ربما هو الوقت الأصعب الذي يتولى فيه قيادي مسؤولية أكبر شركة نفطية كويتية، فهو بمواجهة استحقاقات تاريخية في صناعة تعيش تناقضات انخفاض أسعار النفط وزيادة الإنتاج وطاقة بديلة واستكشافات جديدة، وعلى منفذ الاستراتيجية النفطية مواكبة كل ذلك، وتحمّل الضربات كلها، فنية كانت أم غير ذلك، الرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت جمال جعفر اتخذ على عاتقه كل ذلك، ووضع استراتيجية دفاعية قائلا: «لا تحديات ستعيق تنفيذ استراتيجيتنا».
الاستراتيجية المليئة بالخطط والأهداف والمليارات تنشد زيادة الإنتاج الى 3.650 ملايين برميل يوميا بعد 3 سنوات، ومكمن السر في هذه الاستراتيجية حقل برقان «الأكثر انتاجية بين الحقول الكويتية وعقوده مديدة» كما يقول جعفر في مقابلته مع «الأنباء» التي بدا فيها مرتاحا لما انجزه في أقل من عام ونصف العام، نافيا كل الكلام الذي يدور عن انخفاض انتاج حقل برقان، ثاني اكبر حقل في العالم.
ويبتسم: «أجرينا تقييما شاملا للمخزونات والاحتياطيات النفطية لحقل برقان مع مستشار عالمي لمدة عامين والنتيجة.. زيادة كبيرة في الاحتياطيات ستساعد على إطالة عمر هذا الحقل لعقود عديدة».
يدرك جعفر أنه في حقول النفط، ثمة عقبات خارج الأمور التقنية، لذا يحرص بوخالد دائما على ترك أبوابه مفتوحة لمن يسأل، وهو يقدم صفحة ناصعة لنفط الكويت بالأرقام والحقائق، وهكذا جاءه التقييم الأعلى بفضل سياسة الشفافية لديه، فيقول ان نفط الكويت «حصلت على اعلى تقييم في تاريخها وبنسبة 97.5% لتعاونها مع ديوان المحاسبة، وردت على 25 سؤالا برلمانيا منذ بداية العام»، وهو مستمر في المكاشفة والمصارحة مع كل الجهات الرقابية.
في المقابلة تفاصيل عن حجم المشاريع التي تنوي الشركة تنفيذها حيث تعمد الى تنفيذ برامج رأسمالية ضخمة تقدر بـ 20 مليار دينار خلال السنوات الخمس المقبلة، فيما تنفذ الشركة 20 مشروعا بقيمة 1.8 مليار دينار خلال السنة المالية الحالية 2017/2018.