جديد الحقيقة
الرئيسية / أقسام أخرى / منوعات / لماذا حارب رجال الدين في إيران القهوة والمقاهي قديماً؟

لماذا حارب رجال الدين في إيران القهوة والمقاهي قديماً؟

لا يعشق الصباح الإيراني رائحة القهوة ولا يوليها أي أهمية بل يمكن أن ينظر إليها كثقافة غريبة مصطنعة تهجم على كأس الشاي المقدس ذو اللون الفاتح جداً.

يخطر ببالكم عند المسیر الصباحي في العاصمة طهران أن تفكروا مراراً في دلالات الصباح في هذه المدينة وتبدؤوا المقارنة بينها وبين تلك التي اعتدتم عليها في بلادكم.

فإلى جانب الازدحام المروري الممل وروائح التلوث المزعجة، يمكن أن يصل إلى مشام العابر في طهران شيء من روائح الخبز الطازج وبعض الأطعمة الدسمة التي يتناولها الإيرانيون في الصباح الباكر.

كما سيرى عدد أقل من المتوقع من تلاميذ المدارس بأزياء صارمة بعض الشيء ومجموعات من المتقاعدين يمارسون الرياضة في الحدائق العامة، والأهم من ذلك أعداد ضخمة من الرجال والنساء بملابس رسمية ومساحيق تجميل ضمن الحد الأدنى، يزحفون نحو أعمالهم.

المهم هو أنه لن تشتم في الحارات والشوارع رائحة قهوة. لن تجد رائحتها تفوح من منزل ما أو من بائع متجول أو من زميل في العمل.

شرب القهوة ثقافة غربية “فرنجية”

بحسب تقرير إيكونوميست معدل استهلاك الشاي في إيران هو 9 أضعاف معدل تناول القهوة.

إذ يعتبر الكثير من الإيرانيين شرب القهوة ثقافة غربية “فرنجية”، وهم يرجحون شرب الشاي اعتقاداً منهم أنه مشروب إيراني أصيل. وقد ساعدت عوامل عديدة منها اقتصادي ومنها ثقافي على ترسيخ هذا الاعتقاد لدى أغلب الشعب الإيراني.

لكن الحقيقة هي أن كلا المشروبين ليس إيراني، بل وقد وصلت القهوة إلى البلاد قبل الشاي.

وصلت القهوة قبل الشّاي إلى إيران.

ففي القرن الخامس عشر الميلادي، ومع انتقال القهوة عبر القوافل التجارية من موطنها الأم إلى البلاد العربية عبر اسطنبول وأوروبا خلال القرن الرابع عشر، وصل هذا المشروب المرّ إلى أصفهان عاصمة الصفويين وجذبت الشاه عباس الأول الصفوي الذي شجع عليها في بلاطه ولا سيما بعد تلقيه رسالةً من “كاشف الدين صفوي” ،أحد خبراء الأعشاب في البلاط، يوضح له فوائدها ومميزاتها، بحسب كتاب “المقاهي في إيران” للباحث علي بلوكباشي.

وقد انتشر مشروب القهوة، بحسب كتاب بلوكبشاي، أيضاً بين الصوفيين في ذلك العصر، فقد كان مفعولها المنبه يساعدهم على قيام الليل وممارسة مناسكهم الخاصة.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*