في وقت من الأوقات كان الهاتف “نوكيا 3310” أيقونة سوق الهواتف المحمولة قبل سنوات، لكن بمعايير اليوم، فإن هذا الهاتف لا يستطيع إنجاز الكثير من الأعمال، حيث كان يمكن باستخدام “نوكيا 3310” لإجراء المكالمات الهاتفية وإرسال الرسائل النصية وممارسة “لعبة الثعبان”، كما كان يقدم بعض الخصائص التي كانت تعد جوهرية في ذلك الوقت، فالمحظوظ يمكنه تأليف نغمة الجرس الخاصة به، واختيار الغطاء البلاستيكي الخاص به، بل وأيضاً الاتصال بالأرقام الهاتفية بالأوامر الصوتية.
وبعد 17 عاماً من ظهور الهاتف “نوكيا 3310” في الأسواق، قررت شركة “إتش إم دي غلوبال” التي تمتلك العلامة التجارية “نوكيا” حالياً طرح جيل جديد من الهاتف القديم “نوكيا 3310” في السوق، وهؤلاء الذين لديهم ميل للعودة إلى الماضي سيشعرون بالسعادة من النظر إلى شكل الهاتف الجديد نظراً للتشابه الكبير بينه وين الهاتف الأصلي، لكنه من الداخل مجهز بتجهيزات حديثة تماماً.
ورغم ذلك، فإن الهاتف “نوكيا 3310” الجديد لا يكاد يلبي معايير اليوم، فالشاشة لا تقدم إلا الألوان الأساسية فقط، كما أن الهاتف يحتوي على لوحة مفاتيح حقيقية وليست افتراضية كما هو شائع في هواتف اليوم، ومزود بكاميرا بقوة 2 ميغابيكسل، ولا يستطيع الاتصال بالشبكات بسرعة عالية.
في الوقت نفسه، فإن مشتريي الهاتف “نوكيا 3310” الجديد سيضطرون للتضحية بالكثير من الوظائف الأساسية في الهواتف الذكية حالياً مثل التطبيقات، كما أن الكاميرا الموجودة فيه مخيبة للآمال سواء بالنسبة لجودة الصورة أو لسرعة التقاط الصور، ودون وجود بطاقة ذاكرة إضافية، لن يستطيع المستخدم تخزين الكثير من الصور على الهاتف، كما لا يمكنه إرسالها إلا عبر تقنية “إم إم إس”.
وفي حين كانت خاصية استكمال الكلمة تلقائياً وفقاً للتنبؤ أثناء كتابة الرسائل النصية على الهاتف المحمول مذهلة عام 2000، فإنه من الصعب تخيل العودة إلى هذه الطريقة في كتابة الرسائل باستخدام لوحة مفاتيح حقيقية بعد التعود على الكتابة باستخدام لوحة المفاتيح الرقمية.
في الوقت نفسه فإن مستخدم الهاتف الحديث “نوكيا 3310” يستطيع الاتصال بالإنترنت باستخدام المتصفح “أوبرا”، لكن نظراً لأن سرعة الاتصال المطلوبة 2 غيغابايت، فإن فتح مواقع الإنترنت يتم ببطء شديد.
كما أن الهاتف الجديد مازال قادر على الاتصال بشبكات المحمول التي تستخدم ترددات 900 و1800 ميغاهيرتز، وهي الشبكات التي تراجع استخدامها أو توقف استخدامها بالفعل في بعض الدول، لذلك يجب أن يتريث العميل قبل اتخاذ قرار شراء هاتف “نوكيا 3310” الجديد.
في المقابل فإن الجيل الجديد من الهاتف “نوكيا 3310” لديه العديد من نقاط القوة، فهو يعمل بصورة جيدة كهاتف، جودة صوته مرتفعة وعمر بطاريته أطول من بطاريات الهواتف الذكية الحديثة.
وتقول “نوكيا” إن عمر البطارية يصل إلى شهر، في حين أثبتت الاختبارات أنه بعد استخدام الهاتف لمدة 10 أيام بشكل مكثف، كانت البطارية مازالت تحتفظ بنصف طاقتها.
ويجعل العمر الطويل للبطارية، الهاتف “نوكيا 3310” جهازاً مناسبا لسماع الأغاني، إلى جانب استخدامه في سماع الراديو.
وأخيراً فإن أكبر ميزة للهاتف الجديد هي أن سعره لا يزيد عن 50 يورو (56 دولاراً)، في حين يمكن شراء جهاز مزود ببطاقتي اتصال بسعر 60 يورو.