دعا الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق ، إلى إقامة منظومة تعاون أمني إقليمي في الخليج تشمل دول مجلس التعاون وكلا من إيران والعراق، ضمن إطار يقوم على التعاون والتشاور لحل الخلافات. وأكد معاليه خلال محاضرة اليوم في جامعة قطر بعنوان “دول مجلس التعاون الخليجي.. التحديات الإقليمية ومستقبل العلاقات مع دول الجوار”، أهمية بلورة دبلوماسية وقائية واستباقية مشتركة تنطلق من مجلس التعاون مع الدول الصديقة لمواجهة السياسات التي تهدف إلى خلق التوتر وإشعال الحرائق في المنطقة. وأضاف: مطلوب العمل على تقوية وتعزيز المؤسسات المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية وتعميق التكامل بين دولنا ومجتمعاتنا، حيث تكمن قوتنا في التعاون الفعلي على كافة المستويات. * مرحلة ما بعد النفط وبين أننا نعيش حاليا تحدي الانتقال إلى مرحلة ما بعد النفط وهو ما يتطلب بلورة استراتيجية وطنية خليجية اصلاحية في دولنا ومجتمعاتنا لمواجهة تداعيات هذه المرحلة بنجاح وفاعلية. ولفت إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة تدعو للاشمئزاز هو تصرف غير مسؤول في الوقت الذي نحتاج فيه العمل معا بدل نشر الخلافات. وقال إن مجلس التعاون مطالب بالارتقاء إلى مستويات التحديات التي تواجه دول الخليج والاتفاق على سياسة مشتركة لتحقيق ذلك. واعتبر معاليه أنه لا يمكن قيام شرق أوسط مستقر إذا لم يتم إنقاذ سوريا كدولة وكيان ومجتمع، وإقامة نظام يعبر عن كافة مكونات المجتمع السوري. وشدد على أن ايران تهدف من تداخلاتها إلى إحداث تغيير جذري في توازن القوى بمنطقة الخليج والهيمنة عليها، داعيا إلى الاعتماد على الذات وأنه يجب أن يكون حاضرا في طريقة تعاملنا مع حلفائنا في المستقبل. * محاربة داعش وقال إن محاربة تنظيم داعش بفعالية تستدعي وضع حد للسياسات المذهبية في المنطقة التي يستغلها التنظيم، مضيفا أن ايران استفادت من سياسة محاربة داعش. وبين أن استمرار حالة الجمود السياسي في القضية الفلسطينية عامل خطير يؤدي مع الوقت إلى إسقاط مشروع حل الدولتين، في ظل استمرار الاستيطان الإسرائيلي، داعيا إلى تحرك عربي مع الادارة الامريكية الجديدة والامم المتحدة بغية إحياء جدي لعملية التسوية السياسية لهذا النزاع. * فجوة بين القرارات والطموحات وأكد معاليه أن المواطن الخليجي يلاحظ فجوة بين قرارات القمم وطموحاته في الوحدة والتكامل، وواقعه الاجتماعي والسياسي، وقال إن المنطقة بحاجة إلى مشروع تنمية بشرية شاملة تكون أولوية مهامه تحصين مجتمعاتنا وتعزيز دولنا وتمكين مواطنينا من تطوير حياتهم في مختلف المجالات. وحذر معاليه من وجود حالة من العجز السياسي المزدوج تعانيها المنطقة العربية لاسيما دول الربيع العربي، بفعل الأزمة السورية التي تواصلت مأساتها بسبب الخلافات بين الدول الكبرى، وقال إن المأساة السورية المستمرة تشكل حالة كاشفة لهذا العجز العربي، حيث تشكل سوريا مرآة ومختبرا لصراعات المنطقة. * نقاط ساخنة وتحدث عن النقاط الساخنة الأخرى في المنطقة ومنها مأساة ليبيا وصراع حلفاء الأمس، وكثرة المتدخلين في الأزمة الليبية، وزيادة التنافس الخارجي الدولي والإقليمي حولها، كما تناول الحالة اليمنية وكيف وظفتها إيران لصالحها واستفادت من تناقضات الشأن اليمني، وتهدف إيران من خلال ذلك إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية وتغيير جذري في توازن القوى في المنطقة. وتطرق معاليه إلى الأوضاع في فلسطين وعملية السلام المتعثرة وتأثيرها على الأمن والسلم في الشرق الأوسط والعالم. ودعا إلى قيام علاقات جديدة ونقل العلاقات العربية الإيرانية من التوتر والصدام إلى حالة التعاون، وفق ما يتطلبه ذلك من احترام سيادة الدول وشؤونها الداخلية وأشكال الحكم فيها، مشددا على ضرورة قيام العلاقات مع إيران على احترام سيادة استقلال الدول ونظام الحكم فيها وحل الخلافات سلميا.