الجسد له لغة كثيرة وتعابيره عميقة بعمق غموضها وتأثير لغتها وكأنها بحر يموج فيه ويغرق فيه كل من كانت مشاعر الرغبة واللذة تسيطر عليه فلغة جسده جعلته أسيرا وراها وكأنها روح تحي موت روحه وكأنها لغة لا يفهمها سوى من كان جسده أشبه بأجساد الشياطين التي لا تبالي بما يشعر به كل مرء شعر بالإهانة والإذلال فالتحرش له آثار كبيرة على كل من لامسه واقترب منه فهو بعيد عن الكرامة ومحرم في كل الأديان فهو عدو المرء فهو يجعله يشعر بأنه مجرد من شرفه ومجرد من بعض قيمه التي لطالما آمن بها وجعلها مثل الخاتم في إصبعه، فهو بوابة لاغتصاب الذات واغتصاب الأمل فهو يقتل الطمئنينة في داخل المرء ويجعله مقيد في متاهة وكأنه يلعب دور القاتل الذي يقتله ويجعله وكأنه هو الجاني الذي لم يجنى عليه، فكثير من الفتيات كانت اجسادهن خطيئة لأنها ملطخة بدماء ملوثة من الرغبة البشعة فحياتهن بائت بالفشل بسبب التحرش الذي تعرضن له جعل افراحهن تموت وتبقى سراب لا يشعرن بها، و كان المجتمع يجعلهن قاتلات وليس مقتولات من شرفهن وكرامتهن التي انتهت بسبب التحرش الذي تعرضن له، الكثير يتسائل كيف سيعشن مع هذا العار الذي سيبقى اثره كبير في داخلهن وسيجعلهن لا يشعر بحرارة الحب وعذوبته وكأنه قاتل لما تبقى من شرفهن هكذا يرونه قاتل لما في داخلهن من شرف وأمل وثقة في الطرف الآخر، والكثير من هن لا يستطعن أن يكون لديهم القوة على تجاوز هذه المحنة التي جعلت كل شيء ظلام وكأنه لم يكن نورا ينير قلوبهن ويجعل فيها الأمل والثقة، كثير من هن تبقى الدموع رفيقا لها والاكتئاب أنفاسها والحزن قلبها هكذا تصبح لا تشعر بجسدها فهو من قتل في داخلها الحب والشوق لمن كانت ستكون له بجسدها وروحها هكذا تصبح بلا مشاعر او حتى بلا أمل، عيون الجميع تطاردها بحزن وكأنها ترى فيها ما حدث لها، أحلامها تموت وزواجها ممن تحب لا يستمر بسبب ما حدث لها لأن ليس كل رجل يقبل الزواج بمغتصبة فهي شريفة رغم ما حدث لها و لم تفقد شرفها فهي لم يتلطخ شرفها ولم تمت كرامتها هذه هي الحقيقة ولكنها فقدت أكبر شيء كان سيجعلها تعيش وهو أملها بذاتها وثقتها بأنها بريئة من كل ما حدث لها فهي بريئة تماما كبرائة يوسف عليه السلام مما قالت عنه زليخة عندما يفقد المرء أمله وقدرته على تحقيق ما يطمح له هذا هو الدمار والاغتصاب الحقيقي للذات، فيجب على كل فتاة بأن تعلم بأنها شريفة فهي لم تسلم له جسدها بل هو من اغتصبها وهي ليست مذنبة وليست هي خطيئة فهي يجب أن تكون قوية وتبدأ حياتها من جديد وتثق في رحمة الله وقدرته وتؤمن بأن الله لن ينسى عبيده وتؤمن بذاتها وبأنها ستنجح وستجد من يستحقها.
سهلة المدني