اكدت دراسة اقتصادية متخصصة اليوم الاحد ان الكويت بحاجة إلى احتضان الشركات الناشئة وتشجيع رواد الأعمال وايجاد بيئة تتبنى التخصصات الذكية وخلق شركات ناشئة عالمية ذات تأثير كبير.
جاء ذلك في دراسة اجرتها مجموعة بيركلي للبحوث بتكليف من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وشركة (كامكو) للاستثمار لتقصي الاعتبارات التجارية والاستراتيجية التي تواجه رواد الاعمال الكويتيين عند اتخاذ قرارت بشأن اماكن تأسيس شركاتهم او تنميتها او نقل مقر اعمالها.
وتهدف الدراسة الى التعرف على العوائق الرئيسية التي تواجه رواد الاعمال الكويتيين وتحليل الفجوات الكامنة في بيئة ريادة الاعمال على اساس موضوعي ووضع توصيات لكيفية توجيه الجهود الحكومية لدعم وتنويع الاقتصاد.
وذكرت الدراسة ان رواد الأعمال في الكويت لا يفتقرون إلى التمويل وانما إلى الدراية العملية ومساعدتهم على تشكيل الأعمال وتوسيع نطاقها واستهداف العملاء المناسبين وأن الافتقار إلى التوجيه والتدريب الملائمين يقود الكثيرين إلى ارتكاب “اخطاء ساذجة”.
وعن السوق الكويتي قالت الدراسة ان الكويت دولة غنية لديها “مجتمع استهلاكي” اذ تمثل القوة الشرائية الكويتية الكبيرة ميزة تنافسية قوية بما يتيح فرص هائلة لرواد الأعمال لاختبار الخدمات الجديدة والتحقق من صحة الأفكار التجارية ومن ثم العمل على تنميتها خارج الكويت.
واشارت الدراسة الى ان قوانين التراخيص والفترة الزمنية للعمل وتعدد إجراءات الحصول على التراخيص والتصاريح التجارية عائقا رئيسيا أمام نمو الشركات الناشئة.
ورأت ان الشركات التي تتخذ من دولة الكويت مقرا لها والتي تستفيد من القوى الشرائية المحلية ليست مستدامة في مرحلة ما بعد النفط ولن تعمل على تنويع الاقتصاد الكويتي ما لم تتوسع عالميا أو تجذب الإنفاق السياحي نحو الكويت.
ولفتت الى ان الشركات الناشئة الكويتية التي تستهدف اسواقا خارجية تخطط “للانطلاق عالميا” منذ نشأتها والعديد منها يجد أن دبي توفر قاعدة أكثر ملائمة للأعمال مقارنة بالكويت.
وبينت ان الكويت تمتلك الفرصة لخلق شركات ناشئة عالمية ذات تأثير كبير إلا انه من أجل الاحتفاظ بها في الكويت يجب رعاية وتحسين بعض العناصر الضعيفة في النظام البيئي المحلي لريادة الأعمال.
وحثت الدراسة على وجوب ان تتفق البرامج والمبادرات الحكومية لتشجيع ريادة الأعمال وتطوير النظام البيئي بشكل أفضل مع احتياجات الشركات الناشئة وتكييف “الدروس المستفادة” من التكتلات الابتكارية العالمية الأخرى لتتلاءم مع استراتيجية “التخصصات الذكية” التي تشجع رواد الأعمال الكويتيين على “الانطلاق عالميا” مع الحفاظ على جذورها الكويتية.