بعد مرور سنوات على طفرة الحجوزات عبر مواقع الانترنت وحيازتها حصة جيدة من السوق على حساب مكاتب السياحة والسفر عادت المكاتب لتسترجع بعضا من حصتها نتيجة اسباب عدة افرزها تطوير هذه المكاتب لخدماتها وظهور بعض المثالب في الحجوزات الالكترونية.
وقسمت هذه المنافسة بين المواقع الالكترونية والمكاتب على سوق الحجوزات العملاء بحسب الفئات العمرية اذ يرى مراقبون ومتابعون ان معظم مستخدمي الحجوزات عبر الانترنت هم من فئة الشباب الذين تترواح اعمارهم بين 18 و35 سنة الذين يقوم بالحجز بشكل مستعجل ولفترات زمنية قصيرة على محطات قريبة.
في حين بقيت فئة الاشخاص الاكبر سنا التي تبلغ اعمارهم من 35 وما فوق على الحجوزات التقليدية عبر مكاتب السفر اضافة الى العائلات التي تخطط لرحلاتها السنوية قبل فترات طويلة من السفر تقوم بحجوزاتها عبر مكاتب السفر والسياحة.
وقال أمين سر اتحاد مكاتب السفر والسياحة الكويتية أحمد الفهد لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم “ان حجم الحجوزات عبر مواقع الحجز الالكترونية الأجنبية أصبحت محدودة وتشمل في أغلبها فئة الشباب الذين يرغبون بالسفر لرحلات قصيرة غير مخطط لها قبل وقت طويل وغالبا ما تكون هذه الحجوزات لرحلات تشمل محطة واحده”.
واضاف الفهد ان معظم المسافرين عند التخطيط للسفر لمحطات متعددة وبعيدة يعتمدون في الحجز على مكاتب السياحة والسفر لشعورهم بالاطمئنان من الحصول على أسعار أفضل وخدمات شاملة ومميزة لاسيما خدمات ما بعد السفر.
وذكر ان العائلات لا تغامر بالاعتماد على الحجز من خلال مواقع الحجز الالكترونية الأجنبية خصوصا أن لجنة الشكاوى في الادارة العامة للطيران المدني تقف عاجزة ولا تستقبل او تتصرف في الشكاوى المقدمة من المسافرين كون مواقع الحجوزات الالكترونية لا تخضع لقوانين دولة الكويت.
وأشار الى ان عددا من دول العالم حجبت فعليا مواقع الحجوزات الالكترونية الأجنبية العاملة خارج بلادها في حين سنت ودول كثيرة أخرى قوانين لتنظيم تراخيص تلك المواقع وذلك تخوفا على مواطنيها من مغبة التعرض لعمليات الغش والنصب وضمان قدرتها على المحافظة على حقوق المواطنين.
وأكد أن مكاتب السياحة والسفر تتمتع بمرونة عالية في تلبية حاجات المسافرين المتغيرة وقدرتها على توفير أدق التفاصيل والخدمات التي لا تستطيع مواقع الحجوزات الالكترونية الأجنبية (الانترنت) توفيرها او المنافسة فيها.
وشدد على ضرورة الاخذ بعين الاعتبار سلوك المستهلك الكويتي الذي يسعى دائما الى الحصول على كافة الخدمات المتعلقة بالسفر من مكان واحد وفي زمن قصير وباسعار منافسة.
واوضح الفهد “ان الدليل على تكيف مكاتب السياحة السفر مع منافسة مواقع الحجز الالكترونية تزايد عدد هذه المكاتب خلال السنوات الماضية حيث شهد عام 2014 وحده افتتاح أكثر من 50 مكتب سفر اضافيا لتقديم خدمات السياحة والسفر في البلاد”.
وقال ان عدد مكاتب السياحة والسفر العاملة في سوق النقل الجوي بدولة الكويت بحسب تقرير منظمة النقل الجوي بلغ 364 مكتب سفر لعام 2014 منتشرة وموزعة جغرافيا على 6 محافظات وهي مكاتب مستوفية لشروط الترخيص الممنوح.
واضاف ان كادر الموظفين الذين يعملون فيها يستوفي اشتراطات مزاولة المهنة من تدريب وتأهيل علمي من خلال حصولهم على شهادات تدريب معتمدة ومصدق عليها من الجهات الرسمية في مجال حجز واصدار وبيع تذاكر السفر حسب القرار الوزاري رقم (6/2011) بشأن تنظيم سوق النقل الجوي بدولة الكويت.
من جهتها قالت سارة الزيد (موظفة حكومية) في تصريح مماثل ل(كونا) انها تقوم بحجوزاتها دائما عبر مكاتب السفريات لضمان وجودة الخدمة بعكس الحجوزات الالكترونية التي تقدم عرضا واحدا غير قابل للتغيير او التبديل.
واضافت الزيد ان الحجز عبر مكاتب السفريات قد يوفر في معظم اشهر السنة العروض على اسعار الفنادق والتذاكر وبذلك تكون الاسعار اقل عند مقارنتها باسعار الحجوزات الالكترونية عبر الانترنت موضحة ان العروض المطروحة في المكاتب اكثر تنوعا.
لكن مريم الوقيان (طالبة في جامعة الكويت) قالت في تصريح مماثل ل(كونا) انها تعتمد عند حجزها تذكرة السفر والفنادق على مواقع الانترنت لسهولة مشاهدة العروض وسرعة وسهولة الدفع والتوفير في الوقت والجهد.
واضافت الوقيان انها لم تواجه اي مشاكل عند قيامها بالحجز الالكتروني بعكس ما هو متعارف عليه موضحة انها اذا قرأت كل الشروط و الاحكام المرفقة للحجز فانها لا تحتاج الى الذهاب الى مكتب السفريات لان الحجوزات موجودة ومتوافرة امام ناظر المسافر.
من جانبه قال محمد الشطي (موظف حكومي) في تصريح مماثل ل(كونا) انه يقوم بالحجز عبر الانترنت غالبا وذلك منذ نحو خمس سنوات مشيرا الى أنه بحكم طبيعة عمله لا يجد الوقت للحجز وهي المهمة التي تقوم بها زوجته ربة المنزل دائما لحجز السفر.
وأشار الشطي الى أن الحجز عبر الانترنت سهل جدا على عموم الجمهور كما أن المواقع الالكترونية تخصص بعض المميزات للحجز عبر الانترنت منها الخصم من التذكرة وان كان بسيطا الا أنه ميزة اضافية للحجز عبر الانترنت.
ولفت الى أنه كان متخوفا في البداية من الحجز عبر الانترنت لعدم المعرفة السابقة وأنه ربما يحدث خطأ ما في الحجز يعوق السفر في الموعد ولكنه وبعد التجربة أثبت الحجز عبر الانترنت أنه أفضل ويوفر الوقت والجهد وأيضا المال.
بدورها قالت روابي المفرج (موظفة حكومية) في تصريح مماثل ل(كونا) ان طريقتها في حجز التذاكر تعتمد على الوجهة والمدة مشيرة الى ان السفر اذا كان قصيرا لدول قريبة فانها تعتمد على الحجز عن طريق الانترنت.
وذكرت المفرج انها عند السفر لجهات متعددة وطويلة فانها تعتمد على مكاتب السفر والسياحة لان المكاتب توفر عروضا مذهلة اضافة الى الطمأنينة وتأكيد الحجز ومرونة التغيير والتبديل بالحجوزات.
من ناحيته قال فهد العلي (رجل اعمال في العقد الخامس من عمره وهو كثير السفر) في تصريح مماثل ل(كونا) انه يعتمد على مكاتب السفر في عملية حجوزات التذاكر والفنادق ويعتمد على موظف في احد المكاتب يقوم بالحجوزات بسرعة ودقة ومرونة.
واشار العلي الى انه عميل دائم لمكتب سفريات مما يجعل المكتب يثق به ويؤجل له الدفع موضحا “اثناء السفر احتاج الى تمديد او تغيير في الوجهة احيانا فاتصل بموظف السفريات ويكون ذلك بمنزلة انقاذ لي مما يجعلني لا اغير طرقي”.