قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه لم يُفاجأ بالهجوم على مقر صحيفة شارلي أيبدو في باريس، ودعا إلى إصلاح مجلس الأمن الدولي حتى لا تكون كلمة الفصل فيه للإمبريالية والقوى المهيمنة.
واعتبر أردوغان في كلمة أمام اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المنعقد في إسطنبول الأربعاء، أن الهجوم على الصحيفة الفرنسية شارلي إيبدو جاء نتيجة تصاعد العنف الموجه ضد العالم الإسلامي.
وأوضح أنه لم يتفاجأ بالهجوم على الصحيفة لأنه لا يعتبر أي دولة في العالم آمنة بينما ينظر الغرب دون اكتراث، وبينما الكل صامت لقتل عشرات الأبرياء كل يوم في العالم الإسلامي “حتى إن هناك من يدعم هذه المذابح”.
إرهاب الدولة
ولفت أردوغان الانتباه إلى مقتل نحو 2500 إنسان في غزة لوحدها عام 2014 وحده، أكثرهم كان من الأطفال والنساء. وقال إن الأمم المتحدة تجاهلت هذه الحقيقة، وتصرف الاتحاد الأوروبي كأنه لا يعرف مقتل هؤلاء، و”للأسف، الإنسانية فضلت التزام الصمت حيال إرهاب الدولة وقتل الأطفال”.
وأضاف أن حرية التعبير يجب ألا تُعطي الحق لإهانة المقدسات، مشيرا إلى ازدواجية المعايير في تعامل الغرب مع القضايا المتعلقة باليهود مقارنة مع تلك المتعلقة بمقدسات المسلمين.
وأشار إلى أنه يتوجب على من يختبئ خلف حرية التعبير أن يعلموا أن رسوماتهم البشعة حول نبي الإسلام تسيء إلى المسلمين وتغضبهم وتشعل فتيل التحريض.
خط أحمر
ومضى أردوغان يقول إن هناك من يحاول ألا يسيء إلى اليهود أو يتعامل برفق وحذر معهم كي لا يُوصف بأنه معاد للسامية، داعيا هؤلاء إلى أن يتصرفوا برفق وحذر مع نبي الإسلام والمسلمين أيضا “لأن الرسول خط أحمر لكل المسلمين”.
196 دولة بالأمم المتحدة
غير راضية عن حالة مجلس الأمن (غيتي)
وقال أيضا “إن كان قتل الناس بسبب الرسومات إرهابا فإن الهجوم على مقدسات الناس وتحريضهم واستفزازهم إرهاب بنفس المقدار.. على البشرية كلها أن تلتزم برد الفعل اللازم من الإرهاب الذي يتم تنفيذه تحت قناع حرية التعبير”.
مجلس الأمن
وطالب الرئيس التركي بإصلاح مجلس الأمن الدولي، مشيرا إلى وجود 196 دولة في الأمم المتحدة غير راضية عن حالة المجلس في الوضع الراهن، وجميعها يصرّح بذلك، ولكن عند التطبيق تكون دائما كلمة الفصل للإمبريالية والقوى المهيمنة.
ولفت أردوغان إلى وجود 56 دولة عضوا في منظمة التعاون الإسلامي، ورغم ذلك لا نجد أن كلمة المنظمة مسموعة في مجلس الأمن، مبينا أن ثلث المجلس تمثله دول إسلامية، متسائلا “ألن نقدم على أي خطوة في هذا الاتجاه؟”.
وأضاف أن هناك عمليات خطيرة تجري في العالم الإسلامي، وأن المسلمين يذبحون بعضهم بعضا ويتناحرون فيما بينهم، وعند النظر إلى الدم النازف نجد أن القاتل والمقتول من المسلمين، وهذا يعني ابتعاد المسلمين عن قيمهم. ودعا المسلمين إلى وضع خلافاتهم جانبا، وشدد على ضرورة تفعيل العقل المشترك وأدوات الحلول المشتركة.