جريدة الحقيقة الإلكترونية
وأوضح أن معالي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ خالد الجراح الصباح يؤمن إيمانا راسخا بأن الدعم المتواصل لهذه الرعاية قاعدة ضرورية وأساس لا يمكن الاستغناء عنه لكي يقدم رجال الأمن أقصى ما في وسعهم من جهد وعطاء لخدمة أمن الوطن وأمان أبنائه.
وأثني العميد عادل احمد الحشاش على التعاون العربي في هذه المجالات مشيرا إلى أهمية إفساح المجال لمزيد من الجهود في مواجهة المستجدات على الساحة الإقليمية والعربية والدولية التي تلقي أعباء جساما على عاتق المؤسسات الأمنية العربية وأبنائها.
وقد قدم الحشاش للمؤتمر ورقة عمل بعنوان “مواجهة ظاهرة العزوف عن العمل الأمني.. رؤية للأسباب … والمعالجات ” والتي تناول فيها أهمية البحث العلمي لمعرفة أسبابها مشيرا إلى أن العمل الشرطي بطبيعته عمل مضن وشاق، فهدفه هو تعقب المجرمين وملاحقة الخارجين عن القانون والتصدي للجريمة قبل وقوعها، والاهتمام بكافة المشاكل الأمنية التي تعترض المواطنين.
والمح إلى عدم تكافؤ المزايا المادية والمعنوية لرجل الشرطة مع ما تتضمنه طبيعة عمله من مخاطرة مستمرة وتضحيات مما يؤدي بالضرورة إلى العزوف عن العمل الشرطي بالنظر إلى وجود مجالات عمل مجزية مادية أكثر ولا تنطوي على مخاطر مماثلة.
وأضاف أن التركيبة السكانية لبعض المجتمعات تتكون من مواطنين ومقيمين بصورة غير قانونية تجعل بالضرورة صياغة صورة ذهنية إيجابية لرجل الشرطة عملية عسيرة بالنظر إلى اختلاف الثقافات تبعاً لذلك داخل المجتمع.
كما تناول العميد الحشاش أزمة الثقة بين المؤسسة الأمنية وبين أبناء المجتمع، فأبناء المجتمع يرون في رجال الشرطة أداة في يد السلطة التنفيذية، بينما يرى رجال الشرطة أنهم في خدمة الشعب من خلال عملهم لإقرار الأمن والاستقرار ورد الحقوق لأصحابها.. وأزمة الثقة تلك تلقي بظلالها على رغبة أبناء المجتمع في الالتحاق بالعمل الشرطي.
وقال إن هناك خلافا جذريا وأساسيا بين ثقافة ومرجعية كل من رجل الشرطة ورجل الإعلام.. فثقافة رجل الشرطة تميل إلى الإخفاء والكتمان وفرض الرقابة، بينما ثقافة رجل الإعلام تنزع إلى الكشف والإعلام بل والإثارة أحياناً.
ونوه أن سعي بعض وسائل الإعلام للإثارة والترويج قد يزعزع الثقة في مقدرة أجهزة الأمن على بلوغ أهدافها، بل ربما تقوم وسائل الإعلام بالتشكيك في الحقائق والأرقام الصادرة عن المؤسسة الأمنية.
1. تعزيز العلاقات بين المؤسسة الأمنية ووسائل الإعلام
2. توثيق الروابط بين وزارة الداخلية وأبناء المجتمع
3. توعية الأسرة العربية بأهمية دور رجل الشرطة
ويتم ذلك من خلال:
أولا: لجنة على مستوى عال تضم خبراء من وزارات الداخلية والإعلام والتربية ووسائل الإعلام الجماهيرية تضع توصياتها ويتم تفعيلها بعد إقرارها.
ثانيا: زيادة الحوافز المادية والمعنوية لرجال الشرطة أمام الضغوط والمتاعب التي يتعرضون لها.
ثالثا: تفعيل مهمة المؤسسات الاجتماعية ومنظمات العمل المدني في معالجة الأمراض الاجتماعية.
رابعا: بحث تطوير سياسة القبول في كليات الشرطة، من حيث أخذ العوامل النفسية والسلوكية في الاعتبار بصورة أكبر.
خامسا: إبعاد العناصر غير الصالحة عن العمل الشرطي.
وأبرز أن تحقيق تلك الاستراتيجية بمختلف محاورها تعتبر ركيزة أساسية من ركائز دعم الصورة الذهنية لرجل الشرطة في عيون المجتمع.. وتأتي بالقطع في إطار الرعاية الاجتماعية والنفسية لرجال الأمن.
وقد لاقت ورقة العمل التي تقدم بها وفد دولة الكويت لوثيقة المؤتمر إشادة جماعية من المؤتمر لما تحتويه من نهج اجتماعي عالي المستوى للجهاز الأمني.
وأوضح اللواء أحمد الربعي الأمين المساعد لمجلس وزراء الداخلية العرب أن ورقة العمل استثنائية بحق وتستحق كل تقدير للجهد المبذول فيها وللنهج العلمي الذي اعتمدته.
كما أشار د. احمد الغطاس مدير عام الرعاية الصحية بوزارة الداخلية التونسية إلى أن ورقة العمل تعد وثيقة هامة من وثائق المؤتمر.
