فهذا شهر فيه فرص كبيرة لمن يريد التقرب إلى الله والفوز برضاه فهذه لحظة ليس كل مرة يمكن أن يفوز بها المرء وليس كل منا سيضمن بأنه سيبقى على قيد الحياة في العام القادم فنحن نعيش غموض ولا نعلم ما بقي وما لم يتبقى من أيامنا القادمة فالإسلام هو أعظم دين على وجه الأرض فهو يجعلنا نعيش حياتين، حياة من أجل إثبات وجودنا في الكون وحياة لى لقائه والنظر إلى وجهه الكريم فلا يجب أن نجهل هذه الحياة فأعمالنا هي التي من ستقودنا إلى النعيم او إلى هاوية يصعب علينا الهروب منها او حتى التخلي عنها فهي دار البقاء ولا دار بعد دارها ولا نعيم بعد نعيمها ولا راحة فيها لمن لم يعمل أعمال صالحة تثبت وجوده فيها وكثير من الناس يعملوا للحياة الفانية ويبنوا قصورا و امجاد يتكلم عنها الكثيرون ولكنهم ينسوا دار البقاء ولا يعملوا شيء لها فما يفعلونه للدار الفانية التي لن يجدوا منها سوى ما يأكلوا وما يشربوا وما يلبسوا وتجاهالوا بأن أعمالهم السيئة ستقودهم إلى غضب الله ولا يعملوا للرضائه فهم يبنوا أمجاد ستموت في لحظة موتهم و يبنوا قصورا ستكون لغيرهم فهم سيكسبوا ما عملوا والله لا يظلم عباده فهم من يظلموا أنفسهم، تجاهلوا الدنيا الفانية وتجاهلوا ما يبعدكم عن عبادة الله والتقرب له واجعلوا قلوبكم قصورا للمحبة الله والتقرب له واعملوا لدنياكم ولا تنسوا نصيبكم من الآخرة فوالله لن تنفعكم أموالكم ولا أولادكم فوالله وحده من سيكون معكم وعندما تعبدونه واقرؤا القرآن واعملوا به واستغلوا هذا الشهر في عبادة الله ولا تجعلوا قلوبكم معلقة بالطعام والشراب والمسلسلات فلديكم أشهر السنة كلها وهذا الشهر عندما يرحل لن يعود مرة أخرى فوالله من مات ولم يبعد الله ولم يعمل لى هذه اللحظة فسيندم وسيتمنى بأن يعود مرة أخرى للدنيا لكي يعبد الله فكل منا يريد بأن يصل لى ما يسموا له ولكن السعادة في ذكره والتقرب له ولذة عبادته أقوى من أي لذة في هذا الكون فهي لذة لا يشعر بها إلا من ذاقها واستمتعوا بذكر الله فهذه أجمل من اي لذة على وجه الأرض وهي تغذي المشاعر بالطمأنينة والراحة فمن ذاقها فلن يحتاج إلى أحد وسيشعر بما سينير أعماقه ويرضي طموحه ولا تتجاهلوا نداء الصلاة ولا تتجاهلوا الإستغفار وابتعدوا عن كل شيء واجعلوا هذا شهر للعبادة الله وذكره والتقرب له.