وصف السفير الفلبيني لدى البلاد ريناتو بيدرو أوفيلا العلاقات الكويتية – الفلبينية بالمتميزة والمتطورة على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، لافتا إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين تؤطرها الاتفاقيات المبرمة بينهما في قطاعات أبرزها الاقتصاد والتجارة.
ولفت أوفيلا- في لقاء خاص لـ «الأنباء» – إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين شهد طفرة عام 2015 وصلت إلى 10 أضعاف ما كان عليه في عام 2014 ليصل إلى 800 مليون دولار، موضحا أن الفلبين تستورد من الكويت 30% من احتياجاتها النفطية.
وكشف أوفيلا عن تعداد العمالة الفلبينية في الكويت الذي يقدر بـ241 ألف نسمة، 165 ألفا منهم من العمالة المنزلية، لافتا إلى أن الحالات التي تتعرض للإساءة لا تمثل اكثر من 2 إلى 3% من العدد الإجمالي للعمالة المنزلية ولا تتعدى كونها حالات فردية.
وأشار إلى أن الكويت الأعلى خليجيا في معدلات هروب العمالة المنزلية الفلبينية بحوالي 300 إلى 350 حالة شهريا، كاشفا عن أن السفارة تستقبل من 10 إلى 15 طفل سفاح شهريا ولديها الآن أكثر من 200 طفل أغلبهم نتاج علاقات غير شرعية،
فإلى التفاصيل:
كيف تصف العلاقات الكويتية – الفلبينية؟
٭ العلاقات الكويتية – الفلبينية متميزة و متطورة على جميع الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، وعلاقاتنا الثنائية تؤطرها الاتفاقيات المبرمة بيننا وتسيرها في قطاعات ابرزها الاقتصاد والتجارة.
يجمعنا مع الكويت توافق في وجهات النظر حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية، وكذلك محاربة الإرهاب واحترام حقوق الإنسان وحماية البيئة.
واضاف ما أود أن أؤكد عليه أن العلاقات الفلبينية – الكويتية علاقات تاريخية قوية وعميقة وتتطور بشكل مميز منذ بداية العلاقات الثنائية في عام 1978، وتأسست السفارة الفلبينية في الكويت في عام 1980، كما تم افتتاح السفارة الكويتية في مانيلا في عام 1995 وطوال هذه الفترة تم تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين والتي كان لها بالغ الأثر في دعم وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.
ماذا عن حجم التبادل التجاري بين البلدين والاستثمارات الكويتية في الفلبين؟
٭ حجم التبادل التجاري يصب في صالح الكويت بسبب صادراتها النفطية إلى الفلبين، ففي الفترة ما بين 2010 و 2014 كان إجمالي حجم التبادل التجاري لا يتجاوز الـ 80 مليون دولار ولكن شهد عام 2015 طفرة في حجم التبادل التجاري بين البلدين وصلت إلى 10 أضعاف ما كان عليه في عام 2014 ليصل إلى 800 مليون دولار، والآن الفلبين تستورد 30% من احتياجاتها النفطية من الكويت.
ونعمل بصورة جيدة على رفع معدلات التبادل التجاري بيننا.
أما فيما يتعلق بحجم الاستثمارات الكويتية في الفلبين فهي استثمارات كبيرة ومؤثرة ولكن للأسف ليست لدينا الأرقام الدقيقة لها، ولكنها استثمارات صناعية كبيرة ومدينة طبية تحمل اسم صاحب السمو الأمير.
كيف ترى الدور الذي تلعبه الكويت إقليميا ودوليا على صعيد حل النزاعات وإحلال السلام، فضلا عن دورها في مجال العمل الإنساني؟
٭ الكويت تلعب دورا مميزا اقليميا في مجال حل النزاعات وإحلال السلام بفضل ديبلوماسيتها العريقة والفعالة، أما على صعيد العمل الإنساني فللكويت دور شهد به العالم والمؤسسة الأممية، فبفضل مساهماتها السخية استطاعت أن تخفف من آلام المعذبين والمشردين وضحايا الكوارث الإنسانية والنزاعات المسلحة وتقديم المساعدات اللازمة لهم، ولا ننسى موقف الكويت وتبرعها السخي بـ 10 ملايين دولار للفلبين عبر الهلال الأحمر الكويتي بعد أن تعرضت البلاد لإعصار هيان المدمر في عام 2013، كما قدمت العديد من الجهات في القطاع الخاص والجمعيات الخيرية تبرعات سخية للتخفيف من معاناة الشعب الفلبيني.
كم عدد أبناء الجالية الفلبينية في الكويت؟
٭ يبلغ عدد الجالية الفلبينية في الكويت حوالي 241 ألف نسمة، 65% منهم من العمالة المنزلية أي حوالي 165 ألف نسمة.
السفارة الفلبينية متهمة بدعم هروب العمالة المنزلية بما يخل بالعقود المبرمة مع أرباب عملهم ويسبب خسائر فادحة لهم، فما تعليقكم على ذلك؟ وعلى الأسعار المبالغ فيها لاستقدام العمالة؟
٭ لدينا أكثر من 10 ملايين فلبيني يعملون في الخارج وتوليهم الخارجية أهمية كبيرة واهتمام بالغ.
ولذلك تجد أن دعم مواطنينا جزء من عملنا، ونحن في الفلبين لدينا قانون مطبق منذ عام 1995 يخص العمالة المهاجرة، ينص على أن نقدم الدعم لكل فلبيني يطلبه، ولذلك مكاتبنا العمالية في مختلف دول العالم تقدم هذا الدعم لمن يحتاجه عن طريق دورات للتوعية أو توفير المأوى لأولئك الذين يهربون من أرباب عملهم ويقدمون الشكاوى ضدهم بسبب تأخر الرواتب أو تعرضهم للإساءة بمختلف أنواعها.
وفي الحقيقة الحكومة الكويتية وإن كانت لا تعترف بهذا المأوى رسميا إلا أنها تتفهم سبب وجوده وتتسامح مع ذلك.
نتفهم معاناة المواطن الكويتي من ارتفاع أسعار استقدام المنزلية الفلبينية والتي تصل إلى 1200 دينار وأعتقد أنها تكلفة عالية ولكنها تخضع أولا وأخيرا للعرض والطلب.
على مكاتب العمل أن تعيد لرب العمل أمواله اذا هربت الخادمة لأسباب واهية أو مختلقة، إما إذا كانت لأسباب حقيقية ترجع إلى عدم دفع الرواتب أو التعرض للإساءة فلا يقومون برد أمواله.
مع هذا العدد الكبير من العمالة الفلبينية المنزلية نجد أن العشرات منهم فقط لديهم مشكلات مع ارباب عملهم، ألا ترى أن هناك مبالغة في التعامل الإعلامي مع هذه الحالات الفردية؟
٭ ذكرت مرارا وتكرارا في التقارير التي ترفعها السفارة للجهات المعنية في الفلبين أن الحالات التي تتعرض للإساءة لا تمثل اكثر من 2 إلى 3% من العدد الإجمالي للعمالة المنزلية وهي لا تتعدى كونها حالات فردية، بينما السواد الأعظم من عمالتنا سعداء بعملهم ويلقون الرعاية الملائمة ولكن يجب علينا أن نتعامل مع النسبة البسيطة التي تعاني.
ولا أخفي عليكم سعادتي بتعاون السلطات الكويتية مع السفارة في هذا الصدد، خصوصا فيما يتعلق بالعمالة المخالفة لقانون الإقامة والموجودة داخل المأوى الموجود في السفارة ويأتون إلينا لتسجيلهم وتعديل أوضاعهم إذا كانت التهم الموجهة إليهم لا تتجاوز الهروب من رب العمل، ويقومون بأخذ بصماتهم ومن خلال إجراءات قانونية معينة يسمح لهم بمغادرة البلاد.
المشكلة التي تواجهنا هي التعامل مع الحالات التي تعرضت للإساءة الجسدية سواء الضرب أو الاعتداء الجنسي أو تأخر صرف الراتب مما دفعهن إلى الهرب وبالتالي قام رب العمل باتهامها بالسرقة كردة فعل لهروبهن وهي حالات معقدة حيث لا يسمح لهن بالسفر لوجود منع سفر صادر بحقهن.
وعادة ما تستدعي السفارة الكفيل وصاحب المكتب للاستفسار عن سبب المشكلة وتحري الحقيقة.
ألا تعتقد أن مكاتب توظيف العمالة في الفلبين تتحمل نصيبا من المسؤولية مع المكاتب المحلية؟
٭ وكالات التوظيف في الفلبين ومكاتب العمالة في الكويت لديهما مسؤولية مشتركة في قضية المشاكل التي تواجه العمالة، فعليهم المساعدة في الحالات التي ذكرناها مثل تأخر دفع الرواتب أو الإيذاء الجسدي أو الإساءة الجنسية وهي كما ذكرت حالات قليلة لا ترقى إلى أن نصفها بالظاهرة.
نتحدث عن نسبة ذكرتها لا تتجاوز من 2 إلى 3% من العمالة المنزلية اللائي يتعرضن للإساءة، فأين تقع الكويت بالمقارنة بدول أخرى في المنطقة؟
٭ الكويت بالمقارنة لدول الخليج لديها أكبر عدد من العمالة الهاربة من أرباب عملها، حيث تهرب من 300 إلى 350 عاملة منزلية من أرباب عملهن شهريا، حوالي 160منهن يلجأن إلى السفارة، وهذا بسبب أن الكويت لديها اكبر عدد من العمالة المنزلية الفلبينية في الخليج، فالكويت لديها 65% من الجالية الفلبينية عاملات منازل بينما تعداد الجالية في دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر من 200 ألف نسمة 20% منهم من العمالة المنزلية، أما فيما يخص المملكة العربية السعودية 30% من اجمالي عدد العمالة الفلبينية فيها من العمالة المنزلية.
ما رأيك في قانون العمالة المنزلية الذي اقر في الكويت مؤخرا؟
٭ قانون العمالة المنزلية الجديد يحمل العديد من المزايا الجيدة، وهو في الحقيقة نقطة تصب في صالح الكويت.
وللعلم كل عمالتنا التي تذهب إلى الخارج على اختلاف تخصصاتها تخضع لبرامج إعداد قبل السفر لتوعيتهم بحقوقهم ولشرح طبيعة المجتمع الذي سيعملون فيه والقيم السائدة هناك.
ونناشد وكالات التوظيف في الفلبين ومكاتب العمالة في الكويت والتي تجلب عمالة منزلية تحت السن من المناطق الفقيرة وخصوصا من كوتاباتو وماجندانو والذين يأتون إلى هنا بعد تسنينهم نظرا لعدم وجود شهادات ميلاد لهم.
تتواتر أخبار بين الحين والآخر عن عزم الحكومة الفلبينية إيقاف ارسال العمالة المنزلية إلى الكويت، فما مدى صحة هذه الأخبار؟
٭ أعتقد أن هذا الكلام كان في خلال عام 2006 عندما أعدمت عاملة منزلية وحينها زار وزير العمل الفلبيني آنذاك الكويت وصرح أننا ندرس إيقاف ارسال العمالة إلى الكويت، ولكن السفير الفلبيني في الكويت تدخل وكان هناك تعليق لإرسال العمالة إلى الكويت لمدة ثلاثة أو اربع شهور وبعدها أرسلت لجنة من المتخصصين لتقييم أوضاع العمالة هنا وتم استئناف النشاط.
ونحن مستمرون في ارسال العمالة المنزلية للكويت ولا صحة لما يتداوله البعض عن وجود نية لإيقافها.
هل لديكم إحصاءات عن الزواج في أوساط الجالية والجنسيات التي تقبل على الزواج من فلبينيات؟
٭ ليس لدينا إحصائية دقيقة عن عدد الفلبينيات المتزوجات في الكويت ولكن أغلب الذين يقبلون على الزواج منهن من الجنسية المصرية والسورية والبنغالية.
ولا ننكر أن هناك نماذج ناجحة من هذه الزيجات سواء من مختلف الجنسيات بما فيها الجنسية الكويتية.
كم عدد الفلبينيات اللائي يحملن خارج مؤسسة الزواج في الكويت؟
٭ في الشهر الواحد لدينا من 10 إلى 15 طفل سفاح يولدون خارج مؤسسة الزواج وتقوم السفارة برعاية هؤلاء الأطفال إلى أن يتم إرسالهم إلى الفلبين، ولدينا في السفارة الآن أكثر من 200 طفل أغلبهم نتاج علاقات غير شرعية.
لدينا جمعية مكونة من الفلبينيات والكويتيات اللائي يبذلن جهودا رائعة في رعاية أطفال السفاح.
وزارة التعليم العالي لا تعترف بالشهادات الصادرة من عدد من الجامعات الفلبينية، هل ناقشتم مع مسؤوليها أسباب المنع؟
٭ لدينا مجموعة متخصصة من العمالة تضم المهندسين والأطباء والمهندسين والممرضات والمعلمين وهم على كفاءة عالية جدا ومحل تقدير في مجالات عملهم، وما أود أن أشير إليه هو أن 8 جامعات فلبينية فقط لا تعترف بها وزارة التعليم العالي (أتينو دي مانيلا – دي لا سالي مانيلا – معهد مابو للتكنولوجيا مانيلا – جامعة سانت لويس – جامعة ساتو توماس مانيلا – جامعة الفلبين في مانيلا – جامعة سان كارلوس – جامعة إكسافير) وسنعمل على مخاطبة وزارة التعليم العالي لتوسيع قاعدة الجامعات الفلبينية المعترف بها في الكويت، ما أود أن أشدد عليه أن عملية شراء الشهادات من الجامعات الفلبينية لم تعد موجودة ولا مسموح بها.
فيما يتعلق بقضية المواطن الكويتي وزوجته السورية اللذين تم القبض عليهما مؤخرا من قبل السلطات الفلبينية بتهمة الانتماء إلى تنظيم داعش، فما آخر أخبار هذه القضية؟
٭ المتهم الكويتي وزوجته السورية يخضعان للتحقيق من قبل محققين تابعين القضاء العسكري في الفلبين، بالرغم من أننا ليس لدينا اتفاقية لتبادل المجرمين مع الكويت ولكن نتعاون مع الجهات الأمنية في الكويت بشكل مميز في إطار هذه القضية، وهناك اتجاه لتسليم المتهم إلى الكويت فور حضور وفد أمني لتسلمه.
هل هناك أي ربط بين تسليم المتهم الكويتي وتسليم المواطنة الفلبينية التي صدر ضدها حكم بالحبس لـ 10 سنوات بتهمة الانتماء إلى داعش؟
٭ لا يوجد أدنى ربط بين القضيتين ونتعاون مع السلطات الكويتية بشكل فعال في القضية الحالية، ومحامي السفارة كان قد سبق وتقدم بطلب لتخفيف الحكم عن مواطنتنا، إلا أننا لم نطلب أن تقضي مدة عقوبتها في الفلبين.
إلى اي مدى تعتبر مثل هذه القضايا مؤشرا أو بالأحرى ناقوس خطر ينذر بعودة الإرهاب بحوادثه الدامية إلى البلاد بعد أعوام من الاستقرار؟
٭ هذا احتمال غير مستبعد ونستعد له وتأخذه الحكومة على محمل الجد خصوصا مع سهولة التنقل من مكان لآخر، فضلا عن سهولة التواصل بين المجموعات الإرهابية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، لكن ما أود أن أؤكد عليه هو يقظة الأجهزة الأمنية الفلبينية وتعاملهم الجاد مع كل المخاطر المحتملة.
وسياسة الرئيس تضع محاربة تجارة المخدرات والإرهاب والمتمردين على رأس أولوياتها.
ومضات
عندما تجلس في حضرة سفير الفلبين في الكويت سعادة الأخ ريناتو بيدرو اوفيلا، وهو يتكلم و يشرح ويوضح ويتحاور تعي أنك امام «إنسان كاريزما» يعي ما يقول وهو بالضبط كالبحر الهادئ في مظهره وفي أعماقه أمواج وأعاصير تظهر قدرته على المناورة وقوة الحجة والبرهان وخبرة عريقة هي محصلة الأيام والسنين.
هو يمثل بلده الفلبين بكل ما تعنيه هذه الكلمة المفردة من مزاييك، يقول الشاعر:
فإذا البلاد تهللت فلأنها
برجالها تشقى البلاد وتنعم
وأنا أناظره في الحوار أعرف تماما أنني أمام فيلسوف، لكن من خلال البقاء في سمت الديبلوماسية والرجولة بمفهومها الأبوي الشامل.
على مدى ساعتين من الحوار المتصل وهو ينتقل بنا من محطة إلى أخرى بأسلوبه الدقيق في الإجابة والاسترسال المسهب في القضية يعطيك المعرفة وحرية التعبير عن نفسك ثم يناقشك حسب ما يوحي به ضميره فاسحا لك المجال مطبقا الحرية والديموقراطية بأن تقول ما تشاء، ساعة ما تشاء من اللقاء دون تدخل وكأنك أمام مايسترو ديبلوماسي يغرد بحنكة ممارسته.
في تاريخه المضيء محطات مختلفة تخرج من الاقتصاد في جامعة مينداناو 1982 ثم متخصصا في الاحصاء الدومغرافي والمحاسبة الاقتصادية من أميركا 1986 ليزاول بعد ذلك عملا في شركة البيتروكيماويات في مدينة الجبيل الصناعية في المملكة العربية السعودية، ثم ليعمل لحسابه الخاص في الرمل والحصى ومنتجات الكونكريت ثم في وزارة الداخلية بالفلبين ثم في مكتب القنصل الاقليمي في دافاو ثم في مكتب وكيل وزارة شؤون المهاجرين ثم العمل في وزارة الخارجية سكرتيرا في سفارة الفلبين في أبوظبي، ثم وزيرا وقنصلا عاما في سفارة الفلبين في المملكة الأردنية الهاشمية ثم وزيرا وقنصلا عاما في سفارة الفلبين في كوالالمبور.
يملك خبرات عديدة وكلف بمهام صعبة مثل إعادة الفلبينيين من ليبيا وكذلك العراق وساهم في نقل رفات 7 فلبينيين من اليمن وأيضا ترحيل الفلبينيين من جدة وكأنه متخصص في المهمات الصعبة في قضايا الحروب والكوارث!
كان واحدا من الطواقم الإدارية التي قيّمت عمل سفارات الفلبين في طهران وعمان وأبوظبي ومسقط ودبي.
شاهدته في شهر يناير في عز البرد يودع (باصات الجالية الفلبينية) من أمام المعهد الديني بمنطقة قرطبة وشاهدت كيف حاز رضاهم ودعاءهم له، وكأنه قرأ حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم «ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيها: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده».
أنا شخصيا وقفت مبهورا به في هذا البرد الصباحي يتحمله عن (طيب خاطر) ويودع مواطنين ويتمنى لهم السلامة ويطلب منهم الدعاء له وللفلبين بلدهم!
والله ذكرني بالشاعر المتنبي عندما قال:
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى
فما انقادت الآمال إلا لصابر
لقد ترجم سعادة السفير حكمة طاغور الى عمل ملموس رافعا الحكمة «تدنو من العظمة بقدر ما تدنو من التواضع».
سعادة السفير:
اسمح لي أن أشكرك على هذا التواضع الجم المستمد من تكامل شخصيتك وعملك المستمر للذود عن شعبك وأرضك ووطنك.
لقد زرت سفارة الفلبين في جنوب السرة ورأيت كم هي المشاكل والقضايا والمسؤوليات التي تحملها على كاهلك بمثابرة عجيبة وتجربة حكيمة وعبقرية حارسة وشعارك قول الشاعر:
شمر وجد لأمر أنت طالبه
إذ لا تنال المعالي قط بالكسل
لقد جمعت أخي سعادة السفير الحلم والأناة وهما توأمان متلازمان لعلو الهمة وأمتعتنا بحديثك الشامل في مختلف القضايا.
فامض في دربك وأمتعتنا بحديثك الشامل في مختلف القضايا.
استودعك الله، وأشكرك، فلقد حققت الوعد بالمقابلة وحقيق على من أورق بوعد أن يثمر بفعل، وها نحن جميعا نحصد هذه المقابلة الساخنة!
وقد تمت وأثمرت هذه الصفحات التي حتما سيستفيد منها قارئ «الأنباء» في كل مكان وزمان.. شكرا كبيرة لك سعادة السفير ولجميع أركان سفارتك والعاملين في معيتك.. سعادة السفير الفلبيني: سلامات.