الرئيسية / أقسام أخرى / فن وثقافة / جوليا روبرتس: نعيش ثقافة «السيلفي» المرعبة وأمشي حافية غالباً!

جوليا روبرتس: نعيش ثقافة «السيلفي» المرعبة وأمشي حافية غالباً!

لا نعرف الكثير عنها، وكأن ابتسامتها المشرقة تكفي للتعبير عن أهم ما يميّز شخصيتها وحياتها. لكن تكشف النجمة جوليا روبرتس في هذه المقابلة بعض الخبايا.

في نظر معظم الناس، لا تزالين «المرأة الجميلة» (في إشارة إلى أشهر أفلامها Pretty Woman). ألا يزعجك هذا الوضع كونك صوّرتِ عدداً كبيراً من الأفلام المهمة؟

تعلّمتُ أن أتقبّل هذا الوضع، ولا شيء يدعو إلى الانزعاج أصلاً. أظنّ أن الناس يحبون أن يسموني «المرأة الجميلة» كمجاملة لي أو للعب على الكلام. وإذا كان هذا الفيلم يؤثر فيهم حتى الآن، فيعني ذلك أنه غير محصور بزمن معيّن.

اشتهرتِ بابتسامتك الساحرة. هل شكّلت عقدة لك في شبابك قبل أن تدركي ميزتها؟

مطلقاً. من المعروف أن عالم الاستعراض يسلّط الضوء على أدق التفاصيل التي لم نكن ندركها وربما تُولّد العقد فينا كطريقة الابتسام والمشي والتصرف. لكني لم أفكر بابتسامتي خلال أول 18 سنة من حياتي.

ألم تستعملي ابتسامتك لحماية نفسك خلال طفولتك التي لم تكن سهلة؟

لا، لا يمكن افتعال الابتسامة.

رمز وسفيرة

تعتبرك إيزابيلا روسيليني وغيرها رمزاً حقيقياً. هل تظنين أنهم يبالغون؟

في البداية، كنت أقول لهم إنهم مخطئون وأدعوهم كي يختاروا شخصاً أفضل مني. لكني تعلّمتُ أن أحترم إعجابهم. كما أنني ممتنة لهم وأقدّر لطفهم تجاهي. شخصياً، أشعر بالسعادة حين أعتبر بعض الأشخاص الآخرين رموزاً مهمّة.

هل تشعرين بمسؤولية إضافية إزاء هذه الآراء؟

لا يمكن أن أتحمّل أية مسؤولية تجاه أشخاص لا أعرفهم.

أصبحتِ سفيرة علامة «لانكوم» منذ سبع سنوات. ما سبب وفائك لها طوال هذه الفترة؟

تتّسم «لانكوم» المعروفة عالمياً بروح الجماعة وتتعامل مع الجميع وكأنهم جزء من عائلة واحدة. يسمحون لي دوماً بالمشاركة في ابتكار العطر، ويمكنني أن أعطي رأيي بالروائح كي أفتخر بالمنتج النهائي.

ما الذي تعلّمتِه منهم خلال هذه السنوات كلها؟

كنت أتكلم مع فريق العمل أحياناً عن كريم البشرة ومزيل الماكياج طوال ساعات، وانغمستُ بالكامل في عالمهم. في النهاية، أستعمل منتجاتهم أيضاً. يسهل أن نجد السعادة الحقيقية عن طريق الصدق.

هل تطبّقين شعار «الحياة جميلة» حين تواجهين مشاكل شخصية؟

لا، أو ربما أطبّق هذا الشعار بطريقة لاواعية، مع أنني أؤمن به. أؤمن بأهمية الحفاظ على التفاؤل مهما حصل، حتى في أسوأ الظروف أو في الأيام الصعبة. عموماً، تتغير مواقفنا دوماً بحسب مزاجنا وطريقة تعاملنا مع المصاعب.

بدأتِ تظهرين في الإعلانات في عمر الأربعين تقريباً. لماذا لم تتخذي هذه الخطوة سابقاً؟

لأن الوقت لم يكن مناسباً! خلال فترة طويلة، لم أشعر بأني مستعدة لهذه التجربة ولم أرغب في خوضها، ثم قررتُ فجأةً أن أخطو هذه الخطوة.

أنوثة وشباب

حضرتِ إلى مهرجان «كان» السنة الماضية حافية القدمين. ما الذي خطر على بالك؟

(تضحك)، أمشي حافية القدمين غالباً. لا أحب أن أحصر قدميّ. لكني واجهتُ حينها مشكلة صعبة: أضعتُ حذائي، ثم التفتُ فجأةً ورأيتُ شخصاً يمسك به بين حشود الناس. فسألني إذا كان يستطيع الاحتفاظ به خلال عرض الفيلم. كان تصرّفه ظريفاً جداً!

قالت الممثلة الإيطالية آنا ماغناني: «لا تلمسوا تجاعيدي فقد احتجتُ إلى سنوات طويلة كي أحصل عليها». هل تظنين أن المرأة اليوم تواجه ضغوطاً هائلة كي تتمسّك بوهم الشباب الدائم؟

طبعاً! مع التقدم في السن، يعكس وجهنا الطرقات التي سلكناها. يجب أن نفتخر بالمسار الذي قطعناه في مختلف الظروف. تواجه النساء طبعاً ضغوطاً شديدة لكننا نساهم جميعاً في نشر هذه الأفكار. يجب ألا تمضي المرأة كامل وقتها وهي تنظر إلى نفسها في المرآة لأنها ستشاهد حتماً ما لا يعجبها.

لكن تفرض عليك مكانتك أن تهتمّي بمظهرك طوال الوقت، أليس كذلك؟

لا. أخرج من المنزل أحياناً ثم أتذكّر أنني لم أنظر في المرآة. أنا مقتنعة بصوابية هذا السلوك. يجب ألا نبالغ في تحليل وضعنا وألا ننظر إلى نفسنا باستمرار. لكننا نعيش اليوم في ثقافة صور السيلفي المرعبة.

هل أحببتِ وجهك دوماً؟

لا أملك وجهاً سواه، لذا تعلّمتُ أن أتقبّله!

بأي كلمات تختصرين أنوثتك؟

الثقة في النفس وحس الفكاهة! يتغير مفهوم الأنوثة أيضاً بحسب المواقف. لا تكون أنوثتي متشابهة حين أكون مع زوجي أو مع صديقاتي.

ما الذي يجعلك تحلمين اليوم؟

أشعر بأنني أعيش أحلامي ويسرّني أن أشعر بامتنان دائم.

ما الذي تريدين تحقيقه مستقبلاً؟

لا فكرة لديّ. ما زلتُ منفتحة على الاحتمالات كافة. أريد أن أعيش الحاضر بكل بساطة. يمكن أن أخوض مجالاً جديداً إذا وجدتُ الفرصة المناسبة. ستكون مفاجأة جميلة بالنسبة إليّ.

تتحدثين دوماً عن أهمية العيش في أقرب مكان إلينا. كيف توصّلتِ إلى هذا الاستنتاج؟

لم يقع حدث معيّن لكني أدركتُ تدريجاً أننا حين نبتعد عن إيقاعنا الطبيعي، سنبتعد عن حقيقتنا. لننظر إلى وضعية جسم الناس اليوم: ثمة جانب بدائي جداً في طريقة التصاق الناس بهواتفهم وحواسيبهم. تبعدنا هذه الوسائل كلها عن التواصل المباشر مع الآخرين.

العائلة

كيف تصفين حياتك العائلية؟

تشبه حياة الأمهات كلهن: أنهض صباحاً وأحضّر الفطور والغداء وأصطحب الأولاد إلى المدرسة، ثم أذهب لإرجاعهم وأقدّم لهم وجبة العصر، وأشرف على فروضهم المنزلية، وأحضّر لهم العشاء.

كيف تحبين تمضية أيامك؟

أحبّ أن أمضي الوقت مع عائلتي وأصدقائي. نجتمع كل أسبوع لمشاركة لعبة «ماهجونغ»: إنها طريقة مسلّية ومفيدة للتواصل وتبادل الأخبار.

هل تحبين الطبخ؟

بل أعشق الطبخ حتى لو كنت لا أجيده بقدر أمي. أعتبره طريقة مدهشة للتعبير عن الحب والمشاركة والاجتماع مع الأحباء.

هل تحبين اسمك؟

نعم وأحب اسمي الثاني فيونا أيضاً. كان والدي يحب هذا الاسم كثيراً، لكن نظراً إلى لوني الشاحب وشعري الأحمر، خافوا أن يعتبرني الناس من أصل إيرلندي!

فقدتِ والدتك أخيراً. ماذا كانت تعني لك؟

كانت امرأة مدهشة. لما كنت أماً أيضاً، فإنني أدرك ما كانت تفعله لأجلنا. كانت تعمل طوال الوقت لكنها لم تترّدد في تحضير العشاء لبناتها الثلاث في كل مساء رغم تعبها وكانت تصطحبنا إلى المدرسة في الصباح. أجد صعوبة أحياناً في إتمام كثير من مهامي مع أنني أعمل بشكل متقطع. لا أفهم كيف كانت والدتي تعمل وتدير ميزانية العائلة وتشتري الحاجيات وحدها!

تتكلمين عنها وكأنها بطلة…

نعم، لكن ينطبق هذا الوضع على الجميع: كلما كبرنا في العمر، ستزيد مسؤوليتنا تجاه الآخرين وسيصبح أهالينا أبطالاً في نظرنا. سندرك حقيقة ما فعلوه لأجلنا وسيزيد شعورنا بالامتنان.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*