أقر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بالجمعية التأسيسية التي يهيمن عليها الحزب الاشتراكي بوصفها أقوى مؤسسة بالدولة، وذلك في أول ظهور له في تلك الهيئة التشريعية التي بدأت أعمالها قبل 6 أيام وسط انتقادات واسعةـ وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
وقال مادورو خلال كلمته “بصفتي رئيساً للدولة، فإنني أخضع نفسي لسلطات هذه الجمعية التأسيسية”، وأضاف “وإني لأقر بسلطاتها المطلقة السيادية والأصيلة والهائلة”.
وأثار انتخاب الجمعية المؤلفة من 545 عضواً انتقادات دولية لتجريدها الكونغرس الذي تغلب عليه المعارضة من سلطاته، ويقول منتقدوها إن انتخابها رفع أي قيود متبقية على سلطة الرئيس.
وقال مادورو إن الجمعية التأسيسية هي السبيل الوحيد لضمان السلام والرخاء في البلاد، بعد اضطرابات واحتجاجات مناهضة للحكومة على مدى 4 أشهر، مما أدى إلى سقوط أكثر من 120 قتيلاً.
وفي كلمة تخللها تصفيق حاد من أعضاء الجمعية، دعا مادورو إلى إطار حكم جديد يهدف إلى “تنقيح دستور 1999”.
ووجه حديثه لرئيسة الجمعية التأسيسية وحليفته الوثيقة ديلسي رودريجيز “سيدتي الرئيسةو أنا في خدمتكم التامة”.
ورسخت الجمعية الجديدة في أولى جلساتها في الخامس من أغسطس (آب) مخاوف المعارضة من سعيها لتعزيز قبضة مادورو على السلطة، عندما أقالت النائبة العامة لويزا أورتيفا، معارضته الرئيسية داخل الائتلاف الاشتراكي الحاكم. وصدر أمر بمحاكمتها.
واتهمت أورتيغا الرئيس بانتهاك حقوق الإنسان بعد أن بدأت المحكمة العليا الموالية له في إلغاء قوانين كان قد أقرها الكونغرس هذا العام، وتختبئ أورتيغا الآن وتنتقل من منزل لآخر، وأبلغت رويترز في وقت سابق أمس الخميس بأنها تخشى على حياتها.
واختير محقق حقوق الإنسان طارق صعب، ليحل محل أورتيغا بعد انتقاد ما وصفه “بتواطؤها وسلبيتها” في وجه إراقة الدماء خلال الاحتجاجات، وتتهم المعارضة صعب بتجاهل انتهاكات الحكومة.
وقال مادورو خلال كلمته أمس “هذه الجمعية ولدت ولادة عنيفة”، وصفق الحضور بقوة حين وعد بحبس من شاركوا في احتجاجات شابها العنف.