نعت السعودية، اليوم، عبر بيان للديوان الملكي ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي توفي فجر اليوم. وكان الملك عبدالله قد تولى مقاليد الحكم في الأول من أغسطس من عام 2005م، وفي أواخر شهر ديسمبر الماضي أدخل مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الرياض إثر عارض صحي ألم به.
ونص البيان النعي على “ببالغ الأسى والحزن ينعى صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وكافة أفراد الأسرة والأمة، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حيث وافته المنية في تمام الساعة الواحدة من صباح هذا اليوم الجمعة الموافق 3 / 4 / 1436هـ / إنا لله وإنا إليه راجعون /. تغمد الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بواسع رحمته وغفرانه وأسكنه فسيح جناته، وعزاؤنا تمسك هذه الأمة بدينها القويم، فجزاه الله عن الإسلام وعن هذه الأمة وعن المسلمين كافة خير الجزاء. وقد تقرر الصلاة على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – بعد صلاة عصر هذا اليوم الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض. ولله الأمر من قبل ومن بعد”.
وكانت السعودية قد شهدت منذ مبايعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العديد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد مساحتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة، تشكل في مجملها إنجازات تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته، مما يضعها في رقم جديد في خارطة دول العالم المتقدمة، فقد تجاوزت في مجال التنمية السقف المعتمدة لإنجاز العديد من الأهداف التنموية التي حددها “إعلان الألفية” للأمم المتحدة عام 2000، كما أنها على طريق تحقيق عدد آخر منها قبل المواعيد المقترحة.
وبأمر الملك، تضاعف أعداد جامعات المملكة من ثماني جامعات إلى أكثر من عشرين جامعة، وافتتاح الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات، وإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والعديد من المدن الاقتصادية، منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل، ومدينة جازان الاقتصادية، ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة، إلى جانب مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض. وخطت مسيرة التعليم خطوات متسارعة إلى الأمام، حيث وجهت المملكة نسبة كبيرة من عائداتها لتطوير الخدمات، ومنها تطوير قطاع التعليم.
وتعيش المملكة حاليا نهضة تعليمية شاملة ومباركة توجت بإحدى وعشرين جامعة حكومية وأربع جامعات أهلية تضم 19 كلية جامعية أهلية موزعة على جغرافيا لتغطي احتياجات المملكة بلغ عدد طلبتها 701681، وبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس في هذه الجامعات 30246 أستاذا للعام الدراسي 1428 / 1429هـ، إضافة إلى 32 ألف مدرسة للبنين والبنات، ارتفع إجمالي عدد طلبتها إلى أكثر من 5 ملايين طالب وطالبة يتلقون تعليمهم في أكثر من 32 ألف مدرسة، ويقوم على تعليمهم أكثر من 426 ألف معلم ومعلمة. وإنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين تم إنشاء العديد من المعاهد والمراكز في بعض الجامعات لأبحاث التقنيات متناهية الصغر (النانو).
لمكانته العالمية ودوره المؤثر، تم اختيار الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز، واحدا من أقوى الشخصيات المؤثرة في العالم.
وحسب تقرير نشرته صحيفة “الرياض” عام 2011، فللمرة الثالثة، اختارت مجلة “فوربس” الأميركية، الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز ضمن قائمتها للشخصيات الـ70 الأكثر تأثيراً ونفوذاً في العالم.
واحتل الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز، برفقة كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني هو جنتاو والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ومؤسس شركة “مايكروسوفت” العملاقة بيل غيتس، المراكز الستة الأولى على القائمة.
كانت مغادرته من قصره الرياض، متجها إلى روضة خريم، في آواخر شهر ديسمبر الماضي، هي آخر صور فوتوغرافية وتلفزيونية التقطت للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز قبل أن تنعاه بلاده والعالم الإسلامي، ظهر فيها وهو يودع ولي عهده الأمير سلمان وعدداً من أفراد الأسرة والمسؤولين، تعيد نشرها “العربية.نت”.