دعا رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية المستشار بالديوان الأميري الدكتور عبدالله المعتوق اليوم الأطراف المتنازعة بمناطق الصراع في العالم إلى احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين لاسيما العاملين في الحقل الإنساني الاغاثي والطبي.
وقال المعتوق الذي يتولى ايضا منصب المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني لعام 2017 الذي حمل شعار(لست هدفا) والذي يصادف 19 أغسطس إن حماية المدنيين في مناطق الصراع مسؤولية قادة العالم والمنظمات الإنسانية والمدنية والحقوقية.
واستنكر الهجوم الإرهابي الغادر والجبان الذي أودى بحياة الناشطين الكويتيين في الحقل الإنساني الدكتور وليد العلي وفهد الحسيني لدى قيامهما برحلة إنسانية في بوركينا فاسو قبل أيام.
وأضاف المعتوق ان هذا العمل الإرهابي الآثم والخسيس الذي استهدف أبرياء في أحد المطاعم بمدينة واغادوغو البوركينية يخالف جميع الشرائع السماوية والمواثيق والأعراف الإنسانية الدولية التي تأمر بالحفاظ على النفس البشرية. واستذكر الناشطين الإنسانيين الذين قضوا في 19 أغسطس 2003 في حادث غادر استهدف مقر الأمم المتحدة في بغداد وأودى بحياة 22 شخصا منهم رئيس بعثة الأمم المتحدة آنذاك فضلا عن إصابة العشرات من الأبرياء لافتا إلى إن الجمعية العامة للأمم المتحدة اتخذت قرارا على خلفية ذلك الحدث بتخصيص هذه الذكرى لتكون يوما عالميا للعمل الإنساني.
ووجه التحية إلى روح الناشطين في الحقل الإنساني الذين فقدوا حياتهم في سوريا وفلسطين والعراق والصومال وغيره وهم يقدمون المساعدات الإنسانية لضحايا النزاعات المسلحة من النساء والشيوخ والأطفال مشيرا إلى إن هؤلاء ستظل سيرتهم الإنسانية خالدة في سجلات المروءة والشهامة والرجولة والنخوة.
وذكر أن تخصيص يوم 19 أغسطس من كل عام لاستدعاء المشاهد البطولية للناشطين في الحقل الإنساني الذين قضوا إبان الحروب والنزاعات يعد لمسة وفاء وتقدير لهؤلاء الذين كانوا يخاطرون بحياتهم من أجل توفير المأوى والمأكل والملبس والمشرب لضحايا الكوارث والنزاعات.
وقال ان العالم مع تعدد الكوارث التي يموج بها بحاجة إلى المزيد من الأبطال في المجال الإنساني للعمل على تقديم العون والمساعدة للملايين الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية لإنقاذ حياتهم من الجوع أو الموت المحقق.
وأشار الى إن معدلات المتضررين من جراء النزاعات بلغت مستويات لا نظير لها منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها.
وناشد المعتوق المجتمع الدولي توفير كل صور الحماية والأمن للعاملين في الحقل الإنساني وإلزام الأطراف المتنازعة بتطبيق القرارات الأممية التي تقضي بتخصيص ممرات آمنة لمساعدتهم على تأدية واجبهم الإنساني.
وذكر ان العمل الإنساني في الكويت يمثل شعاع الضوء وسط هذا الظلام الحالك ونجل القائمين عليه في العالم ونمد أيدينا للتشارك مع جميع المنظمات الإنسانية الدولية في مشاريعها من أجل تخفيف معاناة المتضررين من الكوارث دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو اللغة أو الجنس.
واضاف أنه في هذا اليوم بما يستدعيه من آلام وأوجاع تتجلى المواقف الإنسانية الرائدة للكويت وأميرها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قائد العمل الإنساني في صناعة الأمل وقيادة وإطلاق مؤتمرات المانحين والسلام وتسيير القوافل الاغاثية للمناطق المنكوبة وتعزيز الشراكات مع المنظمات الإنسانية الدولية والوكالات الأممية المتخصصة.