتى الرياضيين المحترفين والمصابين بأمراض معوية مزمنة. ويحتاج الأولاد في أولى مراحل حياتهم إلى نسبة كافية من الحديد، لا سيما إذا وُلدوا قبل أوانهم. في ما يخص المواليد الجدد، يمكن تجنب هذا النقص عبر رضاعة حليب الأم أو تناول حليب مدعّم بالحديد.

يرتبط نقص الحديد أولاً بالنقص الغذائي:

الحديد الموجود في المأكولات ضروري للتعويض عن الكميات المفقودة يومياً. لكن يوفّر الغذاء عموماً كمية كافية. يرتبط نقص الحديد في المقام الأول بالنزف المتكرر نتيجة غزارة الدورة الشهرية مثلاً أو نزيف المعدة الخفيف نتيجة أمراض مثل القرحة والأورام المعوية الحميدة. على صعيد آخر، قد يتراجع امتصاص الحديد في الجسم بسبب الداء البطني أو أمراض التهابية مزمنة في الأمعاء مثل مرض كرون.

يجب أن تعوّض المأكولات عن الخسارة اليومية:

يخسر الشخص الراشد 1 أو 2 ملغ يومياً من الحديد بسبب تجدد البشرة والأغشية وحالات النزف البسيطة.

ولأن الأمعاء لا تمتص أكثر من %10 من الحديد الموجود في الأغذية، فلا بد من استهلاك بين 10 و15 ملغ يومياً.

يحتاج جميع الناس إلى الكمية نفسها من الحديد:

تختلف حاجات الجسم إلى الحديد بحسب الجنس والعمر (10 ملغ يومياً للرجل و16 ملغ للمرأة قبل مرحلة انقطاع الطمث). تتراوح الكمية اللازمة للأولاد (3 إلى 17 سنة) بين 7 و14 ملغ يومياً لكنها تبلغ 16 ملغ للمراهقين، وتصل إلى 30 ملغ للنساء الحوامل في الربع الثالث من الحمل.

السبانخ غنية جداً بالحديد:

يحتوي كل 100 غرام من ورق السبانخ الطازج على 2.7 ملغ من الحديد فقط، لذا لا يُعتبر هذا الغذاء الأفضل في هذا المجال. كلى وكبد الحيوانات وجميع أنواع اللحوم أكثر غنى بالحديد. لكن لا نفع من استهلاك كميات كبيرة منها للحصول على نسبة وافية، بل يكفي تناول 400 غرام من اللحوم أسبوعياً. يمكن إيجاد نسبة كبيرة من الحديد أيضاً في ثمار البحر والشوكولاتة والبيض…

يختلف حديد اللحوم عن حديد الخضراوات:

يمتص الجسم الحديد الموجود في لحوم الحيوانات بسهولة مقارنةً بالحديد الموجود في النباتات ومشتقات الحليب. وتتحسن عملية امتصاص الحديد النباتي في الأمعاء عند استهلاك اللحوم والخضراوات والفاكهة الغنية بالفيتامين C في الوقت نفسه. في المقابل، يكبح شرب الشاي بكمية كبيرة (5 إلى 8 أكواب يومياً) امتصاص الحديد.

يمكن التعويض عن نقص الحديد عبر تحسين النظام الغذائي:

حين يكون النقص حاداً، لا بد من أخذ الحديد على شكل أقراص، بمعدل 200 ملغ يومياً، طوال ثلاثة أشهر. يكون العلاج فاعلاً لأن الأجسام كافة تستطيع «تثبيت» الحديد فيها.