كونا- افتتح اتحاد إذاعات الدول العربية اليوم السبت (أكاديمية التدريب الإعلامي) في مقره بتونس بهدف احداث نقلة نوعية في المشهد الإعلامي العربي لاسيما للهيئات الإذاعية والتلفزيونية العضوة عبر تقديم خدمات عالية الجودة.
وقال رئيس اتحاد اذاعات الدول العربية ووكيل قطاع التخطيط الإعلامي والتنمية المعرفية بوزارة الإعلام الكويتية محمد العواش في كلمة خلال مراسم الافتتاح إن “فكرة انشاء أكاديمية اتحاد إذاعات الدول العربية ولدت خلال ملتقى الإعلام العربي الذي احتضنته دولة الكويت في عام 2015 ثم تطورت في غضون أشهر حتى أصبحت مشروعا متكاملا يرى اليوم النور ويخطو أولى خطواته لدعم مؤسسات وهيئات الإذاعة والتلفزيون العربية”.
وأثنى العواش على الدعم الكبير الذي قدمه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ما ساهم في تنفيذ مشروع الأكاديمية مضيفا “اليوم حققنا حلما من أحلام الإعلام العربي وهو التنمية البشرية التي نعتبرها أحد أسس أي عمل ناجح وتأتي هذه الأكاديمية لتضع بصمة في جسم الاعلام العربي ولتؤكد أن اتحاد اذاعات الدول العربية (بيت الاعلام العربي) هو صفحة مضيئة في مسيرة العمل العربي المشترك”.
وتوجه العواش بالشكر أيضا لتونس التي احتضنت الاتحاد ووفرت له هذا المقر وجميع الأطراف والشخصيات الإعلامية التي ساهمت في دعم وتنفيذ أكاديمية اتحاد اذاعات الدول العربية.
من جهته شدد أبو الغيط على أهمية اكاديمية اتحاد اذاعات الدول العربية في تطوير الإعلام العربي “الذي يعد مع التعليم من أهم القطاعات الحيوية وأكثرها حساسية في وقتنا الحالي “.
وأوضح أن هذه الأكاديمية “تجسد أحلى تجليات العمل العربي المشترك وستساهم في تعزيز أواصر وعلاقات التعاون والتواصل بين مختلف الأطراف الإعلامية العربية إضافة إلى تقديم منتجات إعلامية ترقى لطموحات المواطن العربي”.
في السياق ذاته قال المدير العام لاتحاد اذاعات الدول العربية عبد الرحيم سليمان ان الاتحاد يدشن اليوم صفحة مضيئة في مسيرته المهنية حيث سيكون لهذه الأكاديمية أثر كبير على مستوى عمل الهيئات الأعضاء معتبرا أن الأكاديمية “انجاز آخر من انجازات العمل العربي المشترك”.
وأوضح سليمان أن التدريب الإعلامي قطاع استراتيجي بات يمثل في العصر الحالي ركنا أساسيا في صلب المؤسسات الإعلامية في ظل حركة مهنية لا تتوقف بسبب التحولات المتسارعة التي تميز الحقل السمعي والبصري وما يشهده من تطورات تكنولوجية ورقمية.
وأضاف أن كل هذه التطورات ولدت احتياجات متزايدة للهيئات الإذاعية والتلفزيونية لاسيما على مستوى تدريب كوادرها حتى تتمكن من مواجهة التحديات الكثيرة في القطاع المرئي والمسموع مشيرا إلى أن اكاديمية اتحاد اذاعات الدول العربية تتمتع ببنية تحتية متميزة ومعدات تقنية متطورة أجمع المتخصصون على أنها من بين أفضل المؤسسات الإعلامية في المنطقة العربية.
وأكد أن الأكاديمية تتكون أساسا من استوديو تلفزيوني عالي الدقة وستوديو إذاعي رقمي وكذلك قاعات تدريب متعددة الاختصاصات ومنصات تشغيل وانتاج مشيرا إلى أن دورات التدريب لن تقتصر على هيئات الاذاعة والتلفزيون بل ستشمل قطاعي الاعلام والاتصالات وستكون بالمجان للهيئات الأعضاء بالاتحاد ومقابل رسوم مادية غير مرتفعة لغير الأعضاء.
وشدد على أن هذه الأكاديمية ستعتمد في عملها على الأساليب والتقنيات الحديثة وستغطي جميع الاختصاصات البرامجية والهندسية والإعلامية وستقدم للمتدربين خدمات بمواصفات عالية لتحسين معارفهم ومهاراتهم وأدائهم المهني في جميع المجالات الإعلامية.
ولفت سليمان إلى أن اتحاد إذاعات الدول العربية أبرم اتفاقيات الشراكة والتعاون مع العديد من الأطراف الإقليمية والدولية كالاتحاد الدولي للاتصالات واتحادي الاذاعات الأوروبي والآسيوي وعدة شركات مصنعة للتجهيزات الإعلامية حتى يضمن النجاح للدورات التدريبية التي سيقيمها بالأكاديمية.
بدوره قال وزير تكنولوجيات الاتصالات والاقتصاد الرقمي التونسي أنور معروف ان اتحاد إذاعات الدول العربية هو قصة نجاح للعمل العربي المشترك ويمثل تجربة رائدة لأن نتائجها عملية ومرئية على عين الواقع ومن بينها هذه الأكاديمية للتدريب الإعلامي.
ولفت إلى أن انجاز هذه الأكاديمية في غضون ثمانية أشهر يستدعي تحية إكبار للقائمين على هذا المشروع وذلك بفضل تعاون عدة أطراف حرصت على تقديم إضافة نوعية للإعلام العربي مؤكدا أنها ستساهم في تغيير واقع الإعلام العربي.