احتفلت شركة “أمازون” يوم الإثنين الماضي بمرور 20 عاما على إدراجها بسوق الأسهم الأمريكي، لتبرز قصة تحولها من مؤسسة صغيرة إلى رابع أكبر شركة مقيدة في البورصة الأمريكية.
ولم يكن في مخيلة صاحب رابع أكبر شركة أمريكية من حيث القيمة السوقية في البورصة أن يحقق مشروعه الصغير لتسويق الكتب عبر الإنترنت هذا النجاح الذي رفع إيرادات الشركة من 16 مليون دولار إلى 135 مليار دولار.
تأسست الشركة الأمريكية في يوليو 1995، وبدأت نشاطها الخاص بتقديم خدمات لبيع الكتب عبر الإنترنت، وفي الشهر الأول لإطلاق “أمازون” تمكنت من بيع الكتب في كافة الولايات الأمريكية، وفي 45 دولة على مستوى العالم.
لكن “أمازون” الآن أصبحت تشتري منتجات الشركات والبضائع لإعادة بيعها، حيث تلعب دور الوسيط في ذلك، كما تقوم بتصنيع وبيع الأجهزة الإلكترونية.
ويشير الأداء المالي لشركة “أمازون” في بداية تأسيسها أنها لم تكن سوى شركة صغيرة من حيث المبيعات أو الإيرادات أو حتى من حيث عدد الموظفين.
وفي إفصاح الشركة السنوي عام 1997، أعلنت أنها منذ تأسيسها وحتى 31 ديسمبر خلال ذلك العام حققت مبيعات بنحو 164 مليون دولار.
كما بلغت إيرادات الشركة في عام الطرح في البورصة 16 مليون دولار فقط، في حين بلغ عدد الموظفين بأمازون 614 موظف.
وبعد 20 عاما من التأسيس.. استطاعت “أمازون” أن تحقق أرباحا وإيرادات بمليارات الدولات، فبلغت إيراداتها خلال عام 2016 نحو 135.9 مليار دولار.
كما تمكنت الشركة من أن تحقق قفزة بالأرباح فبلغ صافي الأرباح العام الماضي 2.37 مليار دولار.
بدأت “أمازون” الاكتتاب على أسهمها بالبورصة الأمريكية في 15 مايو 1997، وسجل سعر سهم الشركة عند افتتاح الجلسة 18 دولارا، لكنه تمكن عند الإغلاق صعد إلى مستوى 23.50 دولار، ما يوازي 1.96 دولار بعد التعديل السعري مع الآخذ في الاعتبار تقسيم السهم.
أما من ناحية القيمة السوقية للشركة خلال أول جلسة تداول له فبلغ 560 مليون دولار.
واستطاع سهم “أمازون” أن يحقق ارتفاعا بنسبة 27% منذ بداية العام الجاري، لتحافظ الشركة على المركز الرابع في قائمة أكبر الشركات الأمريكية من حيث القيمة السوقية.
وبلغت القيمة السوقية لسهم “أمازون” عند إغلاق يوم الإثنين 460.3 مليار دولار، فيما بلغ سعر السهم 961 دولار.
ويعني استثمار 1000 دولار في أسهم شركة “أمازون” في الطرح العام للبورصة قبل 20 عاماً (مع الآخذ في الاعتبار حقيقة تقسيم سعر السهم) أن تصل القيمة الحالية لهذا المبلغ إلى 638 ألف دولار تقريباً.
“جيف بيزوس” هو الرئيس التنفيذي لشركة “أمازون” ويملك 17% من أسهم الشركة، وتبلغ ثروته نحو 82.4 مليار دولار.
وولد “بيزوس” في 1994 ودرس علم الكمبيوتر، لكنه بعد التخرج رفض عروض العمل في شركات كبرى منها “إنتل”.
في عام 1994 استقال “بيزوس” من وظيفة مربحة سعياً وراء فكرة بسيطة وهي بيع الكتب عبر الإنترنت، لكن بعد مرور 20 عاما أصبحت شركته تبيع كل شيء ترغب في شرائه.
أما شغف صاحب أمازون الآخر فهو السفر عبر الفضاء، حيث أسس شركة “بلو أوريجين” لخدمة هذه الفكرة، كما اشترى صحيفة”الواشنطن بوست” في 2013 بمبلغ 250 مليون دولار.