الرئيسية / محليات / وزير الأوقاف والبلدية: 3 محاور لمواجهة الفكر المتطرف

وزير الأوقاف والبلدية: 3 محاور لمواجهة الفكر المتطرف

أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزير الدولة لشؤون البلدية محمد الجبري انه رغم نجاح الأوقاف في تحصين المجتمع من التطرف الا اننا ما زلنا نواجه الكثير من التحديات في ظل التغيرات السريعة للأحداث إقليميا ودوليا.

وشدد على ان المجتمعات الإسلامية بحاجة ماسة لتعزيز الوسطية التي أطلقتها الكويت لإبراز سماحة الإسلام وصون بلادنا من الوقوع في شرك الغلو والتطرف والإرهاب.

وكشف الوزير الجبري في حوار شامل مع «الأنباء» عن انه وبرغم الامتيازات العديدة التي وفرتها وزارة الأوقاف للأئمة الكويتيين المعينين الا ان الإقبال ما زال ضعيفا على التعيين بوظائف الإمامة والخطابة للكويتيين.

وتابع ان ميثاق المسجد جهد بشري نعمل على مراجعته الان وتقييمه وتقويمه ليتناسب مع المستجدات على الساحتين المحلية والاقليمية.

ولفت الوزير الجبري إلى ان وزارة الأوقاف قامت بالحد من ظاهرة حملات الحج غير المرخصة ومكاتب تنظيم العمرة غير المرخصة والتي كانت تمارس عملها بعشوائية دون تنظيم مما كان له أثر سيئ على جمهور المتعاملين وصل الى حد وقوع البعض فريسة للتحايل أو النصب.

وأكد ان قانون الحج والعمرة الجديد يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على 50 ألف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من يخالف أحكام القانون، كاشفا ان لجنة المساعدات الخارجية عادت لأداء دورها وباشرت مهامها في تقديم المساعدات الخيرية وعادت اليها ميزانيتها كاملة وتسهم الآن بفاعلية في المشروعات التي تقدمها الكويت بالتنسيق مع الجهات المعنية، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

بداية كيف تقيمون دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي ومواجهة ظواهر العنف والتطرف والإرهاب الدخيلة على مجتمعاتنا والغريبة على ديننا الوسطي؟
٭ لله الحمد قطعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية شوطا كبيرا في نشر الفكر الوسطي وتأصيله كمنهج أساسي للشريعة الإسلامية، وتحركت في أكثر من اتجاه لتفعيل الشراكة المجتمعية والعمل الجماعي لمواجهة الظواهر التي طرأت على مجتمعاتنا، واســــتطاعت «الأوقاف» ان تترجم التوجيهات السامية لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد بأن تكون الكويت منارة من منارات الوسطية من خلال إستراتيجية انتهجتها لنشر ثقافة وفكر الوسطية، واستطاعت الوزارة من خلال اللجنة العليا لتعزيز الوسطية أن تنجز العديد من المشاريع الفكرية والثقافية والتوجيهية وتقيم الأنشطة والفعاليات الداعمة لهذا المنهج كالمحاضرات الجماهيرية التوجيهية ومشروع زيارة دواوين الكويت، ومشروع الدورات العلمية لشرح وثيقة وسطية الإسلام ونبذ العنف، بجانب تنفيذ سلسلة من المحاضرات لطلبة المدارس عن «الوسطية الصحيحة» بالإضافة الى اقامة سلسلة من الندوات العلمية للتحذير من مخاطر العنف والإرهاب، وكذلك اقامة ملتقى فقه الدعوة من منظور وسطي، ونفذت كذلك سلسلة الخطب المنبرية التي خصصت لجمهور المصلين عن الوسطية، فضلا عن الخطوة الرائدة في تشكيل لجنة من أهل العلم والدعاة الثقات لمقابلة ومناصحة المتأثرين بالفكر المتطرف، ولجنة أخرى لمراجعة مناهج إدارة الدراسات الإسلامية، وقدمت الوزارة دورة علمية موجهة لمدرسي التربية الإسلامية بوزارة التربية، وأقامت ملتقى تطوعيا للمشاركة في مواجهة الفكر المتطرف، كما قدمت العديد من المقاطع التلفزيونية المصورة والإذاعية للتوعية من مخاطر التطرف والعنف، وتبنت كذلك حملة توعوية أخرى بعنوان «خلك وسطي» وغيرها من الأنشطة الفاعلة والمشاريع التي أتت بحمد الله ثمارا طيبة.
نسب النجاح
كم نسبة النجاح التي حققتها الوزارة في هذا الإطار وخاصة في التواصل مع الشباب ومواجهة خطط بعض التنظيمات مثل «داعش» الذي يسعى لاستقطابهم إلى سورية او غيرها؟
٭ لا شك ان الوزارة قطعت شوطا كبيرا من النجاح والتميز في هذا المضمار واستطاعت ان تنقل خبراتها من تجربة محاربة التطرف الفكري للمنظومة الخليجية وأشرفت على تنسيق خليجي وفق استراتيجية لاقت قبول واستحسان الكثير من القيادات، مما يدل على تميزها، وها هي الوزارة تسير نحو الأهداف التي من اجلها أسست اللجنة العليا لتعزيز الوسطية التي تعددت أنشطتها وتنوعت ما بين إعداد البحوث العلمية والتأصيل الشرعي، وبين إقامة الندوات والمحاضرات والخطب الموجهة وكذلك التدريب والتطوير والتأهيل، بجانب النشر في العديد من الوسائل الإعلامية كالنشر الورقي، والبرامج الإذاعية، والإعلام الإلكتروني، وتمكنت من محاورة بعض العناصر عبر شبكات الإنترنت واستطاعت أن تصحح الكثير من المفاهيم المغلوطة لدى البعض، ورغم كل هذه النجاحات فإننا ندرك اننا لا نزال نواجه الكثير من التحديات في ظل التغيرات السريعة للأحداث إقليميا ودوليا.
مستجدات الفكر
قبل فترة استضافت الوزارة نخبة من المفكرين في ندوة مستجدات الفكر الإسلامي والتي حملت عنوان «مواجهة التطرف الفكري الواقع والمأمول» فإلى أي مدى نجحت الندوة في تقديم رؤية مغايرة لإحداث نقلة نوعية في مواجهة الفكر المتطرف وخاصة ان بعض المؤتمرات التي عقدت في السابق خرجت بتوصيات لم ينفذ أي منها على ارض الواقع؟
٭ من خلال رصد ردود الأفعال عن ندوة مستجدات الفكر تبين لنا بحمد الله مدى الأثر الطيب الذي تركته مشاركة هذه الكوكبة من العلماء الذين استطاعوا من خلال رؤاهم الفكرية وابحاثهم العلمية ان يحدثوا نقلة نوعية في التعامل مع أصحاب الفكر المنحرف، في ظل الظروف المضطربة وتحولوا معهم من التنظير إلى التأطير والتحرك بواقعية لمواجهة الانحرافات الفكرية لدى هؤلاء الشباب، ولله الحمد قد برز للجميع جهود الكويت في مواجهة هذا النوع من التطرف الفكري وتعزيز ثقافة الوسطية من خلال الشراكة الفعلية بين الجهات الحكومية، كوزارة الداخلية ووزارة التربية ووزارة الدولة لشؤون الشباب، ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ووزارة الإعلام، وكلية الشريعة في جامعة الكويت، وبين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، واللجنة العليا لتعزيز الوسطية، ايضا على المستوى الخليجي برزت الشراكة مع جهود مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، وحملة السكينة في المملكة العربية السعودية، ومركز هداية، ومركز صواب في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى الشراكة على المستوى العربي والاستفادة من جهود الأزهر الشريف في جمهورية مصر العربية وجهود الجهات المعنية بالمملكة المغربية، فضلا عن المشاريع الدولية والمبادرات الأممية، كمنظمة التعاون الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، وجهود المؤسسات الإسلامية كجهود الجمعية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب، وجمعية إحياء التراث الإسلامي، وجمعية الإصلاح الاجتماعي، ومبرة الآل والأصحاب في الكويت وهذا كله يؤكد تحقيق النجاح المرجو من الندوة وإن كنا نطمح إلى المزيد.
الحاجة إلى الوسطية
ننتقل إلى دور ادارة الوسطية التابعة لمكتبكم، ما رؤيتكم للتعامل مع هذه الإدارة وتطوير آلية عملها؟ وهل هناك عودة للمركز العالمي للوسطية؟ وهل ترون ان الكويت لا تزال بحاجة إلى اللجنة العليا للوسطية؟
٭ فكرة تأسيس مركز الوسطية كانت ترجمة عملية لتوجيهات صاحب السمو الأمير، بأن تكون الكويت منارة من منارات الوسطية من خلال استراتيجية لنشر ثقافة وفكر الوسطية، وتنفيذا لهذا البند في الاستراتيجية تشكلت اللجنة العليا لتعزيز الوسطية بقرار مجلس الوزراء رقم (833) لسنة 2004م، ولله الحمد النجاحات التي حققها مشروع الوسطية الكويتي بلغت أصداؤه أروقة الأمم المتحدة وهي من اكبر المؤسسات الدولية التي تعنى بالسلم العالمي مما يدل على نجاح المشروع وأهميته وأن المجتمعات الإسلامية بحاجة ماسة لهذا المشروع الذي يبرز سماحة الإسلام ويصون بلادنا من الوقوع في شرك الغلو والتطرف والإرهاب، وهناك تأكيد من القيادة العليا في الكويت على ضرورة تفعيل دور اللجنة العليا لتعزيز الوسطية، بوضع خطة واضحة المعالم لمواجهة هذا الفكر المتطرف، ولدينا مشروع خطة جديدة ومحاور استراتيجية لمواجهة هذا الفكر وكيفية معالجة الواقع الذي نحن فيه من خلال ثلاثة محاور أساسية محور التوجيه ومحور الإعلام والتقنيات والمحور الثالث يتعلق بالأمن المجتمعي، ولذلك أرى أهميته وضرورة الاستمرار في أداء رسالته.
دور المسجد
كيف تنظرون إلى الدور الذي تقوم به مساجد الكويت من خلال خطب الجمعة الندوات والمحاضرات للتأكيد على الوحدة الوطنية، ومدى التزام الأئمة والخطباء بالتوجيهات الصادرة من الوزارة في هذا الإطار وأيضا الاهتمام بقضايا وهموم الأمتين العربية والإسلامية؟
٭ نعلم أن دور المسجد مهم جدا في حياتنا بل قل ان شئت ان المسجد هو محور حركة الحياة والتوجيه لمجتمعاتنا، وهو نقطة ارتكاز للفكر الوسطي المعتدل ولذلك نحن في الوزارة نعمل جاهدين إلى ترشيد الخطاب الديني من خلال المسجد وإلى تعزيز الدور التوجيهي والدعوي للمساجد حسب رؤية الوزارة، وكذلك الاستخدام الأمثل لتوجيه أنشطة المساجد نحو نشر الفكر الوسطي المعتدل والاستفادة من خطبة الجمعة والدروس والخواطر الدينية بها لتوجيه المجتمع نحو الفكر المتزن، ووضع منظومة متكاملة للدروس والخواطر الدينية بالمساجد لتعزيز مفاهيم الوسطية في المجتمع بما يوائم القيم والسلوك المستهدف في ظل أحكام الشريعة، وكذلك تهيئة وإعداد وتأهيل الخطباء والعلماء والدعاة والمعنيين بالأمور العقائدية بما يتلاءم مع وسطية الإسلام وبعيدا عن الغلو والتشنج المذموم في شريعتنا، فضلا عن تزويدهم بالجديد من مهارات العرض والتقديم والإلقاء والخطابة، وتوفير المتطلبات الثقافية والمكتبية للخطباء والواعظين، وتزويدهم بالأساليب الحديثة التي تساعدهم على ذلك مثل (الكتب والمراجع العلمية، إلى جانب الوسائل الإلكترونية على سبيل المثال)، وتعزيز الروابط والعلاقة بين المسجد وكل فئات المجتمع، باعتباره المرجعية المعتدلة لنشر الفكر الوسطي المعتدل، واستطيع ان أؤكد لك ان خطباءنا حريصون على الالتزام بميثاق المسجد.
عزوف رغم الحوافز
أعلنت وزارة الأوقاف عن كثير من الامتيازات لتحفيز الأئمة الكويتيين على التعيين بالوزارة فكم بلغ عدد الأئمة الكويتيين حاليا وهل هناك امتيازات جديدة لزيادة الإقبال على الوظائف الدينية؟
٭ لدينا 40 إماما وخطيبا كويتيين معينون بالوزارة، وعلى بند المكافأة 204 أئمة وخطباء، ومن الأئمة المعينين 59 إماما كويتيا، وعلى بند المكافأة 351 إماما كويتيا، أما وظيفة مؤذن فلدينا من الكويتيين المعينين فيها 12 مؤذنا ومن المكلفين 178 مؤذنا، أما على بند المكافأة في وظيفة خطيب فلدينا بالوزارة 54 خطيبا كويتيا، وبالرغم من أن وزارة الأوقاف حريصة كل الحرص على استقطاب الأئمة المعينين، ونعمل وفق التوجه العام للدولة من الاعتماد على الكوادر الوطنية وإتاحة الفرص امام الشباب الكويتي، لكن المشكلة في وظائف الأوقاف (إمام – أو مؤذن – أو خطيب) معروف انها من الوظائف الطاردة وليست الجاذبة، وقد بذلنا جهودا كبيرة لإقناع الشباب الكويتي وخاصة من خريجي الشريعة ان ينضموا إلينا وأوجدنا لهم من المحفزات الكثيرة لجذبهم، فجعلنا اقتصار مكافآت الدروس على الأئمة الكويتيين المعينين، واقتصار منح السكن للائمة المعينين سواء كانوا كويتيين او غير كويتيين دون المتطوعين.
وحددنا عدد 85 صلاة فرض يؤم خلالها الإمام الكويتي المعين المصلين من أصل 150 صلاة تقريبا على مدار الشهر بفرض ان الشهر 30 يوما، كما جعلنا تقديم إجازات الأئمة المعينين إلكترونيا دون الحضور إلى الوزارة وليس من مسؤولية الإمام توفير إمام بديل خلال فترة إجازته.
الى ذلك شكلنا لجنة من الأئمة الكويتيين من ذوي الخبرة تعرض عليها الشكاوى التي تقدم بحق الإمام الكويتي المعين وتقوم اللجنة بمقابلة الإمام ومناصحته قبل التحويل إلى التحقيق او اتخاذ إجراء قانوني ضده، كما تم منح الإمام الكويتي المعين تفرغا دعويا لمدة شهر كل سنة تحدد باتفاق مع كل إدارة من إدارات قطاع المساجد، ويحصل الإمام المعين على هذه الإجازة دفعة واحدة أو متفرقة على مدار العام.
وتم إنشاء مكتب لتخليص معاملات الأئمة الكويتيين المعينين ويكون مقر المكتب قطاع المساجد بالرقعي، وجعلنا للإمام الكويتي المعين الأولوية في رحلات الحج والعمرة التي تنظمها وزارة الأوقاف، كما جعلنا للأئمة الكويتيين المعينين الأولوية في الدورات التدريبية التي تقيمها الوزارة سواء داخل الكويت او خارجها، وخصصنا للأئمة الكويتيين المعينين مهمات رسمية حسب الوظيفة «إمام وخطيب إمام» ورغم ذلك ما زلنا نعاني من عزوف المواطنين عن هذه الوظائف.
الحج والعمرة
بعد إقرار قانون الحج والعمرة، ومنح موظفي الأوقاف الضبطية القضائية، كيف تقيمون دور الوزارة في الحد من العشوائية التي تعاني منها شركات تسيير رحلات العمرة وكم عدد المخالفات والشكاوى التي وصلت حتى الآن إلى الوزارة؟ وآلية التحقيق فيها والعقوبات المقررة وهل ستصل لسحب الترخيص الممنوح للشركة؟
٭ قامت الوزارة ولله الحمد بالحد من ظاهرة حملات الحج غير المرخصة، ومكاتب تنظيم العمرة غير المرخصة، والتي كانت تمارس عملها بعشوائية دون تنظيم مما كان له أثر سيئ على جمهور المتعاملين وصل الى حد وقوع البعض فريسة للتحايل أو النصب، فقامت الوزارة وفق القانون رقم 1/2015م بشأن تنظيم حملات الحج والعمرة والقرارات واللوائح المنظمة له للحد من تلك الظاهرة بتنظيم ممارسة نشاط الحج والعمرة وفقا للقانون رقم 1/2015م واللوائح والقرارات المنظمة له، حيث أناط القانون مهمة الإشراف والمتابعة على ممارسة نشاط الحج والعمرة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وقد صدر القرار الوزاري رقم 134/2016م بشأن اللائحة التنفيذية للقانون رقم 1/2015م بشأن تنظيم حملات الحج والعمرة، حيث نصت المادة (3) من القانون آنف الذكر على أنه: «لا يجوز تسيير أو الإعلان عن حملة حج أو عمرة بقصد الربح إلا بموجب ترخيص» وشدد القانون العقوبة على من يمارس نشاط الحج والعمرة دون ترخيص صادر من الجهة المختصة حيث نص القانون في المادة (9) «يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على 50.000 د.ك أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من يخالف أحكام المادة (3) من هذا القانون».
وجاء القرار الوزاري رقم (76/2016م) بمنح صفة الضبطية القضائية لعدد من موظفي مكتب شؤون الحج وذلك لضبط ممارسي نشاط الحج والعمرة غير المرخصين.
شكاوى ومخالفات
أما عن عدد المخالفات والشكاوى التي وصلت حتى الآن لمكتب الحج والعمرة وكيفية التحقيق في تلك المخالفات والشكاوى، وهل ستصل العقوبات المقررة إلى سحب الترخيص؟ فبفضل الله موسم الحج للعام 1437 هـ – 2016 م كان خاليا من الشكاوى والمخالفات، وذلك بتوفيق الله ثم بفضل التعاون المثمر والمستمر بين حملات الحج الكويتية، ومكتب شؤون الحج بالوزارة وتعاون الإخوة أصحاب حملات الحج الكويتية الذين وضعوا نصب أعينهم تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام والتي بفضلها أصبحت سمعة حملات الحج الكويتية في نطاق العالمية حيث أصبحت أمنية كثير من مواطني دول العالم الرغبة في الحج مع الحملات الكويتية وذلك لجودة الخدمات وحسن التنظيم وأستطيع أن أقول لك: لا توجد مخالفات في الموسم الفائت سوى مخالفة واحدة.
وعن آلية التحقيق في المخالفات فوفقا للقانون رقم 1/2015م والقرار الوزاري رقم 134/2016 حيث أناط القانون للجنة العليا للحج والعمرة بتشكيل لجنة لفحص الشكاوى والمخالفات بالقرار الوزاري رقم (76/2016م) لتكون مهمتها إعداد مذكرات وتقارير قانونية بوقائع تلك الشكاوى والمخالفات وفق لائحة الجزاءات لقانون تنظيم حملات الحج والعمرة حيث تتدرج العقوبة من التنبيه قبل المخالفة إلى سحب الترخيص وفقا لجسامة المخالفة المرتكبة، حيث نص القانون في المادة (7) في حالة ثبوت المخالفة من صاحب الترخيص يتم توقيع أحد الجزاءات الآتية على المخالفة: الإنذار، تسييل كل أو بعض قيمة خطاب الضمان المالي المقدم من المرخص له، رد المبالغ التي حصل عليها من الحاج أو المعتمر في حالة عدم تقديمه لخدمة معينة أو التقصير فيها، وقف الترخيص لمدة لا تزيد على ثلاث سنوات، أو إلغاء الترخيص بصفة دائمة.
ثم يتم تحديد العقوبة من اللجنة ورفعها للجنة العليا للحج والعمرة لاتخاذ ما تراه مناسبا بشأن تلك المخالفات والشكاوى.
السوار الإلكتروني
أطلقت وزارة الأوقاف في العام الماضي خدمة السوار الإلكتروني، كيف تقيمون تلك التجربة وهل هناك تطوير لآلية عملها وماذا عن حصة الكويت في موسم الحج المقبل خاصة بعد الانتهاء من توسعة المطاف؟
٭ نجحت بعثة الحج الكويتية في تنفيذ وتطبيق مشروع (السوار الإلكتروني) على أرض الواقع، وبشكل مميز وهذا النجاح في تطبيق المشروع لم يأت من فراغ، وإنما يعود إلى المجهودات المضنية التي قدمتها بعثة الحج الكويتية، من أجل الوصول إلى هذه النتيجة.
وقد عقدت لجنة نظم المعلومات بالوزارة، وهي اللجنة المعنية في هذا المشروع أكثر من ورشة عمل للحملات، سواء في الكويت أو السعودية، لشرح كيفية عمل (السوار الإلكتروني) عبر نظام التتبع الإلكتروني وقامت ببرمجة تطبيق متخصص لمتابعة مسار حجاج الكويت لحظة بلحظة، من خلال جهاز (آيباد) أثناء أدائهم لمناسك الحج.
وأكثر ما يطمئن حالة الارتياح التي لمسها مسؤولو الوزارة من قبل الحجاج وأصحاب الحملات، لوجود هذا السوار، والذي بعث في نفوسهم الطمأنينة، لأنه في حالة حدوث أو وقوع أي شيء لا قدر الله، كان يمكن الوصول إليه بكل يسر وسهولة، ومن دون أي مشقة تذكر.
وما يبعث على السرور هو ريادة وزارة الأوقاف الكويتية في هذا العمل وكان لها قصب السبق على مستوى حملات الحج في موسم الحج الفائت وخاصة لما قامت بعثة الحج الكويتية بتقديم عرض مرئي عن (السوار الإلكتروني) في اجتماع مسؤولي بعثات الحج لدول مجلس التعاون الخليجي، أبدوا ارتياحهم واعجابهم الشديدين بالمشروع.
وكان له صدى كبيرا طيبا وصل إلى دول عربية عدة، طلبت من البعثة شرحا مفصلا عنه وكيفية تنفيذه.
الدراسات الإسلامية
قبل فترة تم الحديث عن تطوير شامل لمراكز الدراسات الإسلامية ودور القرآن الكريم وتوسيع دورها في خدمة كتاب الله وزيادة الإقبال عليها اين وصل هذا المشروع حتى الآن والآلية المقترحة للتطوير؟
٭ دعني اقول لك أولا: ادارة الدراسات الإسلامية إحدى الإدارات المهمة بالوزارة لأنها تلامس بما تقدمه من خدمات قطاعات مجتمعية كثيرة سواء الشباب والناشئة من خلال السراج المنير او كبار السن في الأترجة او المرأة الراغبة في تعلم القرآن والعلوم الشرعية في دور القرآن الكريم التي أنشأتها وزارة الأوقاف ودور القرآن صروح مباركة تعنى بكتاب الله الكريم ترتيلا وتحفيظا وتعليما وتدريسا له ولكل ما يتصل به من العلوم الشرعية وما يتصل به من العلوم الإنسانية، وكان لها خلال هذه المسيرة المباركة الكثير من العطاءات والإنجازات، ولعل من أهمها: زيادة الوعي الديني بشكل عام، ونشر العلم الشرعي لدى شرائح مختلفة من المجتمع، وفئات متعددة ومتنوعة من حيث المستوى العلمي والثقافي والاجتماعي.
هذه الدور تستوعب نحو (30000) ثلاثين ألف دارس ودارسة من الراغبين في حفظ وتلاوة وتعلم القرآن الكريم وعلومه.
تخرج الآلاف منها على مر السنين ممن أتموا السنوات الدراسية المقررة سواء من النظام المطور أو معهد القراءات أو ممن حضر الدورات الشرعية والعلمية أو ممن حفظ القرآن الكريم كاملا أو أجزاء مناسبة منه.
زيادة عدد فروع الدور، وتنامي مراكزها حتى بلغت أكثر من (90) مركزا للرجال والنساء شملت المحافظات الست في الكويت.
تعدت التوعية الدينية كذلك لفئة الجاليات المقيمة في الكويت، فقد تم افتتاح مركزين (لغة الأوردو) ومركزين آخرين تحت مسمى المركز الثقافي الإسلامي لغير الناطقين باللغة العربية.
ومراكز الأترجة تعمل على إعداد جيل من حفظة القرآن الكريم بأعلى مستوى في الأداء والحفظ يلتزم بالقرآن عقيدة وسلوكا ومنهجا وسطا.
وعود على سؤالك فان قطاع التوجيه الفني ولجان تطوير المناهج بالإدارة قائمة على اعداد تصور كامل للنهوض بالإدارة عموما ومناهج الدراسات الإسلامية على وجه الخصوص، وإن شاء الله قريبا ترى توصياتهم النور لنحدث نقلة نوعية في هذا القطاع الحيوي من التعليم الشرعي بالكويت.
جائزة الكويت الدولية
أخيرا كيف تنظرون لجائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وهل هناك من مقترحات لتطوير عملها وزيادة جوائزها؟
٭ نحن فخورون بما حققته جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءاته وتجويده وتلاوته من تميز وريادة ويكفينا تربعها على عرش المسابقات الدولية للقرآن الكريم، وما كان لها ان تحقق هذا التميز لولا فضل الله تعالى ثم الرعاية السامية لصاحب السمو الأمير وحرص سموه على الحضور شخصيا لتكريم أهل القرآن والذي اعتبره كلمة السر في النجاح والتميز والإبداع لهذه الجائزة، وهو ما كان له الفضل بعد الله عز وجل في الارتقاء بمستوى الجائزة وإيصالها إلى العالمية، إذ إن رعاية سموه للجائزة وتكريمه للفائزين يحملان معاني كبيرة تؤكد حب الكويت عموما وحب آل الصباح الكرام خاصة للقرآن الكريم وارتباطهم به وبأهله، مما يعكس اهتمام الكويت رسميا وشعبيا بكتاب الله جل وعلا.
ولا شك ان تميز الجائزة وتصدرها للمسابقات الدولية لا شك انه إنجاز مشرف لكنه لم يأت من فراغ، بل جاء بعد توفيق الله تعالى أولا ثم نتيجة جهود دؤوبة تبذل منذ وقت كبير سابق للعمل وقبل انطلاق فعاليات الجائزة بعدة أشهر، والاخوة في اللجنة العليا للجائزة واللجنة التنفيذية ولجنة التحكيم واللجنة العلمية ولجنة المعرض ولجنة حفلي الافتتاح والختام كفونا الاجتهاد لأنهم في كل عام يحققون فيها اضافة جديدة تزيد من تميزها وتألقها وتحظى برضى واعجاب الجميع.
لجنة المساعدات الخارجية عادت إلى عملها بميزانية كاملة
٭ منذ ما يقارب العامين توقفت لجنة المساعدات الخارجية عن أداء دورها بسبب تحويل ميزانيتها إلى مشاريع الاغاثة وكانت اللجنة تسهم بشكل كبير في تقديم المساعدات الخيرية لمختلف دول العالم سواء عبر بناء المساجد او المدارس او غيرها من المشروعات التي تقدمها الكويت في هذا الإطار، وحول ما اذا كان ستتم اعادة اللجنة للعمل مجددا، قال الجبري، عادت ولله الحمد اللجنة لأداء دورها وباشرت مهامها في تقديم المساعدات الخيرية وعادت اليها ميزانيتها كاملة، وتسهم الآن بفاعلية في المشروعات التي تقدمها الكويت بالتنسيق مع الجهات المعنية.
ميثاق المسجد جهد بشري قابل للمراجعة والتقييم
٭ حول مشروع تطوير ميثاق المسجد والمواد الجديدة التي ستضاف اليه ولم تكن موجودة في السابق، قال الوزير الجبري: طبيعي ان أي عمل بشري لا بد من مراجعته بين الحين والآخر وخاصة ان كان الأمر متعلقا بترتيب شؤون الناس، وميثاق المسجد جهد بشري نعمل على مراجعته الآن وتقييمه وتقويمه ليتناسب مع المستجدات على الساحتين المحلية والاقليمية وان شاء الله سنطلعكم على الجديد في ميثاق المسجد بعد الانتهاء منه قريبا.
الأنباء

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*