تكـاتـفت أيـدي الزمّان .. و ظـلمت !
كـم أنّنا نعـيش بـزمان حلـمنا بـهِ منـذ صُغـرنا،كـم أنـنا نـتذوّق آلام الـزمان التّي قـد أنضجـتنا “عـندمـا كُـنت صـغيرة,أقـول يـا أمي : مـتى أكـبر ؟ مـتى يعـاملنِي العـالم أنـني أصبحت كـبيره !
– تـرد إلـيّ بتأنـي – : لا تكـبري ، لا تنـضجي ، إبقِي هـكذا لأن عندما ” تتكـاتف أيـدي الزمان تـظلم ” .
حـقاً لـم أفهـم أي ظـلم تـقصده أُمي ,و بأي تـكاتف يـحدث لـلزمان ؟ كـلّ مـا شعـرت بـهِ عـندما كـبـرت أن الـظُلم يـشمل كـل الآلام و الخُـذلان و الأوجـاع التـي بنَا ، قال تعالى (( ولا تحسبَن الله غافلاً عمَّا يعمل الظالمون )) .
لا أعـلم عـن أيّ ظـلم أتحـدث بـهِ إليـكم !!
إحصـائيات الحُـروب الـتي كـانت مـخطئَة دائمـاً ، بكـاء يـروِي فقدان طفـلة لأبـيها الـذي كـان يجبُر كـسور قلبـها ، عـن وطـنٌ أصـاب شعبـها الضـياع فـلم يقدّم يـد الْعون ، أُم تتـألم لـفقدان أبنائِها الجـنة الـتي تحـت أقـدامها ، ظُـلم آبـاء لآبنـائهم ألـيس لـلقضايا مـسمّى أبٍ عـاق لإبنـه ، شـخص أصٓابته أدى الـدنيا و أصحـاب الـوقت و حـيرة النـفس و بـكاء القلب ! .
أم عـن ماذا أحـكي لـك يـا زمـان ؟
– ألـيس لـلزمن أن يـستقيم و يـعدُل ؟
– ألـيس لـلزمن أن يستخـلص حـساباته ؟
– ألـيس لـلزمن مـقدِرة فـي بنـاء القُـوة لـنا ؟
كـبرت قـلوبنَا و عـقولنـا عـشرة أعـوامٍ فـوق عُمرنا،كـبرت أحـاديثـنا حـتى أنّها لا تحمـل معهـا بـرائتنـا، مـاذا حـلّ بنَا ؟ و بـقلوبنا ؟ مـاذا أصـاب الحجـر لـيسـتكنن أرواحـنا ؟ .
آبـقوها فـي ذاكرتـكم ؛ ” رب قليل .. غلب كثير ”
بقلم وعد الساير