العلاقات العامة كما علمونا وجه المؤسسة، أو الوزارة، وبتوقع من أي إدارة علاقات عامة أن تكون الناطق باسم مجلس إدارة المؤسسة، أو الوزير، ولا يكون دورها فقط، قص الجرائد وترتيبها في ملف، أو استقبال الضيف من المطار للفندق.
هذا الانحراف في مهمة العلاقات عندنا يأتي من نظرة بيروقراطية ضيقة تعودت أن تزيح الموظف الأقل أداء لإدارة العلاقات العامة بينما العالم كله ينقل أي موظف متميز لهذه الإدارة الحساسة ويضعها هيكليا في أعلى الهرم الإداري، ويضع لها إمكانيات مالية هائلة قد تبلغ الثلث من لأرباح لأنها هي التسويق الحقيقي للمنشأة أو الوزارة.
في عالم اليوم المتقدمة نعرف أن الشركات الكبراء والمؤسسات، والوزارات من خلال أدوات الإعلام والتواصل الاجتماعي، ونرى رئيس الدولة أي دولة وهو المشغول يضع لنفسه بوابات إعلامية يطل منها ليشرح الأمور بمصداقية بروافع من إدارة العلاقات العامة.
هل إداراتنا ومؤسسنا تدرك أن قرابة ثلث أرباح الشركة، أو المؤسسة بذهب لدعم إدارات العلاقات العامة، وهل تعرف وزاراتنا الموقرة أن دور العلاقات العامة ليس طباعة مجلة تمجد بالإداريين والكبار في الوزارة وتجمل صورهم.
دور العلاقات العامة ليس له حدود في تلميع وصيانة المؤسسة وإبراز أعمالها للناس خدمة لها بالحقائق والدفاع عن المؤسسة وقت الكوارث والخسائر، وطأنة الناس أن المؤسسة ستعود قريبا.
لهذا القصور الذي نراه أحيانا في الوزارات والإدارات لجأ بعض الدوائر للاستعانة بفريق عمل خارجي لرفع مستوى العمل، وفوائد فريق العمل الخارجي كثيرة أهمخا أنه غير مصاب بإعاقات الروتين الذي يصيب إدارة العلاقات العامة المتقادمة داخل الوزارة أو الشركة، حيث يقتل الروتين روح العمل.
أتمنى على وزاراتنا الأخذ بفكرة المستشار الخارجي وهو شيء مثل دخول اللاعب الأجنبي لفريق كرة القدم إذا لم يضف شيئا فهو يحفز اللاعب المحلي للتطور.
نحن لا نتحدث عن ترف العلاقات العامة وموائدها وديكوراتها ومجلتها براقة الألوان، لا نحن نتحدث عن مهمة جادة لرسم الصور الذهنية عن الشركة قبل تلميع رجالها، ومساهمة كبيرة في تسويق لامنتج سواء كان مادي، أو معنوي، واقناع لاناس بالبيئة المحية بأهمية وجود الشركة لهم ونفعهم عن طريق المساهمة خدمات ترفيهية وإدارية لهم.
طبيعة العلاقات العامة للناس، وهي لو علمت يجب عليها تقديم خدمات دون مقابل، هل تذكر حي الوزارات الذي خلف مجموعة وزارات طريق الملك عبد العزيز لم تفكر وازرة واحدة بتجميل الحي لتجميل بيئتها، أو تقديم خدمات له بأي صور، فمائا لو كانت الوزارات شركات أجنبية لما رضيت أن تعيش في بيئة من الفوضى، أوردت هذها المثال لأكرس دور العلاقات العامة للبيئة، وهو موضوع مقال.
أخيرا يف نحيي هذا الدور في المؤسسات الحكومية، ونعيد الحياة للإدارة المنسية في الوزارات، وأقرب الحلول المستشار الخارجي لتنشيط العمل وتنظيم الإدارة، وتغيير مزاج المسئولين غير لامقتنعين بأهمية القطاع الذي يدير العالم اليوم، ويلمع الشركات، والساسة، ويرسم الصور الذهنية، ويستعمل علوم الاجتماع وعلوم النفس للوصول للجماهير المستهدفة، ويقاوم الأزمات في المنظور البعيد.
? ضافي بن غنيم
إعلامي وخبير تقني