حصلت لبنان اليوم على دعم عربي ودولي بعد الهجوم الانتحاري المزدوج الذي استهدف امس مدينة طرابلس شمالي لبنان واوقع خسائر بشرية ومادية.
فقد اعرب النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح عن ادانة دولة الكويت واستنكارها للعمل “الارهابي” الذي وقع في مدينة طرابلس وادى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
واكد الشيخ صباح الخالد في رسالة تعزية ومواساة الى وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل وقوف دولة الكويت الى جانب لبنان لاتخاذ كافة التدابير اللازمة لمواجهة الأعمال الاجرامية التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار واصفا ذلك العمل بانه “مشين” ولن يستطيع النيل من وحدة الصف اللبناني”.
ومن جانبه اعتبر الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي زيارة الوفد الوزاري العربي برئاسة الشيخ صباح الخالد الى لبنان غدا “رسالة دعم للبنان في هذه المرحلة الحرجة”.
وقال العربي للصحفيين قبيل مغادرته القاهرة متوجها الى دولة الكويت للانضمام الى الوفد الوزاري العربي انه سيبحث مع المسؤولين الكويتيين تطورات الاوضاع في لبنان بالاضافة الى بحث مسألة استضافتها عددا كبيرا من اللاجئين السوريين وكيفية دعمها بهذا الصدد.
واضاف انه سيتم كذلك مناقشة الاوضاع الامنية في لبنان وكيفية دعمها في مكافحة الارهاب موضحا ان مهام الجامعة العربية طبقا لميثاقها العمل على رعاية مصالح الدول العربية.
من جانبه اكد نائب الامين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي أهمية زيارة الوفد الوزاري العربي الى لبنان غدا برئاسة الشيخ صباح الخالد انطلاقا من رئاسة الكويت لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.
وقال بن حلي للصحفيين ان الزيارة تهدف بالدرجة الاولى الى تأكيد التضامن العربي مع لبنان لاسيما فيما يتعلق بمواجهة العمليات “الارهابية” التي تزعزع أمنه واستقراره.
وعلى الصعيد الدولي دانت الولايات المتحدة “بشدة” التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف مدينة طرابلس امس وأسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات.
واعربت نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف في بيان عن تعازي الولايات المتحدة ومواساتها لأسر الضحايا متمنية الشفاء التام للمصابين.
وقالت إن الولايات المتحدة ستواصل دعمها القوي لقوات الأمن اللبنانية في جهودها لحماية الشعب ومكافحة المتطرفين الذين يمارسون العنف والحفاظ على استقرار لبنان وسيادته وأمنه.
كما أعربت وزارة الخارجية الاسبانية في بيان عن تعاطفها الكامل مع أسر الضحايا ومع السلطات اللبنانية معربة في هذا السياق عن أملها في أن يعود السلام الاجتماعي إلى لبنان وإلى جميع دول الشرق الأوسط.
ودان البيان بأشد العبارات الإرهاب بجميع أشكاله مهما كانت أسبابه أو دوافعه داعيا المجتمع الدولي إلى تكثيف التعاون للتصدي للارهاب والتطرف.
وعلى الصعيد الداخلي اللبناني اعتبر رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام ان التفجير الانتحاري المزدوج “يظهر حجم التحدي الارهابي الذي مازال يتهدد لبنان”.
وشدد سلام في كلمة القاها خلال اجتماع امني ضم الوزراء المعنيين وقادة الجيش والاجهزة الامنية ونشرتها الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية على ضرورة ابقاء جميع الاجهزة الامنية “في اعلى درجات اليقظة والجهوزية لحفظ الامن في البلاد”.
واشاد بالمواقف المسؤولة التي اتخذتها جميع الاطراف السياسية بعد التفجير مؤكدا ان هذه المواقف “فوتت مرة اخرى الفرصة على اصحاب المخططات الشريرة لزرع الفتنة بين ابناء المدينة واعادة الفوضى اليها”.
ومن جانبه كشف وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق عن ان التحقيقات الاولية تشير الى مسؤولية تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) عن التفجير الانتحاري.
واضاف المشنوق في مؤتمر صحفي عقده عقب ترؤسه اجتماعا استثنائيا لمجلس الامن الفرعي في طرابلس ان الاجهزة الامنية تحقق مع موقوفين يشتبه بارتباطهم بالانتحاريين اللذين نفذا الهجوم لافتا الى ان التحقيقات الاولية تظهر مسؤولية تنظيم (داعش) عن العملية.
وذكر ان التنسيق قائم بين جميع الاجهزة الامنية وعلى رأسها الجيش اللبناني لمواجهة الارهاب بكل اشكاله وفرض الخطة الامنية التي اقرتها الحكومة اللبنانية لحفظ الاستقرار في منطقة الشمال وفي كل لبنان.
بدوره دان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان الهجوم محذرا من استغلاله لاثارة الفتنة بين اللبنانيين.
وقال في بيان “ان الاعتداء الاثم الذي استهدف منطقة (جبل محسن) في طرابلس هو فعل اجرامي وارهابي يستهدف ضرب الامن والاستقرار والعيش الواحد في طرابلس وفي لبنان” مشددا على ان التصدي للفتنة “واجب ديني ووطني”.
ودعا دريان الى تحصين الوحدة في لبنان ودعم الجيش والقوى الامنية للحفاظ على الاستقرار وتجنب الاخطار المحدقة بالبلاد.
ووقع امس تفجيران انتحاريان استهدفا منطقة (جبل محسن) ذات الاغلبية العلوية واسفرا عن مقتل تسعة اشخاص واصابة 37 اخرين وفق حصيلة رسمية فيما اعلن الجيش اللبناني ان التحقيقات الاولية تشير الى ان التفجيرين نفذهما انتحاريان لبنانيان بحزامين ناسفين.
وشهد لبنان في العام الماضي سلسلة تفجيرات نفذها انتحاريون بواسطة سيارات مفخخة واحزمة ناسفة اودت بحياة العشرات في عدد من المناطق اللبنانية.