كونا – مع بدء المناظرات التلفزيونية المباشرة بين مرشحي الانتخابات الرئاسية الايرانية المقرر اجراؤها في 19 الشهر الجاري احتدمت المنافسة بين المرشحين الستة للحصول على أعلى نسبة من اصوات الناخبين.
ويعول المرشحون الستة على المناظرات التلفزيونية في كسب اصوات الناخبين من خلال الوعود التي تتناغم في مجملها مع تطلعات المواطنين لتحسين وضعهم المعيشي والاقتصادي اضافة الى القضايا الاجتماعية التي تهم المواطن الايراني.
وعكست المناظرات بشكل واضح انقسام المرشحين الى معسكرين الاول يمثله الرئيس الحالي حسن روحاني المحسوب على تيار المحافظين المعتدلين والمدعوم من قبل الاصلاحيين ونائبه في الحكومة اسحاق جهانغيري ووزير الصناعة الاسبق مصطفى هاشمي طبا.
أما المعسكر الاخر يمثله رجل الدين الاصولي والمدعي العام السابق في ايران ابراهيم رئيسي القريب من المؤسسة الدينية في البلاد ورئيس بلدية العاصمة طهران القائد السابق في قوات الحرس الثوري محمد باقر قاليباف اضافة الى وزير الثقافة والارشاد الاسبق مصطفى مير سليم.
ويركز فريق الرئيس روحاني خلال حملته الانتخابية على ابرز “انجازات” حكومته في التوصل الى الاتفاق النووي مع القوى الكبرى ورفع الحظر الاقتصادي وانهاء العزلة الدولية عن ايران الا انه واجه انتقادات لاذعة من خصومه الذين تحدثوا عن فشل الحكومة في انعاش الاقتصاد المحلي رغم الاتفاق النووي.
وحذر روحاني الناخبين في حال عدم انتخابه مما اسماه ب”عودة المتشددين الى السلطة” في اشارة واضحة الى المرشح الاصولي البارز ابراهيم رئيسي الذي انتقد بدوره حكومة الرئيس روحاني التي اوصلت البلاد الى “نقطة يصعب تحملها” حسب تعبيره.
في المقابل يحاول الاصوليون اقناع الناخب الايراني بعدم التصويت للرئيس روحاني محملينه مسؤولية التدهور الاقتصادي الذي تعيشه البلاد وعدم الوفاء بالوعود التي قطعها في الدورة الرئاسية السابقة خاصة في ما يتعلق بتوفير اربعة ملايين فرصة عمل للعاطلين.
وبالرغم كل الانتقادات الحادة للاتفاق النووي فان جميع المرشحين اجمعوا على التزامهم بالاتفاق اذا ما فازوا بالانتخابات الرئاسية في حين تعهد الاصوليون بتغيير طريقة ادارتهم لهذا الملف خاصة تجاه الولايات المتحدة الامريكية التي يتهمونها بعدم الالتزام بالاتفاق.
وزاد التراشق الكلامي بين روحاني وقاليباف الذي أخذ على عاتقه مسؤولية المواجهة المباشرة معه في حين ظهر نائب الرئيس اسحاق جهانغيري بدور المرشح المساند لروحاني.
اما التيار الاصلاحي فقد حسم منذ فترة موقفه من خلال اعلان وقوفوه الكامل خلف الرئيس روحاني لقطع الطريق امام عودة التيار الاصولي والذي يمثله في هذه الدورة من الانتخابات المرشح ابراهيم رئيسي الى جانب المرشحين قاليباف وميرسليم.
ونظرا الى انقسام المرشحين الستة الى معسكرين مؤيد ومعارض للرئيس روحاني من المحتمل جدا ان نشهد انسحابات في كلا الطرفين لصالح المرشح الاوفر حظا وهو تكتيك متبع في الانتخابات الايرانية.
ومن جانبه حث مرشد الثورة الاسلامية في ايران علي خامنئي المواطنين على المشاركة الفاعلة في الانتخابات الرئاسية المقبلة قائلا ان “الجميع احرار في ان يختاروا مرشحهم المفضل لكن الأهم في هذا الموضوع الرئيسي والمهم هو توجه ابناء الشعب كافة الى صناديق الاقتراع”.
يذكر ان الانتخابات الرئاسية في ايران ستجرى يوم 19 من الشهر الجاري بالتزامن مع انتخابات الدورة الخامسة للمجالس البلدية والقروية اضافة الى الانتخابات الفرعية لمجلس الشورى الاسلامي.