دعا الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور، الشعب المصرى إلى الخروج يوم الاستفتاء والمشاركة فيه، واصفًا الدستور الجديد بثمرة نجاح ثورة 30 يونيو.
وأكد الرئيس منصور، فى تصريحات له مع عدد من رؤساء تحرير الصحف المصرية فى الكويت اليوم الأربعاء، على هامش القمة العربية – الإفريقية الثالثة، على أن الجيش حمى مصر من حرب أهلية بعد ثورة الشعب فى 30 يونيو الماضى، وهذا يدعونا إلى أن نحمد للجيش دعمه للشعب.
وأضاف:’نسير بخطى ثابته فى تنفيذ خارطة الطريق، فالدستور الجديد سيكون ‘ثمرة’ نجاح الثورة، ولهذا أدعو الشعب أن يخرج ويشارك فى الاستفتاء الذى سيجرى على الدستور بعد انتهائه خلال الأيام القادمة ‘.
وقال، إنه ليس طرفًا فى إعداد الدستور، مؤكدا أن لجنة الخمسين هى صاحبة القرار.
وفى شأن العلاقات المصرية مع دول الخارج، أشار الرئيس إلى أن الحزمة الأولى من الدعم الكويتى لمصر بلغت 4 مليارات دولار، وأن هناك حزمة أخرى ستعلن قريبا.
وقال الرئيس منصور، إن مصر لا تعيش على المساعدات الخارجية ولهذا نطالب الناس أن تعمل وتنتج، وأن تدعم كافة التيارات والفئات الاستقرار فى البلد، حتى يأتى المستثمر والسائح، نافيًا أى تفكير فى تغيير وزارى.
كما أكد الرئيس منصور، على أن العلاقات المصرية الروسية سشتهد تطورا كبيرا فى المرحلة القادمة، لافتا إلى التأييد غير المشروط الذى أبداه الرئيس الروسى بوتين خلال الاتصال الهاتفى بينهما مؤخرًا.
كما أكد أن ثورة الشعب فى 30 يونيو الماضى أحدث زلزالاً جعل الجماعة تعيد ترتيب بعض الأولويات عند كثير من قياداتها، فأصبحت الآن تضم عناصر لا تتخلى عن العنف، وعناصر أخرى تعيد التفكير فى أوضاعها، وعناصر ثالثة انسحبت من المشهد دون أن تعلن هذا.
وفيما يتعلق بسد النهضة، عبر الرئيس منصور عن رضاه عن نتائج المفاوضات مع إثيوبيا، وقال ‘راض عن نتائج المفاوضات مع إثيوبيا حول سد النهضة’، مشيرا إلى أنه ملف حساس وشائك يجب أن يدار بطريقة بالغة الدقة والحساسية، وأنه ملف هام جدًا ومن يجلس على مقعد الرئاسة، وأى مواطن مصرى يحب مصلحة بلده، يهتم بهذا الملف وعليه أن يبحث عن حلول وبدائل من خلال المفاوضات
وأضاف أن المسئولين فى إثيوبيا، يتفهموا حقوق مصر فى مياه النيل مؤكدا أن مصر لم تتنازل عن حقوقها، وفى نفس الوقت نحرص على حقوق الطرف الآخر، لافتا إلى أن لقائه مع رئيس الوزراء الإثيوبى على هامش القمة العربية الإفريقية بالكويت، تناول موضوع سد النهضة، حيث أعرب ديسالين عن تقدير بلاده للعلاقات التاريخية بمصر متمنيا للرئيس والحكومة الانتقالية النجاح.
وأشار الرئيس منصور، إلى أن المرحلة القادمة ستشهد مزيدا من التعاون المصرى – الإثيوبى فى المجالات الاقتصادية والاستثمارية، وأن هناك دورا كبيرا للقطاع الخاص، ومن المنتظر أن تتم خلال فترة قادمة زيارات لدعم العلاقات الاقتصادية بين مصر وإثيوبيا.
وفيما يتعلق بملف دول حوض النيل، قال الرئيس منصور ‘نبحث عن نقطة التوازن بين مصلحة دول المنبع، ومصلحتنا كدولة المصب ولهذا نحاول أن نصل إلى اتفاق من خلال التفاوض’، مؤكدا تفاؤله من المفاوضات الجارية الآن.
وأشار إلى الاجتماع المقرر عقده بالخرطوم يوم 8 ديسمبر القادم للجنة الثلاثية، التى تضم مصر وإثيوبيا والسودان، مؤكدا إصرار مصر على لجنة الخبراء الدوليين باعتبارها هيئة محايدة لكل الأطراف.
وقال إن مصر طلبت من الجانب الإثيوبى رد على عدة أسئلة ونقاط فنية أثارتها لجنة الخبراء الدوليين ‘وفى انتظار الرد’.
ونوه الرئيس إلى أنه مهتم جدًا بدول حوض النيل، ولهذا التقى مع سلفا كير رئيس جنوب السودان، والذى أكد على وقوفه مع مصر فى مطالبها بشأن مياة النيل، معربا عن دعم بلاده الكامل لاستئناف مصر لعضويتها فى الاتحاد الإفريقى فى أقرب فرصة، كما دعا الرئيس إلى تعميق التعاون مع جنوب السودان فى كافة المجالات خاصة فى مجال الخبرات والتقنيات والتنمى.
وقال إن اللقاء تناول مساعدة مصر فى خلق تدفقات مائية فى نهر النيل من خلال توسيع بعض تفريعات النهر فى الجنوب، وقد كلف الرئيس وزير الرى المصرى اتخاذ اللازم فى هذا الشأن.
كما أكد الرئيس على أنه حريص على الملف الأفريقى، وأنه كلف نبيل فهمى وزير الخارجية بزيارات ومهام فى هذا الإطار وأنه يتابع يوميا تقارير الخارجية حول ذلك الأمر.
وحول المقترح الذى طرحه على القمة العربية الأفريقية الثالثة بإنشاء شبكة عربية إفريقية للتنمية، لفت الرئيس إلى أن الاقتراح يحتاج إلى آلية للتنسيق بين مختلف الصناديق، والآليات التنموية العربية والأفريقية لتحقيق مركزية إدارة التنمية فى أفريقيا، مشيرًا إلى أن مصر ترحب باستضافة الاجتماع الأول للشبكة، لوضع أسس التعاون بين هذه الصناديق، وإقامة قاعدة بيانات حول الاحتياجات التنموية للشعوب العربية والأفريقية.
وردا على سؤال حول التخوف من وجود اعتراضات لبعض الدول على المرحلة الانتقالية فى مصر، قال الرئيس عدلى منصور ‘كنت متأكدا أنه لن يحدث شئ من هذا فى القمة العربية الإفريقية الثالثة بالكويت، والآن أصبحت معظم دول العالم تنظر إلى مصر نظرة مختلفة وتدعم التقدم والاستقرار وتنتظر منا خطوات جادة فى خارطة الطريق، وأول خطوة بإذن الله ستكون فى إنجاز الدستور، لنؤكد بها للعالم أننا جادون فى خطواتنا، حيث نسعى إلى أن تعود مصر إلى مكانتها فى العالم ‘.
وحول لجنة الخمسين لإعداد الدستور، قال الرئيس منصور ‘لست طرفًا فى هذا الأمر ولم أتدخل فى أمر اللجنة مطلقا، لأنها هى صاحبة الحكم والقرار، ووفقا للإعلان الدستورى الذى أصدرته مع بداية خارطة الطريق، فإن اللجنة مشكلة لإعداد تعديلات على دستور 2012، وأنا كمواطن مصرى راض عن الزخم والنقاش والحوار الدائر بين فئات وطوائف مختلفة، لأن الله خلقنا متفاوتين ومع اختلافنا فى الرأى فإننا نتفاعل معا من أجل دستور يضمن الحريات والحقوق.
وأوضح الرئيس، أنه لا يجب لأى فئة أن تتصور أن تأخذ من الدستور كل ما ترغبه، حيث يجب أن نتوافق على الحدود الدنيا لهذه المطالب
وأشار إلى أن إنجاز الدستور يعتمد على مشاركة الشعب بكامله فى الاستفتاء عليه، لأن نزول الشعب دليل جديد على نجاح ثورته فى 30 يونيو.
وحول زيارته للكويت الأولى والثانية، قال الرئيس عدلى منصور أنه جاء فى الأولى فقط ليشكر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد على الدعم الكويتى لمصر، وأنه تناول أيضا أهمية الاستثمارات الكويتية فى مصر، وأنه التقى بعدد من رجال الأعمال والمستثمرين الكويتين فى مصر وسمع منهم شكاواهم، ووعد بتذليل كافة الصعوبات مادامت لاتخالف القانون.
وحول الثانية، أكد الرئيس أن لقائه مع أمير الكويت تناول التعاون بين البلدين، مشيرا إلى أن الكويت تنظر إلى مصر بتقدير بالغ، مضيفا أن اللقاء تطرق إلى حزمة المساعدات الكويتية التى تم الإعلان عنها من قبل وتبلغ 4 مليارات دولار، منها مليار منحة عينية فى هيئة مواد بترولية ومليار أخرى منحة تنتظر تصديق مجلس الأمة الكويتى إضافة إلى مليارى دولار وديعة كويتية فى البنك المركزى.
ونوه الرئيس إلى أن هذه هى الحزمة الأولى وهناك حزمة أخرى تتضمن مليارات أخرى سيتم الاتفاق عليها قريبا.
وأكد الرئيس، أنه طمأن أمير الكويت على الأوضاع فى مصر، وأنها تسير إلى الأفضل، لافتا إلى أن أمير الكويت أعرب عن أمله أن تستعيد مصر مكانتها فى أقرب فرصة.
وسُئل الرئيس عن مدى اعتماد مصر، وتعايشها على هذه المساعدات الخارجية، قال ‘نحن لا نعيش على المساعدات، ونحن فى ظرف ومرحلة صعبة، فالسنة الماضية كانت عصيبة اقتصاديا، ولا يمكن لمصر أن تستجدى أحد، وعلينا دفع المواطنين للعمل، ونطالبهم بأن يهدأوا وينتجوا ‘.
وتساءل الرئيس، كيف تعيش مصر فى ظل عدم استقرار ومظاهرات من كل الفئات؟، وكيف يأتى المستثمر والسائح فى بلد يستمر فيها العنف ولا همَّ للأمن غير مواجهة الإرهاب؟، وقال ‘لقد تحمل الأمن أكثر مما يحتمل فى مواجهة المظاهرات والعنف والإرهاب، وأصبح مشتتاً، بينما يجب أن يتفرغ لدوره فى تحقيق الأمن الجنائى’.
وردا على سؤال حول إمكانية ترشحه للرئاسة، شدد الرئيس منصور قائلاً ‘ أنا لا أرغب فى الترشح’.
وحول دور بعض الدول الإقليمية والعربية فى دعم المظاهرات والإرهاب فى مصر، قال ‘لدى معلومة عن مثل ذلك، وأنا كقاضى أحكم بالدليل’.
وحول خارطة الطريق، وإنجازات الحكومة لفت الرئيس إلى أن الأوضاع تستقر فى مصر يوما بعد يوم، وأن الحكومة تعمل وتحاول أن تقدم كل ماتستطيع، وأنه لا تفكير فى تغيير وزارى، لافتًا إلى أنه أعطى لرئيس الحكومة الدكتور حازم الببلاوى صلاحيات كبيرة لكى يعمل بحرية، وفقا للمبدأ القانونى ‘تلازم السلطة والمسئولية’، موضحًا أنه يجب ألا ننسى الإرث الثقيل الذى ورثته الحكومة، وأنها تسعى لتحقيق تطلعات وآمال المواطنين.
وحول مدى قبوله للنقد، قال ‘إننى أحب النقد الموضوعى..ولا يؤلمنى النقد مهما كان.. بل أكون سعيدا.. والنقد الساخر مقبول عندى’.
وردا على سؤال بأن مؤسسة الرئاسة تنقصها كفاءات وتخصصات وخبرات معينة، قال الرئيس: ‘معك حق.. وأنا أحاول أن أؤدى فى حدود المتاح، وأترجم للواقع ما أعتقد أنه صحيح’
وبالنسبة لمستشارى الرئيس، قال: ‘لم أعرف أحد منهم من قبل.. وعرفتهم من خلال أعمالهم ونشاطاتهم المعلنة عبر وسائل الإعلام.. وبناء على ذلك أخترتهم’.
وحول الحديث عن المصالحة والمبادرات التى تطلق من حين إلى آخر مع جماعة الإخوان، قال الرئيس مستنكرًا: ‘مصالحة مع من؟!.. الشعب فى جانب والجانب الآخر جماعة وذيولها.. جماعة فعلت فى الشعب ما فعلت.. هل ممكن أن أتصالح مع مجرم؟.. أنا أرفض كدولة’، مشيرا إلى أن ماحدث من زلزال للجماعة’ فى إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين’ أعاد ترتيب بعض الأولويات عند كثير من قياداتها فأصبحت الآن تضم عناصرا لاتتخلى عن العنف، وهناك عناصر أخرى تعيد التفكير فى أوضاعها، وعناصر ثالثة انسحبت من المشهد دون أن تعلن هذا، مؤكدا على أنه لا إقصاء لأحد فى المشهد السياسى.
وحول العلاقات المصرية الروسية قال الرئيس عدلى منصور أنه تلقى مؤخرا اتصالا هاتفيا من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أيد خلاله ما تقوم به مصر حاليا فى إطار خارطة الطريق، معلنا تأييدا غير مشروط ودعما فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، ونوه إلى أن بوتين تلقى تقارير من وزير الخارجية الروسى عن نتائج مباحثاته هو ووزير الدفاع إلى مصر مؤخرا، وأنه راض عن مدى ما أحرزته من تقدم، داعيا إلى استمرار الاتصالات بينهما.
وأشار الرئيس، إلى أنه وجه دعوة للرئيس الروسى لزيارة مصر فى الوقت الذى يختاره بوتين.. ولفت منصور إلى أن الفترة القادمة ستشهد تطورا كبيرا فى العلاقات المصرية الروسية، وهذه العلاقات لا تؤثر مطلقًا على العلاقات المصرية الأمريكية، وأنه من الأفضل لمصر أن تتعامل مع الجميع على قدر المساواة.
وحول شكاوى المواطنين التى تصل إليه، قال الرئيس إن شكاوى المواطنين تصله مباشرة ويرسلها للوزير المختص طالبا منه الرد عليه بإعادة الشكوى بالحل المناسب.