قدم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم الخميس، استقالته من منصبه إلى رئيس وأعضاء البرلمان الذي سارع إلى رفضها، في حين ما تزال صنعاء تحت سيطرة الحوثيين بشكل كامل. يأتي ذلك فيما اندلعت تظاهرات في تعز وإب رفضاً لانقلاب الحوثيين.
وقالت مصادر في الرئاسة اليمنية لـ’العربية’ إن البرلمان اليمني برئاسة يحيى الراعي رفض قبول استقالة الرئيس هادي، ودعا إلى عقد جلسة طارئة صباح غد الجمعة.
من جهتهم، رحب المتمردون الحوثيون باستقالة الرئيس هادي، وتحدثوا عن تشكيل مجلس رئاسي يضم جماعات بقيادة الحوثيين والجيش وبعض الأحزاب السياسية، بحسب ما نقلت عنه وكالة ‘رويترز’.
وقال الرئيس هادي في نص الاستقالة، التي حصلت ‘العربية’ عليها حصرياً، إنه تقدم باستقالته بعد كثير من الخذلان، مضيفاً: ‘وجدنا أننا غير قادرين على خدمة الشعب اليمني’، مؤكداً أن البلاد وصلت إلى طريق مسدود.
وفي الاستقالة الموجهة إلى البرلمان، برر هادي قراره بـ’بالمستجدات التي ظهرت منذ 21 سبتمبر (دخول الميليشيات الشيعية إلى صنعاء) على سير العملية الانتقالية للسلطة سلمياً، والتي حرصنا جميعاً على أن تتم بسلاسة’.
هذا وقد طالب ‘الحزب الاشتراكي اليمني’ الرئيس هادي وبحاح بالتراجع عن استقالتيهما.
يأتي ذلك فيما رفضت 4 محافظات في جنوب اليمن تلقي أي أمر عسكري من صنعاء، بحسب بيان أوردته وكالة ‘فرانس برس’. وأكدت اللجنة المكلفة الشؤون الأمنية والعسكرية في محافظات عدن ولحج والضالع وأبين، أنها اتخذت هذا القرار إثر استقالة الرئيس هادي.
وكانت الحكومة اليمنية قد قدمت استقالتها إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي قبل استقالته، حسب ما أفاد مصدر حكومي.
وبحسب مراسل قناة ‘العربية’ في صنعاء، فقد وصل الموفد الدولي جمال بن عمر إلى صنعاء في الوقت الضائع، كما يرى كثير من المراقبين، على الرغم من الحديث عن اتفاق بين هادي والحوثيين يشمل الإفراج عن بن مبارك.
وأضاف أنه كانت هناك متغيرات تشير إلى هادي بأن الجيش قد تخلى عنه تماماً. وقال إن 27 لواء عسكرياً قد تمت استعادة السيطرة عليها من قبل الرئيس السابق علي عبدالله صالح ونجله، بعضها تنتمي للقوات الخاصة، وبعضها للحرس الجمهوري، وبعضها للشرطة العسكرية.
قدم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والحكومة اليمنية استقالتهما مساء اليوم الخميس بعد التطورات السياسية والعسكرية التي شهدتها العاصمة صنعاء في الأيام الأخيرة.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصدر رئاسي تأكيده أن هادي قدم استقالته، كما أكدت الحكومة في بيان لها استقالتها كي ‘لا تكون طرفا في ما يجري من أحداث’ في البلاد.
وذلك بعد ساعات من وصول مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بنعمر إلى صنعاء، والذي يتوقع أن يحضر اجتماعا مع ممثلي القوى السياسية.
وأوضحت الحكومة في بيان استقالتها أنها لا تريد أن تكون طرفا في ما يجري من أحداث، وأنها لم تعد قادرة على القيام بمهمتها في الظروف الراهنة.
وقال المتحدث باسم الحكومة راجح بادي للجزيرة إن الأزمة وصلت إلى طريق مسدود ‘لذا قررت الحكومة الاستقالة حتى لا تنجر إلى المتاهة السياسية التي يحاول البعض أن يجرنا إليها’، وأضاف أن الحكومة لا تريد أن تتحمل مسؤولية ما يقوم به غيرها أمام الله والشعب، حسب قوله.
.
أعرب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يوم الأربعاء عن استعداده لتنفيذ بعض المطالب الخاصة بالتعديل الدستوري وتقاسم السلطة مع الحوثيين الذين اتخذوا مواقع أمام قصره بعد هزيمة حراسه في معركة استمرت يومين.
وشجبت الدول العربية والخليجية المجاورة ماوصفته بأنه انقلاب في اليمن وان كان كلا من الحوثيين وبعض حلفاء الرئيس نفوا الاطاحة به.
وقال مصدر مقرب من الرئيس إن هادي اجتمع مع مسؤول من الحوثيين وانه سيصدر في غضون ساعات مراسيم تؤدي إلى حل جميع الخلافات. ونفى المصدر ان هادي يخضع للاقامة الجبرية داخل منزله الذي يحيط به مقاتلون حوثيون منذ الصباح الباكر.
وفي بيان صدر في المساء قال هادي إن من حق أعضاء جماعة الحوثي أن يعيَنوا في مناصب في جميع مؤسسات الدولة وإن مسودة الدستور التي كانت مصدر خلاف بينه وبين الحوثيين قابلة للتعديل.
وأضاف أن الحوثيين وافقوا على سحب مقاتليهم من المناطق المطلة على قصره وأنهم سيطلقون سراح مساعده الذي يحتجزونه منذ يوم السبت.
وجاء في البيان ‘مسودة الدستور قابلة للتعديل والحذف والتهذيب والاضافة.’ وتابع أن كل الأطراف اتفقت على ضرورة عودة مؤسسات الدولة والمدارس والجامعات إلى العمل سريعا.
وبعد اشتباكات عند مكتب الرئيس ومنزله يوم الثلاثاء هدد زعيم الحوثيين في كلمة ألقاها ليل الاربعاء باتخاذ مزيد من ‘الاجراءات’ اذا لم يذعن هادي لمطلبه باجراء تغييرات دستورية تمنح الحوثيين المزيد من السلطة.
واقتحم الحوثيون العاصمة اليمنية قبل أربعة أشهر وأصبحوا القوة المهيمنة في البلاد. ويبدو انهم قرروا الان على الاقل عدم الاطاحة بهادي مفضلين على الأرجح ممارسة سيطرتهم على رئيس ضعيف بدلا من تحمل أعباء السلطة.
وأدت الهزيمة التي ألحقوها بحرس الرئاسة في معارك بالاسلحة والمدفعية في الايام الاخيرة إلى تزايد الفوضى في بلد تنفذ فيه الولايات المتحدة ضربات بطائرات بدون طيار ضد واحد من أقوى أجنحة تنظيم القاعدة.
وبحلول صباح يوم الاربعاء تولى مقاتلون حوثيون تدعمهم عربات مدرعة حراسة مقر اقامة الرئيس. وكانت مواقع الحراسة التي يشغلها حرس الرئاسة خالية في البداية لكن ظهر في وقت لاحق عدد صغير من الحراس وسمح لهم بشغل مواقع.
وقال محمد البخيتي العضو بالمكتب السياسي للحوثيين لرويترز ان الرئيس هادي مازال في منزله ولا توجد مشكلة ويمكنه ان يغادره.
وغادر رئيس الوزراء خالد بحاح مقره الرسمي الذي كان يحيط به مقاتلون حوثيون إلى مكان آمن بعد ثلاثة ايام من الحصار حسبما قال أحد مساعديه لرويترز.
وقالت مصادر عسكرية يمنية إن الحوثيين استولوا على كلية الطيران الحربي التي تقع بالقرب من منزل هادي وقاعدة الصواريخ الرئيسية بدون قتال.
وفي جنوب البلاد وهو المنطقة التي يوجد بها منزل هادي شجب مسؤولون محليون ما وصفوه بأنه انقلاب ضده. وأغلقوا الموانيء الجوية والبحرية في عدن المدينة الرئيسية في الجنوب وكذلك طرق الدخول البرية.
وقال مسؤولون إن السلطات في جنوب اليمن أعادت فتح مطار وميناء عدن يوم الخميس بعد أن قبل الرئيس عبد ربه منصور هادي بعض شروط الحوثيين في خطوة من المتوقع أن تخفف من حدة التوتر في العاصمة اليمنية صنعاء.
وأغلقت سلطات الأمن يوم الاربعاء مطار وميناء عدن كما أغلقت المرور البري إلى المدينة الواقعة في جنوب اليمن بعد القتال الذي اندلع في صنعاء وزاد من حالة الفوضى في البلاد.
ونقل المسؤولون عن لجنة الأمن في عدن قولها إنها ألغت قرار إغلاق المطار والميناء والطرق البرية ردا على الاتفاق الذي نص على عودة كل مؤسسات الدولة إلى العمل.
وقال عاملون في المطار إن طائرة قادمة من العاصمة المصرية القاهرة وأخرى قادمة من مدينة تعز اليمنية هبطتا في مطار عدن منذ إعادة فتحه.
وصرح مسؤولون في ميناء عدن أيضا بأنهم استأنفوا العمل.
وأعرب الرئيس اليمني يوم الأربعاء عن استعداده لتنفيذ بعض المطالب الخاصة بالتعديل الدستوري وتقاسم السلطة مع الحوثيين الذين اتخذوا مواقع أمام قصره بعد هزيمة حراسه في معركة استمرت يومين.
وكانت الدول العربية الخليجية التي تؤيد هادي شجبت ما وصفته بأنه أعمال ارهابية من جانب الحوثيين وحلفائهم. وطالبت باعادة مؤسسات الدولة إلى سيطرة الحكومة والافراج عن مدير مكتب هادي الذي خطفه الحوثيون في الاسبوع الماضي.
وشجب وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية يوم الأربعاء ما وصفوه بأنه ‘انقلاب’ من جانب حركة الحوثيين في اليمن بعد أن سيطر مقاتلو الحركة الشيعية على قصر الرئاسة وتغلبوا على حراسه في معارك استمرت يومين.
ووصفت الدول الست الغنية أعضاء المجلس تحركات الحوثيين بأنها ارهاب لكن لم تصل إلى حد التصريح بأي اجراء للتصدي للنفوذ المتزايد للحركة في صنعاء.
وقال الوزراء في بيان بعد اجتماع في قاعدة جوية في الرياض ‘دول مجلس التعاون تعتبر ما حدث في صنعاء يوم الثلاثاء 20 يناير هو انقلاب على الشرعية.’
وطالب وزراء خارجية المجلس الذي يضم السعودية والبحرين وقطر وعمان والامارات والكويت بانسحاب الحوثيين من القصر ومن المنزل الخاص للرئيس عبد ربه منصور هادي.
ودعوا ايضا إلى إطلاق سراح احمد عوض بن مبارك مدير مكتب هادي وهو مرشح سابق لمنصب رئيس الوزراء احتجزه الحوثيون يوم السبت. وطالبوا بتطبيع الوضع الأمني في العاصمة وعودة المؤسسات الحكومية إلى سيطرة الدولة.
وأمن اليمن له أهمية خاصة بالنسبة للسعودية وعمان اللتين تشتركان معه في حدود جبلية وصحراوية طويلة كما أنه مهم لباقي دول المجلس التي تستضيف أعدادا كبيرة من المهاجرين اليمنيين.
* تقاسم السلطة
واقتحم الحوثيون العاصمة في سبتمبر ايلول لكنهم امتنعوا عن مواجهة هادي مباشرة حتى هذا الاسبوع.
ويتهمون الرئيس بالسعي إلى التراجع عن اتفاق اقتسام السلطة الذي وقع عندما سيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر ايلول ويقولون انهم يعملون على حماية مؤسسات الدولة من موظفي الحكومة الفاسدين ومن الضباط الذين يحاولون نهب ممتلكات الدولة.
وخاض المقاتلون الحوثيون معارك ضد الحرس في منزل هادي ودخلوا قصر الرئاسة يوم الثلاثاء. وفي كلمة أذاعها التلفزيون في ليل الاربعاء حذر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي الرئيس هادي من انه يتعين عليه تنفيذ اتفاق اقتسام السلطة الذي أبرمه عندما سيطر رجاله على العاصمة في سبمبر ايلول.
ويعطي هذا الاتفاق لجماعة الحوثيين دورا في المؤسسات العسكرية والمدنية. ويطالب الحوثيون أيضا بتغييرات في اقتسام السلطة الاقليمية في مسودة الدستور.
وظهور الحوثيين على انهم القوة الحقيقية في اليمن في سبتمبر ايلول أحدث تقلبات في التحالفات في أنحاء الطيف السياسي في اليمن واثار مخاوف من زيادة عدم الاستقرار في بلد -يشترك في الحدود مع السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم- وبه واحد من أنشط أجنحة تنظيم القاعدة.