الرئيسية / عربي وعالمي / تحقيق خاص بقضية روسيا – ترامب… ومساعٍ لعزل الرئيس

تحقيق خاص بقضية روسيا – ترامب… ومساعٍ لعزل الرئيس

يبدو أن التصعيد سيكون عنوان المرحلة في واشنطن بين الرئيس دونالد ترامب وخصومه الديمقراطيين المدعومين بوسائل الإعلام. ويقول المراقبون، إن الأمور تتجه إلى محاولة لعزل الرئيس، وذلك بعد تعيين محقق خاص للتحقيق بصلات بين فريق ترامب وموسكو.

في خضم أسبوع حافل وأسود لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عينت وزارة العدل الأميركية، أمس الأول، الرئيس الأسبق لمكتب التحقيق الفدرالي “FBI” روبرت مولر محققاً خاصاً في قضية وجود علاقات محتملة بين فريق ترامب وروسيا.

وبعد أيام على إقالة ترامب لمدير FBI جيمس كومي، الذي كان يجري تحقيقاً في القضية نفسها، أعلن نائب وزير العدل رود روزنشتاين في بيان تعيين مولر “72 عاماً” محققاً خاصاً بهدف فصل التحقيقات عن السلطة السياسية، من خلال الحد من تدخلات الوزارة، التي تشرف أيضاً على جهاز “FBI”، وبالتالي على العملاء، الذي يحققون منذ الصيف الماضي في القضية، التي تتداخل فيها الشؤون السياسية والتجسس.

وعملياً، بات مولر رئيس التحقيق، وسيكون مستقلاً أكثر بكثير من مدَّعٍ عام عادي أو من رئيس “FBI”، إذ إن إقالته غير ممكنة إلا إذا ارتكب خطأ.

ويشمل نطاق تحقيقات مولر “أي رابط و/ أو تنسيق بين الحكومة الروسية وأفراد مرتبطين بحملة الرئيس دونالد ترامب”، وأيضاً “أي موضوع” مرتبط بهذه التحقيقات، مما يعطيه هامش تحرك واسعاً.

وكان وزير العدل جيف سيشنز المقرب من ترامب، قد تنحى في مارس 2017 عن التحقيق حول التدخلات الروسية في حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2016، بعد أن اعترف بأنه التقى السفير الروسي سيرغي كيسلياك مرتين العام الماضي.

وفي معلومات جديدة تلقي بضغوط إضافية على ترامب، أعلن مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون مطلعون أن مدير الأمن القومي المقال مايكل فلين ومستشارين آخرين لحملة ترامب كانوا على اتصال مع مسؤولين روس وآخرين ممن لهم علاقات بالكرملين، عبر ما لا يقل عن 18 مكالمة هاتفية ورسالة إلكترونية خلال الأشهر السبعة الأخيرة من السباق الرئاسي في 2016.

وذكر ثلاثة مسؤولين حاليين وسابقين، أن ستة من الاتصالات، التي لم يسبق الكشف عنها كانت اتصالات هاتفية بين السفير الروسي لدى واشنطن سيرغي كيسلياك ومستشارين لترامب، من بينهم فلين، أول مستشار للأمن القومي عينه ترامب.

وقال أربعة مسؤولين حاليين إن المحادثات بين فلين وكيسلياك تسارعت بعد انتخابات الثامن من نوفمبر، حيث بحث الاثنان إقامة قناة خلفية للاتصال بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين من شأنها أن تتفادى بيروقراطية الأمن القومي الأميركية، التي اعتبرها الجانبان عقبة أمام تحسين العلاقات.

لكن لا يملك هؤلاء الأشخاص دليلاً على ارتكاب مخالفات أو تواطؤ بين الحملة وروسيا في الاتصالات، التي خضعت للمراجعة حتى الآن. لكن الكشف قد يزيد من الضغط على ترامب ومعاونيه لكي يقدموا لمكتب التحقيقات الاتحادي “FBI” والكونغرس سجلاً تفصيلياً بالاتصالات مع المسؤولين الروس وآخرين لهم علاقات بالكرملين خلال الانتخابات وبعدها مباشرة.

من جهتها، أوردت صحيفة “نيويورك تايمز” أمس أن فلين عين في منصبه مع أنه كان اطلع في 4 يناير 2017 فريق الرئيس أنه موضع تحقيق فدرالي، غير أن ذلك لم يمنع تعيينه في هذا المنصب الحساس الذي اضطر لمغادرته في 13 فبراير.

انتصار

ورأى الديمقراطيون في قرار تعيين مدعٍ خاص انتصاراً، ولو أن البعض يعتبرونه مجرد مرحلة أولى ويطالبون بتشكيل لجنة خاصة حول روسيا بصلاحيات أوسع من تحقيق للشرطة.

وطالبت المعارضة بالاجماع بتعيين مدع خاص منذ إقالة كومي، إذ تشتبه في محاولة لعرقلة القضاء.

وجاء القرار بعد أن حضت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي في رسالة كومي على الإدلاء بشهادته في جلسة علنية، كذلك في جلسة مغلقة أمام أعضاء مجلس الشيوخ لتوضيح ظروف إقالته، لكنه لم يوافق حتى الآن على ذلك.

كما طلبت أيضاً من مدير “FBI” بالنيابة أندرو مكابي البحث عن “أي ملاحظات أو مذكرة” أعدها كومي بشأن الاتصالات، التي أجراها مع ترامب قبل أن يقرر الرئيس طرده الأسبوع الماضي.

وسربت معلومات من مذكرة كتبها كومي تقول، إن ترامب طلب منه إغلاق التحقيق لكن كومي نفى كتابة أي مذكرة.

العزل

ودعا بعض المشرعين الأميركيين غير الرئيسيين إلى بدء إجراءات لعزل ترامب المتهم بإعاقة عمل القضاء لكن هذا الاقتراح لا يزال مجرد فرضية، إلا إذا حظي بدعم سياسي.

ولم يتم عزل أي رئيس في التاريخ الأميركي وإن وجهت التهمة إلى رئيسين بُرّئا بعدها هما آندرو جونسون في 1868 وبيل كلينتون في 1998. وفضل ريتشارد نيكسون في 1974 الاستقالة لتفادي عزله في الكونغرس بعد فضيحة ووترغيت.

وطلب نائبان ديمقراطيان هما ماكسين ووترز وآل غرين حتى الآن بدء إجراءات العزل، لكن باقي ممثلي المعارضة الديمقراطية يرفضون في هذه المرحلة خوض هذه المغامرة خوفاً من أن يتحول الأمر إلى مجرد مواجهة بين الحزبين.

ويقول مسؤول ديمقراطي، إن “الوقت مبكر جداً”. وأوضح السناتور برني ساندرز: “لا أريد أن نقفز إلى مرحلة العزل طالما أن الطريق لا يقودنا إليه. ربما تذهب بنا في هذا الاتجاه وربما لا”.

ويقول المعارضون إنه ينبغي في البدء تحديد أفعال لا جدال حولها. وشرح الديمقراطي آدم شيف “لا يمكن أن يبدو الأمر وكأنه محاولة لإلغاء الانتخابات بوسائل أخرى”.

وأكد المحافظ جاستن أماشي “في هذا البلد، يحق للناس أن يحظوا بمحاكمة عادلة”، رغم انتقاده لترامب.

لكن هؤلاء المشرعين يؤكدون أن إعاقة عمل القضاء هي جنحة تصل إلى مستوى يبرر إجراء العزل. وهذا من بين ما اتهم به كلينتون ونيكسون على أي حال.

ترامب يشكو

في المقابل، اعتبر ترامب أمس، تعيين مولر من غير تسميته أنه “أكبر حملة اضطهاد في التاريخ الاميركي”.

وكتب ترامب في تغريدة على “تويتر”: “إنها أكبر حملة اضطهاد تستهدف سياسياً في التاريخ الأميركي!” متهماً هيلاري كلينتون وإدارة الرئيس السابق باراك أوباما بالقيام “بأعمال غير شرعية” لم يتم تعيين مدعٍ خاص أبداً للتحقيق فيها.

وعلق ترامب، أمس الأول، الذي يشكو من سوء معاملة وسائل الإعلام له على القرار ببرودة في بيان لم يأت فيه على ذكر مولر.

وقال “كما قلت مراراً، سيؤكد تحقيق شامل ما نعرفه بالفعل: ليس هناك أيّ تواطؤ بين فريق حملتي وبين جهة أجنبية”، مضيفاً: “أنتظر بفارغ الصبر انتهاء هذه القضية سريعاً”.

في شأن متصل، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي تهكم خلال اجتماع مع مشرعين جمهوريين في يونيو 2016 بقوله، إن بوتين ربما يدفع أموالاً لترامب.

ورد مكارثي على التقرير بتغريدة كتب فيها: “كانت محاولة للمزاح أسيء فهمها”.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*