قمر اصطناعي أميركي للاتصالات، وزنه 4100 كيلوغرام، أطلقوه في منتصف 2003 لتغطية أميركا الوسطى والكاريبي، كما كندا والولايات المتحدة، وأدى المطلوب منه على ارتفاع 36 ألف كيلومتر في الفضاء طوال 14 سنة، إلى أن طرأ ما جعله يخرج في 17 يونيو الماضي عن سيطرة المشرفين عليه من الأرض.
المعروف باسم AMC-9 أصبح تائها يدور حلزونيا على نفسه، وقد يقترب من الأرض ليهوي إليها متفككا إلى مئات القطع، كما القنبلة العنقودية، أو أن قطعه ستبقى تهدد بقية الأقمار الدائرة حول الأرض فيما لو بقيت تائهة في مدارات موازية لمداراتها، وهو ما قد يحدث كارثة وأكثر.
لا يعرفون ما الذي حدث تماما للقمر الذي بدأت بعض أجزائه تنفصل عن هيكله العام، ويعتقدون أنه “اصطدم ببعض النفايات السالكة في الفضاء” فأثر الارتطام على نظام عمل القمر المعتبر أكبر الأقمار الاصطناعية الخاصة بالاتصالات، والوارد بسيرته أنه مبرمج أصلا ليخدم 15 سنة فقط، ثم يتم توجيهه من الأرض ليتيه في الفضاء، إلا أن العطل الذي طرأ عليه جعله لا يمتثل لأوامر القيّمين عليه، فانقطعت به السبل إلى درجة أن سقوطه سيكون عشوائيا، فيما لو سقط، أو سيهيم قطعا منفصلة عن هيكلها العام.
أحد مديري المؤسسة التي تقوم بتشغيله والإشراف عليه، وهي فرع لشركة SES World Skies الأميركية في لوكسمبورغ، ذكر أن بعض أقسامه المنفصلة عنه “تمت رؤيتها حين رصده بالتلسكوبات لآخر مرة يوم الجمعة الماضي” وفيه يبدو القمر غير ثابت في المدار، يدور تائها بشكل حلزوني حول نفسه، وبعد رصده لم يعد أحد يدري أين أصبح في الفضاء، فقد اختفى له كل أثر.
خبر AMC-9 وتفككه، منتشر منذ أمس بوسائل إعلام دولية وأخرى متخصصة تطرقت إليه، ومنها صحيفة “اكبريس” البريطانية، الشارحة بخبرها عنه أن قطعه المتفككة ستهدد مئات الأقمار الاصطناعية في مداراتها حول الأرض كما القنابل الموقوتة.
والشيء نفسه شرحه موقع Ars Technica المتخصص بشؤون تقنية الفضاء، بنقله عن أحد مديري الشركة أن بعض القطع المتفككة تحترق في جو الأرض حين اختراقه “أما الباقي فيظل في مدارات حول الأرض إلى الأبد” في إشارة منه إلى أنها ستهدد دائما كل قمر اصطناعي، وحتى المركبات الفضائية.