بمبايعة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حاكماً للمملكة العربية السعودية، التي ستجري بشكل رسمي بعد عشاء اليوم الجمعة في قصر الحكم بالرياض، يكون هو الحاكم السابع للبلاد التي أسسها والده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن في الــ21 من جمادى الأولى من العام 1351 هــ.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي بويع من أفراد الأسرة حاكماً سابعاً للبلاد، خلفاً لخادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ويأتي ترتيب الملك سلمان في المرتبة الــ25 من الأبناء الذكور للملك المؤسس، وهو يعد أمين سر العائلة، والمستشار الشخصي لعدد من ملوك البلاد على مر التاريخ.
وما قد يجهله البعض عن حياة الملك سلمان بن عبدالعزيز أنه ختم القرآن كاملاً في مدرسة الشيخ عبدالله خياط، رحمه الله، إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة، وكان حينها الملك سلمان بن عبدالعزيز في الــ10 من عمره، وقد تلقى تعليمه في مدرسة الأمراء بالرياض.
بدايته السياسية
كانت بداية الملك سلمان بن عبدالعزيز السياسية في الــ11 من رجب من العام 1373 للهجرة، عندما تولى إمارة منطقة الرياض بالإنابة، خلفاً لأخيه الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز، قبل أن يتم تعيينه رسمياً أميراً للرياض في الــ25 من شعبان للعام 1374هـ، واستمر حاكماً للرياض حتى العام 1380 للهجرة، حينما تقدم بطلب إعفائه من منصبه.
وفي الــ10 من رمضان في العام 1382 للهجرة، أصدر الملك سعود بن عبدالعزيز مرسوماً ملكياً بتعيين الملك (الأمير آنذاك) سلمان أميراً لمنطقة الرياض مرة أخرى.
وفي التاسع من ذي الحجة للعام 1432هـ، أصدر الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز مرسوماً بتعيين الملك (الأمير) سلمان وزيراً للدفاع، خلفاً للراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز، قبل أن يختاره خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، في الــ18 من يونيو للعام 2012، إبان وفاة الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز.
ويحسب للملك سلمان بن عبدالعزيز اطلاعه بعلم الأنساب والتاريخ في جزيرة العرب، فهو يعتبر من المراجع التاريخية الهامة لعدد من الباحثين عن تدوين السير في شبه الجزيرة العربية، كما أنه متابع جيد لكل ما يدور في الصحافة ووسائل الإعلام، وهذا ما يذكره عدد من أساتذة الإعلام الذين عاصروا الملك سلمان، حينما كان حاكماً للرياض، وبحسب أحد رؤساء تحرير الصحف المحلية، فإن الملك سلمان كان يهتم حتى في طريقة تناول الصورة المصاحبة للخبر ومدى ملاءمتها ومطابقتها للمادة المرافقة لها، وليس مجرد قارئ فقط.
وبمبايعة الملك سلمان بن عبدالعزيز فإنه يعود لقصر الحكم من جديد، بعد أن بدأ حياته السياسية حاكماً للرياض، ومن ثم وزيراً للدفاع، ومن ثم ولياً للعهد، وأخيراً ملكاً للبلاد، وهو في الأساس لم يغادر قصر الحكم، إذ كان على مسافة قريبة جداً من جميع حكام البلاد، مستشاراً وناصحاً وموجهاً، بدءاً من والده المؤسس حتى رحيل أخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز.